الحمار مخلوق لدية أربعة أرجل وذيل أما الإنسان فهو المخلوق الذي كرمة الله على سائر المخلوقات وخلقه الله في أحسن تكوين، نذكر هذا لنوضح بعض الأمور التي قد لايتسوعبها بعض البشر عندما نقول لأحدهم يافلان لاتكن مثل الحمار، أو نقول على أحدهم انه حمار. إعلم أن هذا التشبيه ليس له علاقة أبدا بالخِلقة لأنه إن كان هذا المقصد، فهذا لايجوز لأن فيه تعدي على خلق الله والعياذ بالله. فالتشبيه هنا مبني على تشبيه الصفات. والجدير بالذكر، نحن لا نشبه أحدهم بالحمار، إلا إذا كان من إخواننا في الدين ومن من نحب ونتمنى لهم الخير. فإذا قلنا لأحدهم لاتكن كالحمار فأعلم أني أحببتك في الله. أعلم أني أنبهك أن ترجع الى كلام الله وتفهم معانية، لأن القرآن هو خط حياة ومسيرة ولا نستطيع العمل بكتاب الله إلا اذا فهمنا معانيه. فالضوء الأخضر الذي يسمح لنا بتشبيهك بالحمار أيها الحمار هو قوله تعالى : ( مَثَلُ ٱلَّذِینَ حُمِّلُوا۟ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ یَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ یَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِینَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ)، فخذ هذة القاعدة، لن تفهم كل ماهو موجود في كتاب الله فبذلك ستظل حِمار الى يوم القيامة، ولكن للحميرة درجات. ولاحظ أن كل هذا تشبيه، فالحمار مخلوق طيب، وهو رمز للصبر، فيجب عليك أن تتحلى بالصبر والتأني في فهم معاني القرآن ولا تتحدث بما لاتعلم من الكتاب فتكن مثل الذين حملو التوراة دون فهم مابداخل التوراة وبالتالي دون العمل بما هو موجود في التوراة. سؤال: هل نحن اليوم نعمل بكل ماهو موجود في القرآن؟ الجواب نحن حمير بالتأكيد. بل وصلنا الى مابعد الحميرة وذلك بجعل من شبههم الله بالحمار الذي يحمل الأسفار وذلك بسبب جهلهم بكتابهم، جعلناهم يتحكمون بنا وينفذون ماطاب لهم بل ونقول لهم شكراً.
الحمار حيوان طيب يفتح لك البوابة لتعلم ركوب الخيل. فبعدما إفترى أحد الخيول الجامحة علي بعد إشتمام رائحة الخوف مني، أخذ يجري وأصبح هو القائد وأنا هذا المواطن المطحون فوق الخيل يتشهد ويقول لا إله إلا الله. أنظر، أليس الحمار أشرف لنا وقد يكون أفضل طريقة تعلمنا ركوب الخيل؟ نعم هو قصير فكلما تشعر بالخطر فكل ما عليك فعله هو وضع رجليك في الأرض. فلا تبدأ من القمة لتصل الى القمة، بل الصعود ضروري أن يكون تدريجي. بفضل من الله، وعند تصنيعي لأول مركبة كهربائية، سألت الله أن يعلمني من مايراه خير لي، فصنعت المركبة وخرجت لتجربتها وكانت التجربة تشمل وضع أوزان إضافية فيها دون مراعاة أن زيادة الوزن يتطلب جهد أكبر من البطاريات، فها أنا سعيد بهذا العمل، وإذا بي أخرج الى الأدغال والبراري بهذة المركبة، وهناك أستهلكت كل مصادر الطاقة لدي وأقصد بهذا البطريات فكانت النتيجة هي الرجوع الى ضواحي المدينة سيراً على الأقدام ومعي مركبتي المصنوعة من الألمونيوم وهي دراجة هوائية تحمل ماطور يجعلها تتسارع وتمشي بسرعة ٤٠ كيلو في الساعة، أنظر الى ماحصل، لأني لم أعطي نفسي الحق الكافي من القراءة فأستعجلت للتجربة قبل البرهان، كانت النتيجة رجوعي سيراً مردداً “أنا كالحمار يحمل الأسفر” بصوت عالي ودون أي مبالغة، رددتها أكثر من ١٠٠٠ مرة وأنا في الطريق وبهذا علمني الله أهمية هذة الآية في حياتنا اليومية وكيفية العمل بها فنشكرة على هذا. قال الله: (وَقَالَ ٱلرَّسُولُ یَـٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِی ٱتَّخَذُوا۟ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورࣰا). أفعل هذا وتذكر الحمار الذي يحمل الأسفار، لكي يكون حافزاً لك لتعلم القرآن.
وها نحن نستكمل حديثنا عن الحمار هذا الحيوان العظيم الذي جعله حمير الإنس مثلاً للسب والشتم، ولا يعلمون أن الله سخره لنا كمثل من دون الكثير من الحيوانات والبغال.
قال الله: (﴿وَٱلۡخَیۡلَ وَٱلۡبِغَالَ وَٱلۡحَمِیرَ لِتَرۡكَبُوهَا وَزِینَة وَیَخۡلُقُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [النحل ٨
فالحمار يستخدم للركوب، وهو حيوان صبور طيب أليف جعله الله لنا مثلاً لنتعظ. فهذا الطيب الأليف من الإنس، إن لم يعمل بكتاب الله، سيضل الطريق، وعندما يضل الطريق، يكثر لهو الحديث ( وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَشۡتَرِی لَهۡوَ ٱلۡحَدِیثِ لِیُضِلَّ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ بِغَیۡرِ عِلۡم وَیَتَّخِذَهَا هُزُوًاۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابࣱ مُّهِین)، وبهذا يلعب الشيطان دوره ويزرع في هذا الطيب الأليف أول وأكبر المعاصي وهي الكبر (وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ)، ثم بعد هذا يقوم ويجاهر هذا الطيب بالصوت الذي شبهه الله بصوت الحمار، صوت الشهيق والنهيق، فيجاهر بالمعصية، وبحديث السوء، وبالصوت الذي يسبب الإزعاج، وهاهي قمة الحميرة قولاً وفعلاً. ولذلك وصى لقمان الحكيم إبنه في أحد الوصايا بأن يتجنب الكبر ويعتدل في مشيه ويغض من صوته.
قال الله: وَٱقۡصِدۡ فِی مَشۡیِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَ ٰتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِیرِ
وفِي الأخير قال الله: (وَهُدُوۤا۟ إِلَى ٱلطَّیِّبِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ وَهُدُوۤا۟ إِلَىٰ صِرَ ٰطِ ٱلۡحَمِیدِ)، وإننا نعلم أن التشبيه بالحِمار قد يكون فيه بعض البغض، ولكنه تنبيه قوي من رب العالمين، فلنحذر لأننا نردد مراراً هذا المثل لنطبقه على الفئة المذكورة، وننسى أنه لنا لنأخذ العبرة لكي لا نكون مثلهم. أخي الكريم، إنما الأعمال بالنيات وإني لأرى في تشبيهك بالحمار الذي يحمل الأسفار، لقولٌ طيب.