بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين،، وبعد
لنعلم أن الإنسان خطاء وخير الخطائين التوابين، فإذا أخطأ أحدهم عليك، فمن واجبك معرفة الخيارات التي أعطانا هي الله للتعامل مع هذة المواقف، ويعطيك ربك الحكمة لأختيار الحكم المناسب للموقف المناسب. ففي البداية، لتعلم أن السوء يرد بسوء (وَٱلَّذِینَ كَسَبُوا۟ ٱلسَّیِّـَٔاتِ جَزَاۤءُ سَیِّئَةِۭ بِمِثۡلِهَا وَتَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّة) فمن يفعل سوء يرد أليه من الله في الدنيا والآخرة (مَن جَاۤءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ وَمَن جَاۤءَ بِٱلسَّیِّئَةِ فَلَا یُجۡزَىٰۤ إِلَّا مِثۡلَهَا وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ) صدق الله العظيم
ثم بعد هذا لنبدأ بالتفكير بأن الله هو الغفور الرحيم ويحب عباده الذين يعفوا ويصفحوا لمن تعدى عليهم بأي شيء. فإذا تصفح لغيرك يغفر الله لم وأجرك عليه. قال الله: (وَجَزَ ٰۤؤُا۟ سَیِّئَة سَیِّئَة مِّثۡلُهَاۖ فَمَنۡ عَفَا وَأَصۡلَحَ فَأَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ لَا یُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِینَ)، فهذة حالة، ولكن توجد بعض الحالات التي تتطلب الرد نظراً لشدة الخطأ الناتج من الشخص. فمثلاً موضوع القتل أو الإعتداء الصريح الشديد.
قال الله: ( ٱلشَّهۡرُ ٱلۡحَرَامُ بِٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡحُرُمَـٰتُ قِصَاص ٌفَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَیۡكُمۡ فَٱعۡتَدُوا۟ عَلَیۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَیۡكُمۡۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِینَ)، وقال الله: (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِی ٱلۡقَتۡلَىۖ ٱلۡحُرُّ بِٱلۡحُرِّ وَٱلۡعَبۡدُ بِٱلۡعَبۡدِ وَٱلۡأُنثَىٰ بِٱلۡأُنثَىٰۚ فَمَنۡ عُفِیَ لَهُۥ مِنۡ أَخِیهِ شَیۡء فَٱتِّبَاعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَأَدَاۤءٌ إِلَیۡهِ بِإِحۡسَـٰن ذَ ٰلِكَ تَخۡفِیف مِّن رَّبِّكُمۡ وَرَحۡمَة فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ بَعۡدَ ذَ ٰلِكَ فَلَهُۥ عَذَابٌ أَلِیم)، فأنت هنا لديك الضوء الأخضر الذي يمكنك بالرد فقد جعل الله لأهل من قُتل سلطان فلا إسراف منهم بعد هذة الرخصة(وَلَا تَقۡتُلُوا۟ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۗ وَمَن قُتِلَ مَظۡلُوماً فَقَدۡ جَعَلۡنَا لِوَلِیِّهِۦ سُلۡطَـٰناً فَلَا یُسۡرِف فِّی ٱلۡقَتۡلِۖ إِنَّهُۥ كَانَ مَنصُورا)، وبعد كل هذا يقول لك الله إن تستطيع أن تعفوا فأجرك عليه ولكن هذة تميل الى أن الرد مصرح لك لأن الله ليس بظلام للعبيد. ومثلها مثل من عاقبك عقاب شديد أو ظلمك، فلا تحزن لأن الله ينصر المظلوم ولتكن دعواك أن ينصرك في الدنيا والآخرة وليجعل لك سلطاناً نصيراً. قال الله: ( وَإِنۡ عَاقَبۡتُمۡ فَعَاقِبُوا۟ بِمِثۡلِ مَا عُوقِبۡتُم بِهِۦۖ وَلَىِٕن صَبَرۡتُمۡ لَهُوَ خَیۡر لِّلصَّـٰبِرِینَ)، وقال الله: ( ۞ ذَ ٰلِكَۖ وَمَنۡ عَاقَبَ بِمِثۡلِ مَا عُوقِبَ بِهِۦ ثُمَّ بُغِیَ عَلَیۡهِ لَیَنصُرَنَّهُ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُور) صدق الله العظيم
لكن إحذر من الإعتداء البسيط الذي لاينتج من الرد عليه الا كسب المزيد من الذنوب. فالحذر من الوقوع في الجدل أو النجوى المبنية على الباطل والتي تكثر فيها الكثير من هذا النوع من الأحاديث
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ “. قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ؟ قَالَ : ” يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ “. رواه البخاري ومسلم
فهذة حكم الله وأحكامة في التعامل مع من أخطأ علينا ولننظر أن المغفرة مصاحبة لكل الأحكام، لايجبرك الله أن تغفر في كل وقت وذلك لصعوبة فعل هذا أحياناً، لكنه يخبرك بعظمة أجر من يغفر فأفعل هذا قدر المستطاع
ثم نأتي بمن يكذب الله أمامك، أو الخطأ لايكون عليك بل على الله والعياذ بالله، ولكن كثيراً ما نشهد مثل هذا في هذا الزمن وفِي بلاد المسلمين ومن المسلمين
أولاً أترك أي مجلس يكون فيه إساءة لكلام الله أو رسله. قال الله: (وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَیۡكُمۡ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَایَـٰتِ ٱللَّهِ یُكۡفَرُ بِهَا وَیُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُوا۟ مَعَهُمۡ حَتَّىٰ یَخُوضُوا۟ فِی حَدِیثٍ غَیۡرِهِۦۤ إِنَّكُمۡ إِذا مِّثۡلُهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ وَٱلۡكَـٰفِرِینَ فِی جَهَنَّمَ جَمِیعًا) صدق الله العظيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يَحِلُّ دمُ امرئٍ مسلمٍ ، يشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ ، وأنِّي رسولُ اللهِ، إلا بإحدى ثلاثٍ : الثَّيِّبُ الزان، والنَّفُسُ بالنَّفْسِ والتاركُ لدِينِهِ المفارِقُ للجماعةِ) رواه البخاري