وفوق كل ذي علم عليم

قال الله (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )، وأمر الله هو كل أمر ينزل من السماء، أمر من أمور العباد أو أمور الساعة، فهذا لنقول كل الأمور ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ )، ولنعلم أن أيام الله تختلف عن أيام البشر، فيتنزل أمر الله في يوم كان مقداره ألف سنة مما نعد ( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)، ونعلم أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ( إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا )، وكذلك يؤتي الحكمة لمن يشاء (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ )، ويُعلِّم الله من يشاء بما يشاء من العلم وعلم الله غير علم البشر، فيتفضل على بعض عباده ويعلمهم بالأمر، سواء كان أمر يخص العبد نفسه أو غيره. وقد يخص الأمر أمة كاملة، فيعلم العبد عن الأمر دون العلم عن وقت تأويله ( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )، فمن الطبيعي أن ترى الإستنكار لمن لاعلم له بهذا، وأن اليوم عند الله بألف سنة وخلق الإنسان عجولا. فينزل الأمر ويتفضل الله على بعض عباده ليعلمهم بالأمر، ويأمرك الله بالصبر وعدم الإستعجال، فالأمر يكتب من عند الله وقد يأخذ سنين ليتأول ولايعلم بوقت تأويل الأمور الإ الله. ولاننسى أن الله كتب كل شيء قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنه وإنما مايحصل هنا هو تثبيت ومحو لأن الله كتب في الكتاب كل شيء من قدر وغيره وأن كل الطرق التي ستختارها فهي مكتوبه أيضاً فاذا أخترت طريق الخير، محى لك الله طريق الشر المكتوب لك  والعكس وكذلك الدعاء فهو سبب في المحو والتثبيت ( یَمۡحُوا۟ ٱللَّهُ مَا یَشَاۤءُ وَیُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥۤ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ) صدق الله العظيم

وفي هذا النوع من العلم علاقة كبيره بين الموت والروح وما يتعلمه العبد وكما ذكرنا سابقاً أن هناك فرق بين الموت والوفاه. ونتوقف الى هذا الحد ونذكر قول الله في أمور الروح

قال الله ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) صدق الله العظيم

وقوله ( لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )، وفي هذا بيان أن مايراه الإنسان بعد الموت يختلف عن مايراه قبل الموت وكذلك مايراه في الأحلام يختلف عن مايراه في الواقع ولهم جميعاً علاقة فيما بينهم

وقوله ( رَفِیعُ ٱلدَّرَجَـٰتِ ذُو ٱلۡعَرۡشِ یُلۡقِی ٱلرُّوحَ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن یَشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ لِیُنذِرَ یَوۡمَ ٱلتَّلَاقِ) صدق الله العظيم

وقوله ( كُلُّ نَفۡس ذَاۤىِٕقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوۡنَ أُجُورَكُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۖ فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ وَمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَاۤ إِلَّا مَتَـٰعُ ٱلۡغُرُورِ) صدق الله العظيم

ولنا مثل عظيم في هذا النوع من العلم وهو علم الخضر رضي الله عنه (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا )، فكان الخضر يطلب من سيدنا موسى فعل مالم يدركه كقتل الغلام أو خرق السفينة ( فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰۤ إِذَا رَكِبَا فِی ٱلسَّفِینَةِ خَرَقَهَاۖ قَالَ أَخَرَقۡتَهَا لِتُغۡرِقَ أَهۡلَهَا لَقَدۡ جِئۡتَ شَیۡـًٔا إِمۡرا)، ثم يرد (۞ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِیعَ مَعِیَ صَبۡرا)، وكان فيها إعاده كون الأمر لم يدركه سيدنا موسى، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “كَانَتِ الْأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا”. قَالَ: وَجَاءَ عُصْفُورٌ فَنَزَلَ  عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ فِي الْبَحْرِ نَقْرة، [أَوْ نَقْرَتَيْنِ]  فَقَالَ لَهُ الْخَضِرُ: مَا عِلْمِي وَعِلْمُكَ فِي عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا مِثْلُ مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ

ثم أخبر الخضر سيدنا موسىً بتأويل الأحداث وليس بوقت التأويل فهو يعلم العاقبة ولايعلم وقت حصولها (قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَیۡنِی وَبَیۡنِكَۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأۡوِیلِ مَا لَمۡ تَسۡتَطِع عَّلَیۡهِ صَبۡرًا) صدق الله العظيم

ولمن قال بأن الخضر حي يرزق، قال تعالى (وَمَا جَعَلۡنَا لِبَشَر مِّن قَبۡلِكَ ٱلۡخُلۡدَۖ أَفَإِی۟ن مِّتَّ فَهُمُ ٱلۡخَـٰلِدُونَ) صدق الله العظيم

العبرة هنا هو أن نسمع لمن يقول بما لانعلم به أو لانستوعبه وليس من الصحيح أن ننكر القول، ولا أن نستهزئ كون الأمر فوق معرفتنا. وخاصة ان لم يكن الحديث يدعو الى مفسده بل صادر من عبد صالح. أن تجعل العقل مرن يتقبل كل جديد أو كل أمر يصعب فهمه أو تصديقه هو المراد الوصول إليه من هذا الحديث. وهذا ما يحصل للإنسان عند تدبر القرآن وبهذا ستؤمن بما لاتدركه العقول ولا الأبصار ثم تتدبر لتفهم مالايفهمه البشر الذين هم في أتم البعد عن كتاب الله، وعندها سترى نور وعلم لا يستطيع الوصول اليه من يتعلم من علوم البشر فقط. لأن هذا ببساطة سيزيد من إستيعاب العقل البشري ويزيده ذكاء. قال الله ( ٱلرَّحۡمَـٰنُ (١) عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ (٢) خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ (٣) عَلَّمَهُ ٱلۡبَیَانَ ) صدق الله العظيم

ولا ننسى قوله تعالى ( كَذَ ٰ⁠لِكَ كِدۡنَا لِیُوسُفَۖ مَا كَانَ لِیَأۡخُذَ أَخَاهُ فِی دِینِ ٱلۡمَلِكِ إِلَّاۤ أَن یَشَاۤءَ ٱللَّهُۚ نَرۡفَعُ دَرَجَـٰتࣲ مَّن نَّشَاۤءُۗ وَفَوۡقَ كُلِّ ذِی عِلۡمٍ عَلِیمࣱ)، فمهما بلغت من العلم، ستجد من هو أعلم منك وهذا ملخص قصة سيدنا موسى مع الخضر

ﻗﺎﻝ اﻹﻣﺎﻡ اﻟﻨﻮﻭﻱ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ ﺃﻧﻮاﻉ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ ﻭاﻷﺻﻮﻝ ﻭاﻟﻔﺮﻭﻉ ﻭاﻵﺩاﺏ ﻭاﻟﻨﻔﺎﺋﺲ اﻟﻤﻬﻤﺔ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﺃﺻﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ اﻹﺳﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﻭﺟﻮﺏ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﺸﺮﻉ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻪ ﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﻟﻠﻌﻘﻮﻝ ﻭﻻ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﺃﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮﻧﻪ ﻛﻠﻬﻢ ﻛﺎﻟﻘﺪﺭ ﻭﻣﻮﺿﻊ اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻗﺘﻞ اﻟﻐﻼﻡ ﻭﺧﺮﻕ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﺈﻥ ﺻﻮﺭﺗﻬﻤﺎ ﺻﻮﺭﺓ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻷﻣﺮ ﻟﻪ ﺣﻜﻢ ﺑﻴﻨﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﻓﺈﺫا ﺃﻋﻠﻤﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻤﻮﻫﺎ ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ ﻭﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻋﻦ ﺃﻣﺮﻱ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻞ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ] ﺑﺴﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ

وفيما يلي الأحاديث التي وردت عن الخضر في الصحيحين

170 – (2380) مسلم

ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻨﺎﻗﺪ، ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺤﻨﻈﻠﻲ، ﻭﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﻤﺮ اﻟﻤﻜﻲ، ﻛﻠﻬﻢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻻﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﻤﺮ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ﺇﻥ ﻧﻮﻓﺎ اﻟﺒﻜﺎﻟﻲ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ، ﺻﺎﺣﺐ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺨﻀﺮ، ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺬﺏ ﻋﺪﻭ اﻟﻠﻪ، ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ” §ﻗﺎﻡ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﺧﻄﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻓﺴﺌﻞ: ﺃﻱ اﻟﻨﺎﺱ ﺃﻋﻠﻢ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ، ﻗﺎﻝ ﻓﻌﺘﺐ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ اﻟﻌﻠﻢ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺄﻭﺣﻰ اﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ: ﺃﻥ ﻋﺒﺪا ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺑﻤﺠﻤﻊ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻫﻮ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻨﻚ، ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ: ﺃﻱ ﺭﺏ ﻛﻴﻒ -[1848]- ﻟﻲ ﺑﻪ؟ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: اﺣﻤﻞ ﺣﻮﺗﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﻞ، ﻓﺤﻴﺚ ﺗﻔﻘﺪ اﻟﺤﻮﺕ ﻓﻬﻮ ﺛﻢ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﻭاﻧﻄﻠﻖ ﻣﻌﻪ ﻓﺘﺎﻩ، ﻭﻫﻮ ﻳﻮﺷﻊ ﺑﻦ ﻧﻮﻥ، ﻓﺤﻤﻞ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ، ﺣﻮﺗﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﻞ ﻭاﻧﻄﻠﻖ ﻫﻮ ﻭﻓﺘﺎﻩ ﻳﻤﺸﻴﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻴﺎ اﻟﺼﺨﺮﺓ، ﻓﺮﻗﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﻓﺘﺎﻩ، ﻓﺎﺿﻄﺮﺏ اﻟﺤﻮﺕ ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺘﻞ، ﺣﺘﻰ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ اﻟﻤﻜﺘﻞ، ﻓﺴﻘﻂ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ، ﻗﺎﻝ ﻭﺃﻣﺴﻚ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺟﺮﻳﺔ اﻟﻤﺎء ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻣﺜﻞ اﻟﻄﺎﻕ، ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻠﺤﻮﺕ ﺳﺮﺑﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻤﻮﺳﻰ ﻭﻓﺘﺎﻩ ﻋﺠﺒﺎ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺎ ﺑﻘﻴﺔ ﻳﻮﻣﻬﻤﺎ ﻭﻟﻴﻠﺘﻬﻤﺎ، ﻭﻧﺴﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻥ ﻳﺨﺒﺮﻩ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ، ﻗﺎﻝ ﻟﻔﺘﺎﻩ: ﺁﺗﻨﺎ ﻏﺪاءﻧﺎ ﻟﻘﺪ ﻟﻘﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺳﻔﺮﻧﺎ ﻫﺬا ﻧﺼﺒﺎ، ﻗﺎﻝ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺼﺐ ﺣﺘﻰ ﺟﺎﻭﺯ اﻟﻤﻜﺎﻥ اﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺇﺫ ﺃﻭﻳﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺼﺨﺮﺓ، ﻓﺈﻧﻲ ﻧﺴﻴﺖ اﻟﺤﻮﺕ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺴﺎﻧﻴﻪ ﺇﻻ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﺃﺫﻛﺮﻩ ﻭاﺗﺨﺬ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ﻋﺠﺒﺎ، ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ: {ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺒﻎ ﻓﺎﺭﺗﺪا ﻋﻠﻰ ﺁﺛﺎﺭﻫﻤﺎ ﻗﺼﺼﺎ} [اﻟﻜﻬﻒ: 64]، ﻗﺎﻝ ﻳﻘﺼﺎﻥ ﺁﺛﺎﺭﻫﻤﺎ، ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻴﺎ اﻟﺼﺨﺮﺓ، ﻓﺮﺃﻯ ﺭﺟﻼ ﻣﺴﺠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺜﻮﺏ، ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻮﺳﻰ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ اﻟﺨﻀﺮ: ﺃﻧﻰ ﺑﺄﺭﺿﻚ اﻟﺴﻼﻡ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻣﻮﺳﻰ، ﻗﺎﻝ: ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ؟ -[1849]- ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻤﻜﻪ اﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﻋﻠﻤﻪ، ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻤﻨﻴﻪ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻪ، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ: (ﻫﻞ ﺃﺗﺒﻌﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻤﻨﻲ ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺭﺷﺪا. ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻌﻲ ﺻﺒﺮا. ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺤﻂ ﺑﻪ ﺧﺒﺮا. ﻗﺎﻝ ﺳﺘﺠﺪﻧﻲ ﺇﻥ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ ﺻﺎﺑﺮا ﻭﻻ ﺃﻋﺼﻲ ﻟﻚ ﺃﻣﺮا) ﻗﺎﻝ ﻟﻪ اﻟﺨﻀﺮ {ﻓﺈﻥ اﺗﺒﻌﺘﻨﻲ ﻓﻼ ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﺷﻲء ﺣﺘﻰ ﺃﺣﺪﺙ ﻟﻚ ﻣﻨﻪ ﺫﻛﺮا} [اﻟﻜﻬﻒ: 70]، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ اﻟﺨﻀﺮ ﻭﻣﻮﺳﻰ ﻳﻤﺸﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ اﻟﺒﺤﺮ، ﻓﻤﺮﺕ ﺑﻬﻤﺎ ﺳﻔﻴﻨﺔ، ﻓﻜﻠﻤﺎﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻠﻮﻫﻤﺎ، ﻓﻌﺮﻓﻮا اﻟﺨﻀﺮ ﻓﺤﻤﻠﻮﻫﻤﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﻧﻮﻝ، ﻓﻌﻤﺪ اﻟﺨﻀﺮ ﺇﻟﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﻦ ﺃﻟﻮاﺡ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻨﺰﻋﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﻮﺳﻰ: ﻗﻮﻡ ﺣﻤﻠﻮﻧﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﻧﻮﻝ، ﻋﻤﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺳﻔﻴﻨﺘﻬﻢ ﻓﺨﺮﻗﺘﻬﺎ {ﻟﺘﻐﺮﻕ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻟﻘﺪ ﺟﺌﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻣﺮا } انتهى

174 – (2380) مسلم

ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺣﺮﻣﻠﺔ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ، ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ اﺑﻦ ﻭﻫﺐ، ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻳﻮﻧﺲ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﺃﻧﻪ ﺗﻤﺎﺭﻯ، ﻫﻮ ﻭاﻟﺤﺮ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ -[1853]- ﺣﺼﻦ اﻟﻔﺰاﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ، ﻓﻘﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ﻫﻮ اﻟﺨﻀﺮ، ﻓﻤﺮ ﺑﻬﻤﺎ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻓﺪﻋﺎﻩ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ اﻟﻄﻔﻴﻞ ﻫﻠﻢ ﺇﻟﻴﻨﺎ، ﻓﺈﻧﻲ ﻗﺪ ﺗﻤﺎﺭﻳﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﺻﺎﺣﺒﻲ ﻫﺬا ﻓﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻮﺳﻰ اﻟﺬﻱ ﺳﺄﻝ اﻟﺴﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﻟﻘﻴﻪ، ﻓﻬﻞ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﺷﺄﻧﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻲ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ” §ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﻲ ﻣﻺ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺇﺫ ﺟﺎءﻩ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﺣﺪا ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻨﻚ؟ ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﻻ، ﻓﺄﻭﺣﻰ اﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻞ ﻋﺒﺪﻧﺎ اﻟﺨﻀﺮ ﻗﺎﻝ: ﻓﺴﺄﻝ ﻣﻮﺳﻰ اﻟﺴﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﻟﻘﻴﻪ، ﻓﺠﻌﻞ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ اﻟﺤﻮﺕ ﺁﻳﺔ، ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﺫا اﻓﺘﻘﺪﺕ اﻟﺤﻮﺕ ﻓﺎﺭﺟﻊ ﻓﺈﻧﻚ ﺳﺘﻠﻘﺎﻩ، ﻓﺴﺎﺭ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﺎ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻴﺮ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻔﺘﺎﻩ: ﺁﺗﻨﺎ ﻏﺪاءﻧﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﻓﺘﻰ ﻣﻮﺳﻰ، ﺣﻴﻦ ﺳﺄﻟﻪ اﻟﻐﺪاء: (ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺇﺫ ﺃﻭﻳﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺼﺨﺮﺓ ﻓﺈﻧﻲ ﻧﺴﻴﺖ اﻟﺤﻮﺕ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺴﺎﻧﻴﻪ ﺇﻻ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﺃﺫﻛﺮﻩ)، ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻔﺘﺎﻩ: (ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺒﻐﻲ ﻓﺎﺭﺗﺪا ﻋﻠﻰ ﺁﺛﺎﺭﻫﻤﺎ ﻗﺼﺼﺎ) ﻓﻮﺟﺪا ﺧﻀﺮا. ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻗﺺ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ” ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻮﻧﺲ ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺘﺒﻊ ﺃﺛﺮ اﻟﺤﻮﺕ

4726 البخاري

ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﺃﻥ اﺑﻦ -[90]- ﺟﺮﻳﺞ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻳﻌﻠﻰ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻳﺰﻳﺪ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻗﺪ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﺤﺪﺛﻪ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﺎ ﻟﻌﻨﺪ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ، ﺇﺫ ﻗﺎﻝ: ﺳﻠﻮﻧﻲ، ﻗﻠﺖ: ﺃﻱ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺎﺱ، ﺟﻌﻠﻨﻲ اﻟﻠﻪ ﻓﺪاءﻙ، ﺑﺎﻟﻜﻮﻓﺔ ﺭﺟﻞ ﻗﺎﺹ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻧﻮﻑ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻮﺳﻰ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﺃﻣﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ: ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﻛﺬﺏ ﻋﺪﻭ اﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﻳﻌﻠﻰ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ: ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ” ﻣﻮﺳﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ، ﻗﺎﻝ: ﺫﻛﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻣﺎ ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﻓﺎﺿﺖ اﻟﻌﻴﻮﻥ، ﻭﺭﻗﺖ اﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻟﻰ ﻓﺄﺩﺭﻛﻪ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻱ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، §ﻫﻞ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻨﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ، ﻓﻌﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ اﻟﻌﻠﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ، ﻗﻴﻞ: ﺑﻠﻰ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻱ ﺭﺏ، ﻓﺄﻳﻦ؟ ﻗﺎﻝ: ﺑﻤﺠﻤﻊ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻱ ﺭﺏ، اﺟﻌﻞ ﻟﻲ ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﺑﻪ – ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﻋﻤﺮﻭ – ﻗﺎﻝ: ﺣﻴﺚ ﻳﻔﺎﺭﻗﻚ اﻟﺤﻮﺕ – ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻳﻌﻠﻰ – ﻗﺎﻝ: ﺧﺬ ﻧﻮﻧﺎ ﻣﻴﺘﺎ، ﺣﻴﺚ ﻳﻨﻔﺦ ﻓﻴﻪ اﻟﺮﻭﺡ، ﻓﺄﺧﺬ ﺣﻮﺗﺎ ﻓﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻔﺘﺎﻩ: ﻻ ﺃﻛﻠﻔﻚ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺨﺒﺮﻧﻲ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻔﺎﺭﻗﻚ اﻟﺤﻮﺕ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻛﻠﻔﺖ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺟﻞ ﺫﻛﺮﻩ: {ﻭﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻔﺘﺎﻩ} [اﻟﻜﻬﻒ: 60] ﻳﻮﺷﻊ ﺑﻦ ﻧﻮﻥ – ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ – ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺻﺨﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺛﺮﻳﺎﻥ، ﺇﺫ ﺗﻀﺮﺏ اﻟﺤﻮﺕ ﻭﻣﻮﺳﻰ ﻧﺎﺋﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻓﺘﺎﻩ: ﻻ ﺃﻭﻗﻈﻪ ﺣﺘﻰ ﺇﺫا اﺳﺘﻴﻘﻆ ﻧﺴﻲ ﺃﻥ ﻳﺨﺒﺮﻩ، ﻭﺗﻀﺮﺏ اﻟﺤﻮﺕ ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ اﻟﺒﺤﺮ، ﻓﺄﻣﺴﻚ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺟﺮﻳﺔ اﻟﺒﺤﺮ، ﺣﺘﻰ ﻛﺄﻥ ﺃﺛﺮﻩ ﻓﻲ ﺣﺠﺮ – ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻋﻤﺮﻭ: ﻫﻜﺬا ﻛﺄﻥ ﺃﺛﺮﻩ ﻓﻲ ﺣﺠﺮ، ﻭﺣﻠﻖ ﺑﻴﻦ ﺇﺑﻬﺎﻣﻴﻪ ﻭاﻟﻠﺘﻴﻦ ﺗﻠﻴﺎﻧﻬﻤﺎ – {ﻟﻘﺪ ﻟﻘﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺳﻔﺮﻧﺎ ﻫﺬا ﻧﺼﺒﺎ} [اﻟﻜﻬﻒ: 62]، ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﻗﻄﻊ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻚ اﻟﻨﺼﺐ – ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺃﺧﺒﺮﻩ – ﻓﺮﺟﻌﺎ ﻓﻮﺟﺪا ﺧﻀﺮا – ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ – ﻋﻠﻰ ﻃﻨﻔﺴﺔ ﺧﻀﺮاء، ﻋﻠﻰ ﻛﺒﺪ اﻟﺒﺤﺮ – ﻗﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ – ﻣﺴﺠﻰ ﺑﺜﻮﺑﻪ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﻃﺮﻓﻪ ﺗﺤﺖ ﺭﺟﻠﻴﻪ، ﻭﻃﺮﻓﻪ ﺗﺤﺖ ﺭﺃﺳﻪ، ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﻞ ﺑﺄﺭﺿﻲ ﻣﻦ ﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻣﻮﺳﻰ، ﻗﺎﻝ: ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﺷﺄﻧﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺟﺌﺖ ﻟﺘﻌﻠﻤﻨﻲ ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺭﺷﺪا، ﻗﺎﻝ: ﺃﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﺃﻥ اﻟﺘﻮﺭاﺓ ﺑﻴﺪﻳﻚ، ﻭﺃﻥ اﻟﻮﺣﻲ ﻳﺄﺗﻴﻚ ﻳﺎ ﻣﻮﺳﻰ، ﺇﻥ ﻟﻲ ﻋﻠﻤﺎ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻤﻪ، ﻭﺇﻥ ﻟﻚ ﻋﻠﻤﺎ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻤﻪ، ﻓﺄﺧﺬ ﻃﺎﺋﺮ ﺑﻤﻨﻘﺎﺭﻩ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻭاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻲ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻤﻚ ﻓﻲ ﺟﻨﺐ ﻋﻠﻢ اﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺬ ﻫﺬا اﻟﻄﺎﺋﺮ ﺑﻤﻨﻘﺎﺭﻩ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﺭﻛﺒﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺟﺪا ﻣﻌﺎﺑﺮ ﺻﻐﺎﺭا، ﺗﺤﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﻫﺬا اﻟﺴﺎﺣﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﻫﺬا اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻵﺧﺮ، ﻋﺮﻓﻮﻩ ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺼﺎﻟﺢ – ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﻨﺎ ﻟﺴﻌﻴﺪ: ﺧﻀﺮ؟ -[91]- ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ – ﻻ ﻧﺤﻤﻠﻪ ﺑﺄﺟﺮ، ﻓﺨﺮﻗﻬﺎ ﻭﻭﺗﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺗﺪا، ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ: {ﺃﺧﺮﻗﺘﻬﺎ ﻟﺘﻐﺮﻕ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻟﻘﺪ ﺟﺌﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻣﺮا} [اﻟﻜﻬﻒ: 71]- ﻗﺎﻝ ﻣﺠﺎﻫﺪ: ﻣﻨﻜﺮا – (ﻗﺎﻝ ﺃﻟﻢ ﺃﻗﻞ ﺇﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻌﻲ ﺻﺒﺮا)، ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻭﻟﻰ ﻧﺴﻴﺎﻧﺎ ﻭاﻟﻮﺳﻄﻰ ﺷﺮﻃﺎ، ﻭاﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻤﺪا، {ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺗﺆاﺧﺬﻧﻲ ﺑﻤﺎ ﻧﺴﻴﺖ ﻭﻻ ﺗﺮﻫﻘﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻱ ﻋﺴﺮا} [اﻟﻜﻬﻒ: 73]، ﻟﻘﻴﺎ ﻏﻼﻣﺎ ﻓﻘﺘﻠﻪ – ﻗﺎﻝ ﻳﻌﻠﻰ: ﻗﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ: ﻭﺟﺪ ﻏﻠﻤﺎﻧﺎ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ﻓﺄﺧﺬ ﻏﻼﻣﺎ ﻛﺎﻓﺮا ﻇﺮﻳﻔﺎ ﻓﺄﺿﺠﻌﻪ ﺛﻢ ﺫﺑﺤﻪ ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻦ – {ﻗﺎﻝ: ﺃﻗﺘﻠﺖ ﻧﻔﺴﺎ ﺯﻛﻴﺔ ﺑﻐﻴﺮ ﻧﻔﺲ} [اﻟﻜﻬﻒ: 74] ﻟﻢ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺤﻨﺚ – ﻭﻛﺎﻥ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺮﺃﻫﺎ ﺯﻛﻴﺔ (ﺯاﻛﻴﺔ): ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻛﻘﻮﻟﻚ ﻏﻼﻣﺎ ﺯﻛﻴﺎ – ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺎ ﻓﻮﺟﺪا ﺟﺪاﺭا ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺾ، ﻓﺄﻗﺎﻣﻪ – ﻗﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻴﺪﻩ ﻫﻜﺬا، ﻭﺭﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﻓﺎﺳﺘﻘﺎﻡ، ﻗﺎﻝ ﻳﻌﻠﻰ: ﺣﺴﺒﺖ ﺃﻥ ﺳﻌﻴﺪا ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺴﺤﻪ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﺎﺳﺘﻘﺎﻡ – {ﻟﻮ ﺷﺌﺖ ﻻﺗﺨﺬﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺟﺮا} [اﻟﻜﻬﻒ: 77]- ﻗﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ: ﺃﺟﺮا ﻧﺄﻛﻠﻪ – {ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺭاءﻫﻢ} [اﻟﻜﻬﻒ: 79] ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ – ﻗﺮﺃﻫﺎ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻣﻠﻚ، ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﺃﻧﻪ ﻫﺪﺩ ﺑﻦ ﺑﺪﺩ، ﻭاﻟﻐﻼﻡ اﻟﻤﻘﺘﻮﻝ اﺳﻤﻪ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺟﻴﺴﻮﺭ – {ﻣﻠﻚ ﻳﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻏﺼﺒﺎ} [اﻟﻜﻬﻒ: 79]، ﻓﺄﺭﺩﺕ ﺇﺫا ﻫﻲ ﻣﺮﺕ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻬﺎ ﻟﻌﻴﺒﻬﺎ، ﻓﺈﺫا ﺟﺎﻭﺯﻭا ﺃﺻﻠﺤﻮﻫﺎ ﻓﺎﻧﺘﻔﻌﻮا ﺑﻬﺎ – ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺪﻭﻫﺎ ﺑﻘﺎﺭﻭﺭﺓ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻘﺎﺭ – {ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮاﻩ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ} ﻭﻛﺎﻥ ﻛﺎﻓﺮا {ﻓﺨﺸﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﺮﻫﻘﻬﻤﺎ ﻃﻐﻴﺎﻧﺎ، ﻭﻛﻔﺮا} [اﻟﻜﻬﻒ: 80] ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻠﻬﻤﺎ ﺣﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﺎﺑﻌﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ، (ﻓﺄﺭﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﻟﻬﻤﺎ ﺭﺑﻬﻤﺎ ﺧﻴﺮا ﻣﻨﻪ ﺯﻛﺎﺓ) ﻟﻘﻮﻟﻪ: {ﺃﻗﺘﻠﺖ ﻧﻔﺴﺎ ﺯﻛﻴﺔ} [اﻟﻜﻬﻒ: 74] {ﻭﺃﻗﺮﺏ ﺭﺣﻤﺎ} [اﻟﻜﻬﻒ: 81] ﻫﻤﺎ ﺑﻪ ﺃﺭﺣﻢ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺎﻷﻭﻝ، اﻟﺬﻱ ﻗﺘﻞ ﺧﻀﺮ – ﻭﺯﻋﻢ ﻏﻴﺮ ﺳﻌﻴﺪ: ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺃﺑﺪﻻ ﺟﺎﺭﻳﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﺩاﻭﺩ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺎﺻﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﻭاﺣﺪ: ﺇﻧﻬﺎ ﺟﺎﺭﻳﺔ – ” __________ W4449 (4/1754) -[ ﺷ (ﻋﻠﻤﺎ) ﻋﻼﻣﺔ. (ﻧﻮﻧﺎ) ﺣﻮﺗﺎ. (ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ) ﺃﻱ ﺗﺴﻤﻴﺔ اﻟﻔﺘﻰ ﺑﻴﻮﺷﻊ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻦ ﺭﻭاﻳﺔ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ. (ﺛﺮﻳﺎﻥ) ﻣﻦ اﻟﺜﺮﻯ ﻭﻫﻮ اﻟﺘﺮاﺏ اﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻧﺪاﻭﺓ. (ﺗﻀﺮﺏ) اﺿﻄﺮﺏ. (ﻃﻨﻔﺴﺔ) ﻓﺮاﺵ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﻗﻴﻞ ﺑﺴﺎﻁ ﻟﻪ ﺧﻤﻞ. (ﻛﺒﺪ اﻟﺒﺤﺮ) ﻭﺳﻄﻪ. (ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻤﻪ) ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻚ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻻ ﻣﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ. (ﻣﻌﺎﺑﺮ) ﺟﻤﻊ ﻣﻌﺒﺮﺓ ﻭﻫﻲ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮﺓ. (ﻭﺗﺪ) ﺟﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺗﺪا ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺭﺯ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺃﻭ اﻟﺤﺎﺋﻂ ﻣﻦ ﺧﺸﺐ. (ﻇﺮﻳﻔﺎ) ﻛﻴﺴﺎ ﺣﺎﺫﻗﺎ ﺃﻭ ﺣﺴﻦ اﻟﻮﺟﻪ. (ﻟﻢ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺤﻨﺚ) ﻟﻢ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺇﺛﻤﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﺼﻴﺔ. (ﺑﺎﻟﻘﺎﺭ) ﺑﺎﻟﺰﻓﺖ] [ﺭ 74] انتهى

2 comments

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s