بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
تحدثنا عن إنبات الأرض بعد موتها، الموت وعن يوم الحساب ورجال الأعراف وعن النبأ العظيم، النشور، وموضوع هذا المقال هو محاولة الوصول لمعرفة الفرق بين الأجداث والقبور
لنعلم أن كل كلمة من كلام الله لها دور يختلف عن دور مرادفها، فلكل كلمة معنى مستقل بذاته، فلانستطيع أن نقول مثلاً أن دحاها، سطحت، مددناها، فراشا، طحاها، بساطا، أن يكون لهم نفس المعنى وكذلك كلمة الأجداث والقبور على الرغم من تشابه التعريف في أغلب معاجم اللغة
لنجمع الآيات التي تم ذكر القبور فيها
قال الله ( ثُمَّ ٱلسَّبِیلَ یَسَّرَهُۥ (٢٠) ثُمَّ أَمَاتَهُۥ فَأَقۡبَرَهُۥ (٢١) ثُمَّ إِذَا شَاۤءَ أَنشَرَهُ ) صدق الله العظيم
قال الله ( وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰۤ أَحَد مِّنۡهُم مَّاتَ أَبَداً وَلَا تَقُمۡ عَلَىٰ قَبۡرِهِۦۤۖ إِنَّهُمۡ كَفَرُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَمَاتُوا۟ وَهُمۡ فَـٰسِقُونَ) صدق الله العظيم
قال الله ( حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ (٢) كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ (٤) كَلَّا لَوۡ تَعۡلَمُونَ عِلۡمَ ٱلۡیَقِین) صدق الله العظيم
قال الله ( وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِیَة لَّا رَیۡبَ فِیهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ یَبۡعَثُ مَن فِی ٱلۡقُبُورِ) صدق الله العظيم
قال الله ( وَمَا یَسۡتَوِی ٱلۡأَحۡیَاۤءُ وَلَا ٱلۡأَمۡوَ ٰتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ یُسۡمِعُ مَن یَشَاۤءُۖ وَمَاۤ أَنتَ بِمُسۡمِع مَّن فِی ٱلۡقُبُورِ) صدق الله العظيم
قال الله ( وَإِذَا ٱلۡقُبُورُ بُعۡثِرَتۡ)، وقال ( ۞ أَفَلَا یَعۡلَمُ إِذَا بُعۡثِرَ مَا فِی ٱلۡقُبُورِ) صدق الله العظيم
ففي الصحاح، القَبْرُ: واحد القُبور
والمَقْبَرَةُ والمَقْبُرَةُ بفتح الباء وضمها: واحدة المقابِر
وقوله تعالى (ثم أماتَهُ فأقْبَرَهُ)، أي جعله ممن يُقْبَر، ولم يجعله يلقى للكلاب وفي هذا دليل على أن إكرام الميت دفنه وأن الموت في الدنيا يأتي بعده القبر في الدنيا (ثُمَّ أَمَاتَهُۥ فَأَقۡبَرَهُ) صدق الله العظيم
وقوله تعالى ( إذا القبور بعثرت)، بعثر يعني قلّب فتقلب القبور ظهراً لبطن، وبعثرت الحوض وبحثرته، أي هدمته وجعلت أسفله أعلاه
لاحظ أن السياق الذي ذكرت فيه القبور يدل على أن القبر من أمور الدنيا ( وَأَنَّ ٱللَّهَ یَبۡعَثُ مَن فِی ٱلۡقُبُورِ)، أي أن الله يبعث من هم الآن في القبور وكذلك من ماتو من قبل وكذلك من سيموتون وكل هذا ضمن الحياة الدنيا. فالسؤال هل يبقى القبر كما هو حتى يُبعث البشر؟ كيف تزلزل الأرض ويبقى القبر كما هو الى أن يُنزل الله الماء من السماء لينبت البشر مره أخرى؟ قال الله ( إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا (١) وَأَخۡرَجَتِ ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا (٢) وَقَالَ ٱلۡإِنسَـٰنُ مَا لَهَا)، فتزلزل الأرض وتخرج الأثقال أي الكنوز من ذهب وفضة، ثم يقول الإنسان مالها، ماذا يحدث؟
فعندما تخرج الأرض الأثقال، تبعثر القبور أي تقلب وتهدم، وعندما ينزل الماء، ينبت البشر، ولكن من ماذا ينبتون؟ ينبتون من الأجداث، فالقبور يوم القيامة تهدم وتبقى محافظه على مكان العظم وهذا المكان هو الأجداث
قال الله ( وَنُفِخَ فِی ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ یَنسِلُونَ) صدق الله العظيم
قال الله ( خُشَّعًا أَبۡصَـٰرُهُمۡ یَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادࣱ مُّنتَشِرࣱ) صدق الله العظيم
قال الله ( یَوۡمَ یَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ سِرَاعࣰا كَأَنَّهُمۡ إِلَىٰ نُصُبࣲ یُوفِضُونَ) صدق الله العظيم
وقال محمد حسن جبل عن الجدث أن المعنى المحوري نَبْث التراب وإخراجه بقوة من قطعة عريضة من الأرض (كما يحتفر القبر) ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ﴾ [يس: ٥١] صدق الله العظيم
فهنا يتضح لنا الفرق البسيط بين الجدث والقبر، ونلاحظ من الآيات أن القبر يقابله سكون فالموت سكون وكذلك القبر (وَمَاۤ أَنتَ بِمُسۡمِع مَّن فِی ٱلۡقُبُورِ)، أي من في القبر في سكون لايسمع كما أن هناك صم بكم من البشر لايسمعون ولايفقهون ومبتغاهم الدنيا وليس لهم نصيباً من الآخرة
بينما الأجداث تقابلها حركة، فإذا ذكر الله (الأجداث)، ترى فعل معها مثل ( ينسلون) أو ( يخرجون) وكذلك (يوفضون) ثم يصف الله حالهم فتراهم خشع الأبصار سراعاً كالجراد المنتشر في كل مكان عراه كما كانوا أول مره. فمثل هذا في الدنيا هو إحياء الأرض وتقليب التربه، تقلب ثم تسقى بالماء لتنبت
[…] الحج، فتُخرج الأرض مافيها من كنوز وتخرج البشر فيخرجون كالأجداث الى ارض المحشر، فلك أن تتخيل كيف يكون الناس سكارى في […]
LikeLike
[…] مِنۡهَا جَمِیعَۢاۖ)، ومنها يخرجنا يوم المحشر من الأجداث ثم يخرج المؤمن من ارض المحشر الى […]
LikeLike