بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وأتم التسليم
موضوع هذه الدراسة يشمل ما لم نتطرق اليه في السابق من موضوع طباق الأرض والسماء، وكذلك سيتم بمشيئة الله تعالى وصف مسيرة ذي القرنين . تم جمع هذة المواضيع في مكان واحد كونها مترابطة وذات علاقة. ولنقل أن هذا التدبر ماهو إلا تفسير لسورة الإنشقاق
في التدبر الخاص في موضوع البداية والنهاية، ذكرنا أن الأرض تُدك( كَلَّاۤۖ إِذَا دُكَّتِ ٱلۡأَرۡضُ دَكا دَكا)، وعندها وفي ذلك الوقت ينزل الرحمن والملائكة ( وَجَاۤءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّا صَفّا)، فنزول الرحمن يقتضي أن الأرض قد دكت، ولكن ماذا يحصل قبل نزول الرحمن؟ الجواب هو صعود الروح الى الرحمن ( تَعۡرُجُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَیۡهِ فِی یَوۡم كَانَ مِقۡدَارُهُۥ خَمۡسِینَ أَلۡفَ سَنَة)، ثم ترجع مرة أخرى الى المحشر لتساق ببدنها الى الجنة أو في حال اذا كان من الكفرة والمشركين فإن روحة لاتفتح لها أبواب السموات ( إِنَّ ٱلَّذِینَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُوا۟ عَنۡهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمۡ أَبۡوَ ٰبُ ٱلسَّمَاۤءِ وَلَا یَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ حَتَّىٰ یَلِجَ ٱلۡجَمَلُ فِی سَمِّ ٱلۡخِیَاطِۚ وَكَذَ ٰلِكَ نَجۡزِی ٱلۡمُجۡرِمِینَ)، بل يقذفون مرة أخرى لمكان العذاب وقد ذكرنا هذا تفصيلاً في التدبر الخاص برجال الأعراف
هذه الآلية التي ذكرناها هنا، ونقصد بهذا صعود الروح للسماء ثم رجوعها الى المحشر ثم صعود الأبدان بالأرواح الى الجنة، يؤكد لنا الله بأن الصعود يكون من سماء لسماء وليس فقط للسماء الأولى وهذا في قوله تعالى ( لَتَرۡكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَق) صدق الله العظيم
قال الله ( یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَیۡءٌ عَظِیم)، فهذا اليوم العظيم الشديد الذي كتب الله عنه في الكتاب مايكفي لنا أن نتصوره لنؤمن بيوم لاريب فيه، فلم يترك لنا الله من شيء الا وذكره لنا
فكما فهمنا من كتاب الله، أن الأرض تزلزل فتخرج مافيها ثم تدك. قال الله ( ﴿إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا (١) وَأَخۡرَجَتِ ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا)، وقبل ان تُخرج الأرض كنوزها، ماذا يحصل؟ تنشق السماء ( إِذَا ٱلسَّمَاۤءُ ٱنشَقَّتۡ (١) وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ (٢) وَإِذَا ٱلۡأَرۡضُ مُدَّتۡ (٣) وَأَلۡقَتۡ مَا فِیهَا وَتَخَلَّتۡ (٤) وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ) صدق الله العظيم
ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ (ﺇﺫا اﻟﺴﻤﺂء اﻧﺸﻘﺖ) ﻳﻘﻮﻝ اﻧﺸﻘﺖ ﺑﺎﻟﻐﻤﺎﻡ ﻭاﻟﻐﻤﺎﻡ ﻣﺜﻞ اﻟﺴﺤﺎﺏ اﻷﺑﻴﺾ ﻟﻨﺰﻭﻝ اﻟﺮﺏ ﺑﻼ ﻛﻴﻒ ﻭاﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﺎء ﻣﻦ ﺃﻣﺮه
ثم تمد الأرض وتلقي مافيها ( وَأَخۡرَجَتِ ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا)، وقل إبن عباس عن معنى ( الأرض مدت) انها ﻣﺪ اﻷﺩﻳﻢ اﻟﻌﻜﺎﻇﻲ ﻭﺑﺴﻄﺖ ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻧﺰﻋﺖ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻛﻨﻬﺎ ﻭﺳﻮﻳﺖ
قال الله(ﻭﺃﻟﻘﺖ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ) ﻣﻦ اﻷﻣﻮاﺕ ﻭاﻟﻜﻨﻮﺯ (ﻭﺗﺨﻠﺖ)ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ وهذا من تفسير إبن عباس رحمة الله عليه
موضوعنا اليوم يختص في الكنوز؟ ماهي هذه الكنوز، فموضوع الأموات واضح ولكن ماهي هذه الكنوز وأين مكانها؟ ووصفها الله بأنها أثقال فهذا المعنى الصحيح ولكن تم إستخدام كنوز لمحاولة تقريب المعنى
قال الله ( لَهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَیۡنَهُمَا وَمَا تَحۡتَ ٱلثَّرَىٰ)، لاحظ أن الله عز وجل ذكر هنا السموات والأرض ومابينهما والسموات والأرض ماهم إلا من مخلوقات الله العظام يقسم بهم في الكثير من المواضع، ولكن في هذه الآيه الكريمة ذكر الله لنا أمر آخر والذي لاتقل أهميته عن خلق السموات والأرض كونه مذكور معها في نفس الآيه وهو قوله ( وَمَا تَحۡتَ ٱلثَّرَىٰ) صدق الله العظيم
ماهو الثرى وماذا يوجد تحته؟
قال إبن عطية في قوله تعالى ( وَما تَحْتَ الثرى)، أي الآية مُضَمَّنَةٌ أنَّ كُلَّ مَوْجُودٍ مُحْدَثٍ فَهو لِلَّهِ بِالمِلْكِ والِاخْتِراعِ، ولا قَدِيمَ سِواهُ تَعالى. و”الثَرى” التُرابُ النَدِيُّ. وكذلك ذكر عدم صحة الروايات المذكورة عن قصة الحوت
وقال الفيروز آبادي أن الثَّرَى: النَّدى، والتُّرابُ النَّدِيُّ، أو الذي إذا بُلَّ، لم يَصِرْ طِيناً لازباً
وقال إبن عاشور : والثَّرى: التُّرابُ. وما تَحْتَهُ: هو باطِنُ الأرْضِ كُلُّهُ
فهذه التربه الرطبه والتي أختلط جزء منها مع الماء هي التربه التي تحمل ماء البحار الموجودة في الأرض الأولى والثانية والثالثة
وقال إبن جرير : ويعني بالثرى: الندى. يقال للتراب الرطب المبتلّ: ثرى منقوص
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ﴿وَمَا تَحْتَ الثَّرَى﴾ والثَّرَى: كلّ شيء مبتلّ
حُدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ﴿وَمَا تَحْتَ الثَّرَى﴾ ما حفر من التراب مبتلا وإنما عنى بذلك: وما تحت الأرضين السبع
لانعلم ما إذا صح القول الذي يفسر أن ماتحت الثرى هو الذي تحت الأراضين السبع، ولكن نقول أنه قريب من ما قد يفهمه العقل البشري. لكن إذا كان ماتحت الثرى هو ماتحت الأراضين السبع، بهذا التعريف كأننا نقول أن المقصود بالثرى هو الأرض وهذا غير صحيح. ثم إذا كان هذا المعنى صحيحاً، فنقول إذاً ماهي أثقال الأرض؟ نأخذ بظاهر القول ونقول أن الثرى هي المنطقة التي يجلس عليها الماء ويتشكل على حسب تضاريسها وتحته، أي تحت هذا الثرى الموجود في الأرض الأولى، توجد باقي الأراضين والتي فيها أثقال الأرض والكنوز الحقيقية
وكلام المصطفى يثبت لنا المفاهيم ويهدينا الى الخير وهذا ماقاله عن زلزلة الأرض
62 – (1013)
ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻭاﺻﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻷﻋﻠﻰ، ﻭﺃﺑﻮ ﻛﺮﻳﺐ، ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ اﻟﺮﻓﺎﻋﻲ – ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻟﻮاﺻﻞ – ﻗﺎﻟﻮا: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻓﻀﻴﻞ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺯﻡ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ” ﺗﻘﻲء اﻷﺭﺽ ﺃﻓﻼﺫ ﻛﺒﺪﻫﺎ، ﺃﻣﺜﺎﻝ اﻷﺳﻄﻮاﻥ ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺐ ﻭاﻟﻔﻀﺔ، ﻓﻴﺠﻲء اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻓﻲ ﻫﺬا ﻗﺘﻠﺖ، ﻭﻳﺠﻲء اﻟﻘﺎﻃﻊ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻓﻲ ﻫﺬا ﻗﻄﻌﺖ ﺭﺣﻤﻲ، ﻭﻳﺠﻲء اﻟﺴﺎﺭﻕ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻓﻲ ﻫﺬا ﻗﻄﻌﺖ ﻳﺪﻱ، ﺛﻢ ﻳﺪﻋﻮﻧﻪ ﻓﻼ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎ – رواه مسلم وكذا الترمذي
ﺗﻘﻲء اﻷﺭﺽ ﺃﻓﻼﺫ ﻛﺒﺪﻫﺎ أي اﻷﻓﻼﺫ ﺟﻤﻊ ﻓﻠﺬ ﻛﻜﺘﻒ ﻭاﻟﻔﻠﺬ ﺟﻤﻊ ﻓﻠﺬﺓ ﻭﻫﻲ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺪ ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﻃﻮﻻ ﻭﺧﺺ اﻟﻜﺒﺪ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻳﺐ اﻟﺠﺰﻭﺭ ﻭﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ اﻟﻤﺪﻓﻮﻧﺔ ﻓﻴﻬﺎ (ﺃﻣﺜﺎﻝ اﻷﺳﻄﻮاﻥ) ﺟﻤﻊ ﺃﺳﻄﻮاﻧﺔ ﻭﻫﻲ اﻟﺴﺎﺭﻳﺔ ﻭاﻟﻌﻤﻮﺩ ﻭﺷﺒﻬﻪ ﺑﺎﻷﺳﻄﻮاﻧﺔ ﻟﻌﻈﻤﻪ (ﻓﻲ ﻫﺬا) ﺃﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬا ﻭﺑﺴﺒﺒﻪ
وهذا ونحن نعلم أن الأرض مدحوه فجعلها الله كمبيض النعام أو كالوعاء ليستقر عليها الماء، ونعلم بهذا أن هذا الثرى يبدأ بالظهور على سطح الأرض كلما اتجهنا الى أطراف الأرض، لأن الأرض الأولى تبدأ بالإرتفاع تدريجياً كلما أتجهنا للأطراف. وهذا يفسر وجود العين الحمئة وهي المنطقة التي يختلط بها الماء بالطين، وقيل قد تكون ساخنة كذلك وفي هذه الجزئية نقول أن هذا ماتم فهمه وأنه لايتعارض عن المعنى الظاهر للآيات فالثرى هو التراب المبتل والحمأ قريب منه والحمئة قريبه منهم كذلك مع إضافه معنى السخونة فيها
قال الله: ( حَتَّىٰۤ إِذَا بَلَغَ مَغۡرِبَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَغۡرُبُ فِی عَیۡنٍ حَمِئَةࣲ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوۡما قُلۡنَا یَـٰذَا ٱلۡقَرۡنَیۡنِ إِمَّاۤ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّاۤ أَن تَتَّخِذَ فِیهِمۡ حُسۡنا)، وهذا تأكيد لحركة الشمس ومكان غروبها ولنا، والحمئة قد تكون عين أمتزج الماء بالطين فيها أي غير نقية وقد تكون حارة
قال الله: ( وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن صَلۡصَـٰل مِّنۡ حَمَإ مَّسۡنُون)، وقال الله: (وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی خَـٰلِقُۢ بَشَراً مِّن صَلۡصَـٰل مِّنۡ حَمَإ مَّسۡنُون)، أي من الطين الأسود المنتن
في عمدة الحفاظ — السمين الحلبي حمأ في قوله تعالى ( من حمأٍ مسنونٍ﴾ [الحجر: ٢٦]. الحمأ والحماة: الطين الأسود المنتن
وقوله: ﴿في عين حمئة﴾ [الكهف: ٨٦] أي ذات حمأة. يقال: حمأت البئر، وأحمأتها، ألقيت فيها الحمأة. وقرئ “حاميةٍ” بالياء. من حميت حمي بمعني الحرارة، وليست من هذه المادة. ولا منافاة بين القراءتين، فإنها جاز أن تكون جامعةٌ بين الوصفين، حارًة ذات طينٍ أسود
كنتُ رِدفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حمارٍ ، فرأى الشمسَ حين غابَتْ ، فقال : يا أبا ذرٍّ ، تَدري أينَ تغرُبُ هذه ؟ قال : فقلتُ : اللهُ ورسولُه أعلمُ ، قال : فإنها تَغرُبُ في عينٍ حمِئَةٍ تنطَلِقُ حتى تخِرَّ ساجدةً لربِّها تحتَ العرشِ ، فإذا حان خروجُها أذِن لها ، فإذا أراد اللهُ أن يطلعَها مِن مغربِها حبَسها ، فتقولُ : يا ربِّ إنَّ مَسيري بعيدٌ فيقولُ اطلَعي مِن حيثُ جئتِ فذلك حين لا ينفَعُ نفسًا إيمانُها لم تكُنْ آمَنَتْ مِن قَبلُ
الراوي:أبو ذر الغفاري
المحدث:البوصيري
المصدر:إتحاف الخيرة المهرة
الجزء أو الصفحة:6/209
حكم المحدث:إسناده صحيح
كُنْتُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على حِمارٍ، وعليه بَرذَعةٌ أو قَطيفةٌ، قال: وذلك عندَ غُروبِ الشَّمسِ، فقال لي: يا أبا ذَرٍّ، هل تَدْري أين تَغيبُ هذه؟ قال: قُلْتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: فإنَّها تَغرُبُ في عَينٍ حامِيةٍ، تَنطَلِقُ حتى تَخِرَّ لرَبِّها ساجدةً تحتَ العَرشِ، فإذا حانَ خُروجُها أذِنَ اللهُ لها، فتَخرُجُ فتَطلُعُ، فإذا أرادَ أنْ يُطلِعَها من حيث تَغرُبُ حبَسَها، فتقولُ: يا رَبِّ، إنَّ مَسيري بعيدٌ، فيقولُ لها: اطْلُعي من حيث غِبْتِ، فذلك حينَ لا يَنفَعُ نفْسًا إيمانُها
الراوي:أبو ذر الغفاري
المحدث:شعيب الأرناؤوط
المصدر:تخريج المسند
الجزء أو الصفحة:21459
حكم المحدث:إسناده صحيح
فذي القرنين وصل إلى مكان أستطاع من خلاله أن يرى الشمس وكأنها تغرب في ماء من طين. بلغ مغرب الشمس أي بلغ مكان محدد، وما علامة هذا المكان؟ أنه رأى الشمس تغرب فيه في عين حمئة، وهذا فيه مخاطبة للعقل البشري وبما يفهمه الإنسان ولا تعني فعلياً ان الشمس غربت في عين حمئة. فهنا وكل ما أفعله الآن هو محاولة تحديد مسار ذي القرنين والظاهر الى الآن ان مغرب الشمس (المكان الذي وصل اليه ذي القرنين)، فقال الله ﴿حَتّى إذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ﴾ أيْ: مُنْتَهى الأرْضِ مِن جِهَةِ المَغْرِبِ بِحَيْثُ لا يَتَمَكَّنُ أحَدٌ مِن مُجاوَزَتِهِ ووَقَفَ كَما هو الظّاهِرُ عَلى حافَّةِ البَحْرِ المُحِيطِ الغَرْبِيِّ الَّذِي يُقالُ لَهُ أُوقِيانُوسُ وفِيهِ الجَزائِرُ المُسَمّاةُ بِالخالِداتِ الَّتِي هي مَبْدَأُ الأطْوالِ عَلى أحَدِ الأقْوالِ (وجَدَها) أيِ: الشَّمْسَ ﴿تَغْرُبُ في عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾ أيْ: ذاتِ حَمْأةٍ وهي الطِّينُ الأسْوَدُ مِن حَمِئَتِ البِئْرُ تَحْمَأُ حَمَأً إذا كَثُرَتْ حَمْأتُها – وقد قال بهذا ابن كثير والآلوسي وغيرهم
وأوقيانوس هي أستراليا ونيوزيلاندا والجزر الموجودة هناك وهذا يوافق خريطة الأرض المسطحة وكذلك خرائط الإدريسي . نظرنا للخرائط يتوجب أن يكون وفق اتجاه القبله فالشرق بزاوية ١٢٧ هو إتجاه القبلة الذي نصلي عليه اذا كنا في أوربا مثلاً ومنها نعلم مكان ، ، أوروبا وغيرها كون أننا نعلم أن الكعبة هي المركز، وهذا لايمنع بأن يكون الصواب هو منطقة الأجنتين حيث أن هناك مغربين للأرض كما سنوضح هذا في موضوع المشارق والمغارب
هناك مشرقين و مغربين، وهذا المشرق الثاني و يطلع من جهة استراليا و ينتهي الى غرب أفريقيا و بعدها يشرق على الجزء الاخر من الارض و هي الامريكتين و يصبح مطلعها من أفريقيا و تغرب في استراليا وسنتحدث بالتفصيل عن هذا عندما نتبحر في شرح الفصول الأربع على الأرض، الأرض التي خلقها الله وهي الأرض المسطوحة المدحوه المبسوطة ذات الوجه الواحد
قال الله ( حَتَّىٰۤ إِذَا بَلَغَ مَطۡلِعَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَطۡلُعُ عَلَىٰ قَوۡمࣲ لَّمۡ نَجۡعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتۡرا)، مطلع الشمس هو أول ظهور للشمس في اليوم وليس صعودها من الأسفل، وكل هذا لمخاطبة العقل البشري ومايراه فالشمس في الحقيقة تبعد عن الأرض بمراحل ومانراه ماهو الا إنعكاس لها ان صح التعبير، بل نقول أن المثل المضروب بهذا هو الزجاجة التي تساعد على إنتشار الضوء. قال الله ( ۞ ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ مَثَلُ نُورِهِۦ كَمِشۡكَوٰة فِیهَا مِصۡبَاحٌۖ ٱلۡمِصۡبَاحُ فِی زُجَاجَةٍۖ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوۡكَب دُرِّی یُوقَدُ مِن شَجَرَة مُّبَـٰرَكَة زَیۡتُونَة لَّا شَرۡقِیَّة وَلَا غَرۡبِیَّة یَكَادُ زَیۡتُهَا یُضِیۤءُ وَلَوۡ لَمۡ تَمۡسَسۡهُ نَار نُّورٌ عَلَىٰ نُور یَهۡدِی ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن یَشَاۤءُۚ وَیَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَـٰلَ لِلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیم) صدق الله العظيم
وقد فسر البعض أن قوله تعالى ( لَّمۡ نَجۡعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتۡرا) ، أن المقصود بهذا هي المناطق التي لاتطلع فيها الشمس وهذا غير صحيح ومخالف لكل ماقاله المفسرين
المراد بهذا هي المناطق الخالية من العمران وتكون الشمس شديدة فيها ولا ساتر لها، وهذه منطقة موجودة في أطراف أفريقيا
قال الله (حَتّى إذا بَلَغَ مَطْلِع الشَّمْس﴾ مَوْضِع طُلُوعها ﴿وجَدَها تَطْلُع عَلى قَوْم﴾ هُمْ الزَّنْج ﴿لَمْ نَجْعَل لَهُمْ مِن دُونها﴾ أيْ الشَّمْس ﴿سِتْرًا﴾ مِن لِباس ولا سَقْف لِأَنَّ أرْضهمْ لا تَحْمِل بِناء ولَهُمْ سُرُوب يَغِيبُونَ فِيها عِنْد طُلُوع الشَّمْس ويَظْهَرُونَ عِنْد ارْتِفاعها – تفسير الجلالين للإمام السيوطي
يقول إبن جرير الطبري : ووجد ذو القرنين الشمس تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا، وذلك أن أرضهم لا جبل فيها ولا شجر، ولا تحتمل بناء، فيسكنوا البيوت، وإنما يغورون في المياه، أو يسربون في الأسراب
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله ﴿تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا﴾ قال: يقال: هم الزنج
وكل هذا يفسر لنا قوله تعالى ( أَوَلَمۡ یَرَوۡا۟ أَنَّا نَأۡتِی ٱلۡأَرۡضَ نَنقُصُهَا مِنۡ أَطۡرَافِهَاۚ وَٱللَّهُ یَحۡكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكۡمِهِۦۚ وَهُوَ سَرِیعُ ٱلۡحِسَابِ) صدق الله العظيم
إذاً مكن الله لذي القرين وتم نقص الأرض من المشركين من أطراف الأرض من أقصى الجزر الأسترالية الى أفريقيا
قال الله (ﺇﻧﺎ ﻣﻜﻨﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ) وﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﺇﻧﺎ ﻣﻜﻨﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻭﺁﺗﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺳﺒﺒﺎ) [اﻟﻜﻬﻒ:84]. فذو اﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩ اﻟﻠﻪ ﻣﻜﻦ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﺳﻠﻄﺎﻧﺎ ﻭﻧﻔﻮﺫا ﻭﺣﻜﻤﺎ، ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﻣﺎ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺸﺎﺭﻕ ﻭاﻟﻤﻐﺎﺭﺏ، ﻗﻮﻟﻪ: (ﺇﻧﺎ ﻣﻜﻨﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ) ﺃﻱ: ﻛﻞ اﻷﺭﺽ، ﻭاﻷﻟﻒ ﻭاﻟﻻﻡ ﻟﻻﺳﺘﻐﺮاﻕ، ﻓﻘﺪ ﺣﻜﻢ ﺫﻭ اﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺷﺮﻭﻕ اﻟﺸﻤﺲ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻭﺑﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺷﻤﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﻮﺑﻬﺎ، ﻭﻋﺎﺵ ﺃﻟﻔﺎ ﻭﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭاﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﺃﺋﻤﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ. ﻓﻘﻮﻟﻪ: (ﺇﻧﺎ ﻣﻜﻨﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ) ﺃﻱ: ﺃﻋﻄﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎﺏ، ﻗﻮﻟﻪ: (ﻭﺁﺗﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺳﺒﺒﺎ) ﺃﻱ: ﺁﺗﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻤﻠﻜﻪ ﻭﺣﻜﻤﻪ ﻭﺳﻠﻄﺎﻧﻪ، ﻭﺃﻋﻄﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭاﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻨﻘﻞ ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺸﺎﺭﻕ ﻭاﻟﻤﻐﺎﺭﺏ ﻣﻦ ﺟﻨﺪ ﻭﻭﺯﺭاء ﻭﺃﻋﻮاﻥ ﻭﻧﺼﺮاء ﻭﺁﻻﺕ ﺳﻔﺮ ﻭﺗﻨﻘﻞ، ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﻬﺮ ﺃﻋﺪاﺋﻪ ﻭاﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ ﻟﻪ ولسلطانه. وقد ﻋﺎﺻﺮ ﺫﻭ اﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺨﻠﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻼﻡ اﻟﻠﻪ ﻭﻃﺎﻑ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ. ﻓﻠﻘﺪ ﻣﻜﻦ ﻟـ ﺫﻱ اﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺗﻤﻜﻴﻨﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻳﺎﻡ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺘﻨﻘﻞ ﺑﻴﻦ ﻣشارق اﻷﺭﺽ ﻭﻣﻐﺎﺭﺑﻬﺎ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭاﻟﺠﻨﺪ ﻭاﻟﻘﻮﺓ ﻭاﻟﺠﻴﻮﺵ ﻭﺁﻻﺕ اﻟﺤﺮﺏ ﻭاﻟﺤﻜﻢ ﻭاﻟﻤﺎﻝ ﻭاﻟﺜﺮﻭﺓ اﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﺃﺧﻀﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻪ ﻭﻷﻭاﻣﺮﻩ ﻭﻧﻮاﻫﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﺣﺪا ﻟﻠﻪ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﺻﺎﻟﺤﺎ. ﻓﻘﻮﻟﻪ: (ﺇﻧﺎ ﻣﻜﻨﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻭﺁﺗﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺳﺒﺒﺎ) ﺃﻱ: ﺁﺗﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﻤﻠﻮﻙ ﻭاﻟﺤﻜﺎﻡ ﻣﻦ ﺁﻻﺕ ﻭﻋﻠﻢ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭﺃﺩاﺓ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ﻭاﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭاﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻓﺄﺗﺒﻊ ﺳﺒﺒﺎ) [اﻟﻜﻬﻒ:85] ﺃﻱ: اﺗﺒﻊ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺎﻩ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻄﺮﻕ اﻟﻤﻮﺻﻠﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭاﻟﻤﺸﺮﻕ ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﺪﻳﻦ، ﻗﻮﻟﻪ: (ﺳﺒﺒﺎ) ﺃﻱ: ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻭﻣﺴﺎﻟﻚ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻢ ﻳﻘﻴﻦ، ﻭﻟﻪ ﺃﻋﻮاﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻷﺭﺽ ﻭﺟﻐﺮاﻓﻴﺘﻬﺎ ﻭﻣﺴﺎﻟﻜﻬﺎ ﺳﻮاء ﺑﻴﻦ اﻟﺠﺒﺎﻝ ﺃﻭ اﻟﻮﻫﺎﺩ ﺃﻭ اﻟﺒﺤﺎﺭ، ﻭﻫﻜﺬا ﺃﻋﻄﻲ ﺳﺒﺐ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺇﺧﻀﺎﻉ ﻣﻠﻮﻙ اﻷﺭﺽ ﻭﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻪ
وسنكمل بإذن الله الحديث عن ذي القرنين لاحقا، ولكن كان الغرض من ذكره هنا هو الربط بين العين الحمئة وبين الثرى، وكان مفتاح كل هذا هو تدبر سورة الإنشقاق وخاصة عن قوله تعالى ( وَإِذَا ٱلۡأَرۡضُ مُدَّتۡ (٣) وَأَلۡقَتۡ مَا فِیهَا وَتَخَلَّتۡ (٤) وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ) صدق الله العظيم
وإذا تلاحظ أن السورة كلها تتحدث عن الآخرة فقال الله ( فَأَمَّا مَنۡ أُوتِیَ كِتَـٰبَهُۥ بِیَمِینِهِۦ (٧) فَسَوۡفَ یُحَاسَبُ حِسَاباً یَسِیرا(٨) وَیَنقَلِبُ إِلَىٰۤ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورا (٩) وَأَمَّا مَنۡ أُوتِیَ كِتَـٰبَهُۥ وَرَاۤءَ ظَهۡرِهِۦ (١٠) فَسَوۡفَ یَدۡعُوا۟ ثُبُورا (١١) وَیَصۡلَىٰ سَعِیرًا (١٢) إِنَّهُۥ كَانَ فِیۤ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورًا (١٣) إِنَّهُۥ ظَنَّ أَن لَّن یَحُورَ (١٤) بَلَىٰۤۚ إِنَّ رَبَّهُۥ كَانَ بِهِۦ بَصِیرا (١٥)﴾ [الانشقاق ١-١٥] صدق الله العظيم
وقبلها ذكر لنا أن هذا يترتب على أعمال الإنسان في الدنيا ( یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدۡحࣰا فَمُلَـٰقِیهِ )، فكل هذا يوحي أن هناك قصة ستحصل في الآخرة ولها جذور في الدنيا فأعمال العبد في الدنيا هي التي ستحكم كيفية حسابه في الآخرة
ثم أقسم الله لنا بالشفق والقمر إذا أتسق وكأن هناك قصة أخرى ستبدأ من الدنيا وتنتهي عند الله فقال بعدها ( لَتَرۡكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَق)، والطبق ( ٱلَّذِی خَلَقَ سَبۡعَ سَمَـٰوَ ٰات طِبَاقا مَّا تَرَىٰ فِی خَلۡقِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ مِن تَفَـٰوُت فَٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ هَلۡ تَرَىٰ مِن فُطُور)، وقال الله ( قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَادا لِّكَلِمَـٰتِ رَبِّی لَنَفِدَ ٱلۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَـٰتُ رَبِّی وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِۦ مَدَدا)، فهذه من الآيات العامة التي قد يُرى لها وجه، إثنان أو ثلاث. فالطبق، من طبقة، قد تشمل الغنى والفقر، وكذلك العسر واليسر والأصح الحال لحال وذلك للتشابه اللغوي. وقلنا هذه المعاني لأن الله أقسم بالشفق والقمر اذا أتسق وهذه متغيرات تحصل في الحياة الدنيا. قال إبن عباس في هذا : قال الله (ﻟﺘﺮﻛﺒﻦ) ﻟﺘﺤﻮﻟﻦ ﺟﻤﻠﺔ اﻟﺨﻠﻖ (ﻃﺒﻘﺎ ﻋﻦ ﻃﺒﻖ) ﺣﺎﻻ ﺑﻌﺪ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﺧﻠﻘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺗﻮا ﻭﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﻣﻮﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻠﻮا اﻟﺠﻨﺔ ﺃﻭ اﻟﻨﺎﺭ ﻳﺤﻮﻟﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺣﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻝ ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻟﺘﺮﻛﺒﻦ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﺘﺼﻌﺪﻥ ﻃﺒﻘﺎ ﻋﻦ ﻃﺒﻖ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺳﻤﺎء ﺇﻟﻰ ﺳﻤﺎء ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻤﻌﺮاﺝ ﺇﻥ ﻗﺮﺃﺕ ﺑﻨﺼﺐ اﻟﺒﺎء ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻟﻴﺮﻛﺒﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﻜﺬﺏ ﻃﺒﻘﺎ ﻋﻦ ﻃﺒﻖ ﺣﺎﻻ ﺑﻌﺪ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﻳﻤﻮﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻨﺎﺭ ﺇﻥ ﻗﺮﺃﺕ ﺑﺎﻟﻴﺎء ﻭﻧﺼﺒﺖ اﻟﻴﺎء
[…] أن ذي القرنين لا يقبل مالاً من أحد، قالَ اْللّٰه في قصة ذو القرنين ( […]
LikeLike
[…] الأرض الثانية ويحتمل الثالثة وخروجهم للأولى يفيد بإتصال الأرض لأنه لن يجدوا طريق للوصول اذا كانت الأراضين منفصلة. […]
LikeLike
[…] وستجد الإجابات لهذه الموضوعات في التدبرات الخاصة بذي القرنين ويأجوج ومأجوج وقصص […]
LikeLike
[…] هم يأجوج ومأجوج […]
LikeLike