بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
قال الله ( زُیِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَ ٰتِ مِنَ ٱلنِّسَاۤءِ وَٱلۡبَنِینَ وَٱلۡقَنَـٰطِیرِ ٱلۡمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلۡفِضَّةِ وَٱلۡخَیۡلِ ٱلۡمُسَوَّمَةِ وَٱلۡأَنۡعَـٰمِ وَٱلۡحَرۡثِۗ ذَ ٰلِكَ مَتَـٰعُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلۡمَـَٔابِ) صدق الله العظيم
فهذا متاع الحياة الدنيا ومنها الذهب والفضة وماعند الله خير وأبقى. ﻓﺎﻟﺬﻫﺐ ﻭاﻟﻔﻀﺔ ﻫﻤﺎ اﻟﻌﻨﺼﺮاﻥ اﻻﺳﺎﺳﻴﺎﻥ ﻟﻠﻨﻘﻮﺩ ﺗﻨﻀﺒﻂ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭاﻟﻤﺒﺎﺩﻟﺔ، ﻓﻬﻤﺎ ﻣﻌﻴﺎﺭ اﻻﺛﻤﺎﻥ اﻟﺬﻱ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺗﻘﻮﻳﻢ اﻟﺴﻠﻊ. ففي باب الربا، حدد لنا الشرع سته أعيان والتي يقع عليها الربا ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ،: ” اﻟﺬﻫﺐ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ ﻭاﻟﻔﻀﺔ ﺑﺎﻟﻔﻀﺔ ﻭاﻟﺒﺮ ﺑﺎﻟﺒﺮ ﻭاﻟﻤﻠﺢ ﺑﺎﻟﻤﻠﺢ ﻣﺜﻼ ﺑﻤﺜﻞ ﻳﺪا ﺑﻴﺪ، ﻓﻤﻦ ﺯاﺩ ﺃﻭ اﺳﺘﺰاﺩ ﻓﻘﺪ ﺃﺭﺑﻰ، اﻻﺧﺬ ﻭاﻟﻤﻌﻄﻲ ﺳﻮاء “. ﺭﻭاﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
1587 ( 80 )
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْأَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ : كُنْتُ بِالشَّامِ فِي حَلْقَةٍ فِيهَا مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ، فَجَاءَ أَبُو الْأَشْعَثِ، قَالَ : قَالُوا : أَبُو الْأَشْعَثِ، أَبُو الْأَشْعَثِ . فَجَلَسَ، فَقُلْتُ لَهُ : حَدِّثْ أَخَانَا حَدِيثَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ. قَالَ : نَعَمْ، غَزَوْنَا غَزَاةً وَعَلَى النَّاسِ مُعَاوِيَةُ، فَغَنِمْنَا غَنَائِمَ كَثِيرَةً، فَكَانَ فِيمَا غَنِمْنَا آنِيَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، فَأَمَرَ مُعَاوِيَةُ رَجُلًا أَنْ يَبِيعَهَا فِي أَعْطِيَاتِ النَّاسِ، فَتَسَارَعَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ، فَبَلَغَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ ، فَقَامَ فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةِ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرِّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرِ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرِ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحِ بِالْمِلْحِ إِلَّا سَوَاءً بِسَوَاءٍ عَيْنًا بِعَيْنٍ. فَمَنْ زَادَ أَوِ ازْدَادَ فَقَدْ أَرْبَى . فَرَدَّ النَّاسُ مَا أَخَذُوا. فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ : أَلَا مَا بَالُ رِجَالٍ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ ؟ قَدْ كُنَّا نَشْهَدُهُ وَنَصْحَبُهُ فَلَمْ نَسْمَعْهَا مِنْهُ. فَقَامَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ فَأَعَادَ الْقِصَّةَ ثُمَّ قَالَ : لَنُحَدِّثَنَّ بِمَا سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ كَرِهَ مُعَاوِيَةُ – أَوْ قَالَ : وَإِنْ رَغِمَ – مَا أُبَالِي أَنْ لَا أَصْحَبَهُ فِي جُنْدِهِ لَيْلَةً سَوْدَاءَ. قَالَ حَمَّادٌ : هَذَا أَوْ نَحْوَهُ.
(… ) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ أَيُّوبَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ
ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻘﻴﺔ اﻻﻋﻴﺎﻥ اﻻﺭﺑﻌﺔ ﻓﻬﻲ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻻﻏﺬﻳﺔ ﻭﺃﺻﻮﻝ اﻟﻘﻮﺕ اﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﻗﻮاﻡ اﻟﺤﻴﺎﺓ. ﻓﺈﺫا ﺟﺮﻯ اﻟﺮﺑﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻻﺷﻴﺎء ﻛﺎﻥ ﺿﺎﺭا ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﻔﻀﻴﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ، ﻓﻤﻨﻊ اﻟﺸﺎﺭﻉ ﻣﻨﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﻬﻢ. ﻭﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻫﺬا ﺃﻥ ﻋﻠﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺬﻫﺐ ﻭاﻟﻔﻀﺔ ﻛﻮﻧﻬﻤﺎ ﺛﻤﻨﺎ، ﻭﺃﻥ ﻋﻠﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻘﻴﺔ اﻻﺟﻨﺎﺱ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻃﻌﺎﻣﺎ. ﻓﺈﺫا ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﻘﺪ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ اﻟﺬﻫﺐ ﻭاﻟﻔﻀﺔ ﺃﺧﺬ ﺣﻜﻤﻪ، ﻓﻼ ﻳﺒﺎﻉ ﺇﻻ ﻣﺜﻼ ﺑﻤﺜﻞ ﻳﺪا ﺑﻴﺪ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫا ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﻃﻌﺎﻡ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ اﻟﻘﻤﺢ ﻭاﻟﺸﻌﻴﺮ ﻭاﻟﺘﻤﺮ ﻭاﻟﻤﻠﺢ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺒﺎﻉ ﺇﻻ ﻣﺜﻼ ﺑﻤﺜﻞ ﻳﺪا ﺑﻴﺪ
يقول ابن القيم : ” إن الدراهم والدنانير أثمان المبيعات، والثمن هو المعيار الذي به يعرف تقويم الأموال، فيجب أن يكون محدوداً مضبوطاً لا يرتفع ولا ينخفض؛ إذ لو كان الثمن يرتفع وينخفض كالسلع لم يكن لنا ثمن نعتبر به المبيعات، بل الجميع سلع
وحاجة الناس إلى ثمن يعتبرون به المبيعات حاجة ضرورية عامة، وذلك لا يمكن إلا بسعر تعرف به القيمة، وذلك لا يكون إلا بثمن تقوم به الأشياء، ويستمر على حالة واحدة، ولا يقوم هو بغيره؛ إذ يصير سلعة يرتفع وينخفض فتفسد معاملات الناس ويقع الخُلْف ويشتد الضرر
كما رأيت من فساد معاملاتهم والضرر اللاحق بهم حين اُتخذت الفلوس سلعة تعد للربح؛ فعم الضرر وحصل الظلم، ولو جعلت ثمناً واحداً لا يزداد ولا ينقص بل تُقوَّم به الأشياء ولا تُقوَّم هي بغيرها لصلح أمر الناس ” انتهى
وموضوعنا في هذا هو التطلع الى الطريق الذي رسمه الدجال وحزب الشيطان لمحاولة السيطرة والقضاء على الحق وذلك عبر التلاعب في العملات الورقية والرقمية والبنوك، ولا نختص بالتفصيل عن أحكام الربا ولكن لنذكر أنواعه لما في هذا علاقة كبيرة مع موضوع هذا المقال
ومن فقه السنة نجد أن ربا الفضل هو ﺑﻴﻊ اﻟﻨﻘﻮﺩ ﺑﺎﻟﻨﻘﻮﺩ ﺃﻭ اﻟﻄﻌﺎﻡ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﻊ اﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺮﻡ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﻭاﻻﺟﻤﺎﻉ ﻻﻧﻪ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﺎ اﻟﻨﺴﻴﺌﺔ. ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﺳﻢ اﻟﺮﺑﺎ ﺗﺠﻮﺯا. ﻛﻤﺎ ﻳﻄﻠﻖ اﺳﻢ اﻟﻤﺴﺒﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﺐ. ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ، ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻗﺎﻝ: ” ﻻ ﺗﺒﻴﻌﻮا اﻟﺪﺭﻫﻢ ﺑﺎﻟﺪﺭﻫﻤﻴﻦ، ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﺮﻣﺎء ” ﺃﻱ: اﻟﺮﺑﺎ. ﻓﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺭﺑﺎ اﻟﻔﻀﻞ ﻟﻤﺎ ﻳﺨﺸﺎﻩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﺑﺎ اﻟﻨﺴﻴﺌﺔ
ﻋﻠﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ: ﻫﺬﻩ اﻻﻋﻴﺎﻥ اﻟﺴﺘﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﺼﻬﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺗﻨﺘﻈﻢ اﻻﺷﻴﺎء اﻻﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺝ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭاﻟﺘﻲ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻟﻬﻢ ﻋﻨﻬﺎ
1585 ( 78 )
حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ ،وَهَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ، قَالُوا : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُسُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ : إِنَّهُ سَمِعَ مَالِكَ بْنَ أَبِي عَامِرٍ يُحَدِّثُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” لَا تَبِيعُوا الدِّينَارَ بِالدِّينَارَيْنِ، وَلَا الدِّرْهَمَ بِالدِّرْهَمَيْنِ “. رواه مسلم
2175
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، أَخْبَرَنَاإِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا سَوَاءً بِسَوَاءٍ، وَالْفِضَّةَ بِالْفِضَّةِ إِلَّا سَوَاءً بِسَوَاءٍ، وَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالْفِضَّةِ، وَالْفِضَّةَ بِالذَّهَبِ كَيْفَ شِئْتُمْ “. رواه البخاري
ﻭﺭﺑﺎ اﻟﻨﺴيئة ﻫﻮ اﻟﺰﻳﺎﺩﺓ اﻟﻤﺸﺮﻭﻃﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ اﻟﺪاﺋﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻦ ﻧﻈﻴﺮ اﻟﺘﺄﺟﻴﻞ. ﻭﻫﺬا اﻟﻨﻮﻉ ﻣﺤﺮﻡ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭاﻟﺴﻨﺔ
قال الله (وَمَاۤ ءَاتَیۡتُم مِّن رِّبࣰا لِّیَرۡبُوَا۟ فِیۤ أَمۡوَ ٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا یَرۡبُوا۟ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَاۤ ءَاتَیۡتُم مِّن زَكَوٰةࣲ تُرِیدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ)، أَيْ: مَنْ أَعْطَى عَطِيَّةً يُرِيدُ أَنْ يَرُدَّ النَّاسُ عَلَيْهِ أَكْثَر مِمَّا أَهْدَى لَهُمْ، فَهَذَا لَا ثَوَابَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ
وبغض النظر عن مسميات الربا (الفضل والنسيئة) والتي لا أعلم عن مصدر تسميتها ولكني ذكرتها لكي يتم التعرف عليها بسهولة، فالربا هو الربا وأنواعه واضحة أتم الوضوح
والإسلام ﻳﺮﻯ اﻟﻤﺎﻝ على أنه ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻻ ﻏﺎﻳﺔ. ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﺎﻝ ﺧﻴﺮا ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻣﺆﻣﻦ ﻭﺃﻧﻔﻘﻪ ﻣﺎﻟﻜﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ اﻟﺨﻴﺮ. ﻟﻴﺤﻘﻖ ﺑﻪ ﻋﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ. ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ (كُتِبَ عَلَیۡكُمۡ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ إِن تَرَكَ خَیۡرًا ٱلۡوَصِیَّةُ لِلۡوَ ٰلِدَیۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِینَ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِینَ) — ﺳﻮﺭﺓ اﻟﺒﻘﺮﺓ ﺁﻳﺔ 180 ، ﻭﻗﺎﻝ ﺟﻞ ﺫﻛﺮه ( وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلۡخَیۡرِ لَشَدِیدٌ)—- ﺳﻮﺭﺓ اﻟﻌﺎﺩﻳﺎﺕ ﺁﻳﺔ 7، ﻭاﻟﻤﺮاﺩ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ اﻵﻳﺘﻴﻦ ﻫﻮ اﻟﻤﺎﻝ
ولذلك فأن موضوع المال والعملات البنكية ماهو إلا أمر خطير جداً يهدد الأمة الإسلامية ، وقد حذرنا رسولنا الكريم من فتنة المال
17471
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ : ” إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وَإِنَّ فِتْنَةَ أُمَّتِي الْمَالُ “.
حكم الحديث: حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، مسند أحمد
وهذه الفتنة قد تكون على عدة طرق، فأحد الفتن هو أن يرزق الله العبد كل مايشتهيه من الكنوز والأموال وإذ بالعبد يطغي في الأرض فساداً فيضل الطريق وكذلك يضل غيره وقد تحدثنا على هذا النوع من الفتنة سابقاً
فعلى المسلم أن يتصرف بهذا المال بما يرضي الله ليبارك له فيه
6436
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ” لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ، لَابْتَغَى ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ “. رواه البخاري
1465
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ ، حَدَّثَنَاهِشَامٌ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ أَنَّهُ سَمِعَأَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ، فَقَالَ : ” إِنِّي مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا “. فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ : مَا شَأْنُكَ تُكَلِّمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا يُكَلِّمُكَ ؟ فَرَأَيْنَا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، قَالَ : فَمَسَحَ عَنْهُالرُّحَضَاءَ فَقَالَ : ” أَيْنَ السَّائِلُ ؟ “. وَكَأَنَّهُ حَمِدَهُ، فَقَالَ : ” إِنَّهُ لَا يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ، وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ ، إِلَّا آكِلَةَ الْخَضْرَاءِ أَكَلَتْ، حَتَّى إِذَا امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِفَثَلَطَتْ وَبَالَتْ وَرَتَعَتْ، وَإِنَّ هَذَا الْمَالَخَضِرَةٌ حُلْوَةٌ ، فَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ مَا أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلِ “. أَوْ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” وَإِنَّهُ مَنْ يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَيَكُونُ شَهِيدًا عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “. رواه البخاري
والفتنة التي نريد التحدث عنها هي التي تختص بالخضوع للأنظمة الماسونية البنكية والتي تتبعها جميع الدول وتقريباً جميع البنوك في جميع أنحاء العالم. ولأن هذا هو الأمر الواقع، قام الكثير من أئمة الدين بالتحليل والتحريم بما لم ينزل به الله والذي فتح لنا باب القياس الباطل فأصبحنا نصدر الأحكام الشرعية في هذا ولا نعلم أننا بهذا حكمنا على هلاكنا
لن نخوض ونقول حكم هذا كذا وكذا، لكن وضعنا البرهان من الكتاب والسنة ولنسأل، ما رأيك في التضخم؟ العمولة البنكية؟ هل هذا يرضي الله؟
قد يقول أحدهم أن أتبع نظام الدولة الفلاني، وبذلك نقول له قال الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) صدق الله العظيم
ونعلم أن رسولنا قال لنا لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق، فاذا كان الأمر لايرضي الله أو أختلفنا فيه فيرد الى الله ذلك أحسن تأويل، (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)، إذا لنرد الأمر لكلام الله لنرى
قال الله ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) صدق الله العظيم
فهل لديك أدنى شك أن التضخم والذي هو عماد أي بنك لايدخل ضمن الربا؟ ناهيك عن الأمور الأخرى
قال الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )، وكأن هذه الآية الكريمة تتحدث عن التضخم
ثم نسأل أيضاً ما رأيك في العملة الورقية؟ علمنا أن الفلوس من النحاس وعلمنا أن الورق هي الفضة والذهب معلوم وكل هذا ملموس وموزون وهو ما أستعمله المسلمون وأول من أقر بعمله للمسلمين هو سيدنا عمر بن الخطاب وكانت من الذهب والفضة أو مايعادلها
1584 ( 77 )
وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ – يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيَّ – عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ، وَلَا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ، إِلَّا وَزْنًا بِوَزْنٍ، مِثْلًا بِمِثْلٍ، سَوَاءً بِسَوَاءٍ “. رواه مسلم
فكيف لنا أن نطبق مايقوله رسولنا الكريم في هذا الحديث على العملة الورقية ؟ وقد أحتار العلماء في حكم العملة الورقية حيث أنها تختلف عن الأعيان الستة التي يقع فيها الربا ولكنها تتشارك مع الذهب والفضة من حيث أنها النقد المتبادل حالياً ولا ننسى قول إبن القيم “إن الدراهم والدنانير أثمان المبيعات، والثمن هو المعيار الذي به يعرف تقويم الأموال، فيجب أن يكون محدوداً مضبوطاً” فهل معيار العملة الورقية يتشابه مع معيار الدراهم والدنانير المصنوعة من المواد الملموسة كالذهب والفضة ؟ ولعل بعض العلماء لم يرى في العملة الورقية أي خلل كونها مربوطة بالذهب والفضة ولكن لنتتبع التاريخ ليقول لنا ماهي حقيقة العملة الورقية ولماذا نحن في خطر
قال الله ( وَیۡل لِّلۡمُطَفِّفِینَ (١) ٱلَّذِینَ إِذَا ٱكۡتَالُوا۟ عَلَى ٱلنَّاسِ یَسۡتَوۡفُونَ (٢) وَإِذَا كَالُوهُمۡ أَو وَّزَنُوهُمۡ یُخۡسِرُونَ (٣) أَلَا یَظُنُّ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَنَّهُم مَّبۡعُوثُونَ (٤) لِیَوۡمٍ عَظِیم) صدق الله العظيم
وفي تفسير إبن كثير: المراد بِالتَّطْفِيفِ هَاهُنَا: البَخْس فِي الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ، إِمَّا بِالِازْدِيَادِ إِنِ اقْتَضَى مِنَ النَّاسِ، وَإِمَّا بِالنُّقْصَانِ إِنْ قَضَاهم. وَلِهَذَا فَسَّرَ تَعَالَى الْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ وَعَدَهُمْ بالخَسَار والهَلاك وَهُوَ الْوَيْلُ، بِقَوْلِهِ: ﴿الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ﴾ أَيْ: مِنَ النَّاسِ ﴿يَسْتَوْفُونَ﴾ أَيْ: يَأْخُذُونَ حَقَّهُمْ بِالْوَافِي وَالزَّائِدِ، ﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾ أَيْ: يَنْقِصُونَ. وَالْأَحْسَنُ أَنْ يُجْعَلَ “كَالُوا” وَ “وَزَنِوا” مُتَعَدِّيًا، وَيَكُونُ هُمْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا ضَمِيرًا مُؤَكِّدًا لِلْمُسْتَتِرِ فِي قَوْلِهِ: “كَالُوا” وَ “وَزَنُوا”، وَيُحْذَفُ الْمَفْعُولُ لِدَلَالَةِ الْكَلَامِ عليه، وكلاهما متقارب
وكل ما ذكره الله عز وجل هنا ينطبق على مايحصل من التلاعب في أسواق البورصة والتغيير في قيمة العملات والتي بدورها تؤثر على إقتصاد الدول فإذا أرادت إحدى الدول العظمى الإيقاع بأحد الدول فإنها تؤثر عليها إقتصادياً بضرب العملة المستخدمة فيها، ومن هنا نقول هل العملة الورقية إذا عمله ملموسة ثابتة؟ الجواب حتماً لا ومن الآيات في سورة المطففين نعلم أن للأمر علاقة كبيرة بالمكيال والميزان
والصاع (حجم) ليس وزناً، فلا تحسبه بالكيلو
الصاع هو مقدار أربع مُدَد، والمُد الواحد هو سعة الكفين معاً،. الأصل أن تحسب “الكتلة” أو الحجم (وبمصطلحات الفيزياء: الكثافة والكتلة) وليس الوزن
ثمة فرق بين الوزن والكتلة،. فمثلاً : إذا قلت لك أعطني مداً من التمر،. وقلت لشخص آخر أعطني مداً من الزعفران
هل وزنهما سواء؟ لا. لكنهما نفس الكتلة والسعة والحجم، فالصاع حجمٌ وليس وزناً فمن الخطأ أن يقاس ويحسب بالكيلو
فهل العملة الورقية مؤهلة لتخضع لشروط الله في البيع؟ الجواب حتماً لا ومايحصل في الحقيقة هو تطفيف للناس وخسران لهم دون علمهم وهذا يحصل حتى دون الدخول في أمور الوزن ولكن كيف يخسر ويهلك الناس من هذا؟
ولمن أيضاً الويل؟ ذكر الله أن الويل كذلك للمصلين الساهون عن صلاتهم والذين يعملون الأعمال لأجل رئاء الناس ( فَوَیۡل لِّلۡمُصَلِّینَ (٤) ٱلَّذِینَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ (٥) ٱلَّذِینَ هُمۡ یُرَاۤءُونَ (٦) وَیَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ (٧)﴾، وكذلك قوله عز وجل ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ الَّذِي جَمَعَ مالًا وعَدَّدَهُ)، فإن الهمزة واللمزة من الفخر والكبر وجمع المال وتعديده من البخل
فلنلاحظ ان ويل هنا لمن يعد المال ويجمعه ويكون بعيداً من الله فينسى الصلاة ويكون الرياء والكبر صفاته وهذا الغني الذي لاخير في ماله ويكون الشيطان وليه
فمن هم هؤلاء الذين يكنزون الذهب والفضة ويبخسون الناس؟
قال الله ( ۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَیَأۡكُلُونَ أَمۡوَ ٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَـٰطِلِ وَیَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۗ وَٱلَّذِینَ یَكۡنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ وَلَا یُنفِقُونَهَا فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِیم) صدق الله العظيم
في تفسير إبن كثير: قَالَ السُّدِّيُّ: الْأَحْبَارُ مِنَ الْيَهُودِ، وَالرُّهْبَانُ مِنَ النَّصَارَى
وَهُوَ كَمَا قَالَ، فَإِنَّ الْأَحْبَارَ هُمْ عُلَمَاءُ الْيَهُودِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ﴾ [المائدة: ٦٣] صدق الله العظيم
وَالرُّهْبَانُ: عُبَّادُ النَّصَارَى، وَالْقِسِّيسُونَ: عُلَمَاؤُهُمْ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ [الْمَائِدَةِ: ٨٢] صدق الله العظيم
وَالْمَقْصُودُ: التَّحْذِيرُ مِنْ عُلَمَاءِ السُّوءِ وعُبَّاد الضَّلَالِ كَمَا قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: مَنْ فَسَدَ مِنْ عُلَمَائِنَا كَانَ فِيهِ شَبَهٌ مِنَ الْيَهُودِ، وَمَنْ فَسَدَ مِنْ عُبَّادنا كَانَ فِيهِ شَبَهٌ مِنَ النَّصَارَى. وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: “لَتَرْكَبُنَّ سَنَن مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْو القُذّة بالقُذّة”. قَالُوا: الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: “فَمَنْ؟ “. وَفِي رِوَايَةٍ: فَارِسَ وَالرُّومَ؟ قَالَ: “وَمَن(٢) النَّاسُ إِلَّا هَؤُلَاءِ؟
وَالْحَاصِلُ التَّحْذِيرُ مِنَ التَّشَبُّهِ بِهِمْ فِي أَحْوَالِهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: ﴿لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ﴾ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يَأْكُلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ وَمَنَاصِبِهِمْ وَرِيَاسَتِهِمْ فِي النَّاسِ، يَأْكُلُونَ أَمْوَالَهُمْ بِذَلِكَ، كَمَا كَانَ لِأَحْبَارِ الْيَهُودِ عَلَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ شَرَفٌ، وَلَهُمْ عِنْدُهُمْ خَرْج وَهَدَايَا وَضَرَائِبُ تَجِيءُ إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ(٤) اسْتَمَرُّوا عَلَى ضَلَالِهِمْ وَكُفْرِهِمْ وَعِنَادِهِمْ، طَمَعًا مِنْهُمْ أَنْ تَبْقَى لَهُمْ تِلْكَ الرِّيَاسَاتُ، فَأَطْفَأَهَا اللَّهُ بِنُورِ النُّبُوَّةِ، وَسَلَبَهُمْ إِيَّاهَا، وَعَوَّضَهُمْ بِالذِّلَّةِ وَالْمَسْكَنَةِ، وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّه
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ أَيْ: وَهُمْ مَعَ أَكْلِهِمُ الْحَرَامَ يَصُدُّونَ النَّاسَ عَنِ اتِّبَاعِ الْحَقِّ، ويُلبسون الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ، وَيُظْهِرُونَ لِمَنِ اتَّبَعَهُمْ مِنَ الْجَهَلَةِ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ، وَلَيْسُوا كَمَا يَزْعُمُونَ، بَلْ هُمْ دُعَاةٌ إِلَى النَّارِ، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ
وَقَوْلُهُ: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنزونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ هَؤُلَاءِ هُمُ الْقِسْمُ الثَّالِثُ مِنْ رُءُوسِ النَّاسِ، فَإِنَّ النَّاسَ عَالَةٌ عَلَى الْعُلَمَاءِ، وَعَلَى العُبَّاد، وَعَلَى أَرْبَابِ الْأَمْوَالِ، فَإِذَا فَسَدَتْ أَحْوَالُ هَؤُلَاءِ فَسَدَتْ أَحْوَالُ النَّاسِ، كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ
فهل يوجد بيان أقوى من هذه الآية والتي وصفت لنا كل مايحصل في العالم اليوم بخصوص بخس الناس، فبداية أكل أموال الناس بالباطل كانت من عند أحبار اليهود ورهبان النصارى، فهذا عمل توارثته الأجيال وصد عن سبيل الله ومنع الناس من عبادة الله حق عبادته، فلك أن تقرن هذه الآية الكريمة مما نتعايش معه من أمور ربوية كل يوم
ونخص بالذكر اليهود في هذا فهم من توارثوا صنعة بخس الناس والتطفيف الى هذا اليوم ولنقل أنهم فعلاً من ينطبق عليهم قوله تعالى ( وَٱلَّذِینَ یَكۡنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ وَلَا یُنفِقُونَهَا فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِیمࣲ) صدق الله العظيم
فكيف يكنزون الذهب والفضة؟
منذ قديم الزمان، كان اليهود يحتالون على الناس بأخذ الذهب والفضة منهم بحجة حجمها وأنه يصعب حملها فيعطونهم مقابل أخذهم الذهب والفضة إيصال يثبت أن هذا اليهودي بحوذته الذهب أو الفضة الخاصة بفلان وأن يحتفظ بها ويعطيه هذا الإيصال لسهولة التنقل به، وبعد فترة من الزمان أصبح هذا الإيصال هو العملة الورقية التي نراها اليوم، ولاحظ انه في حينها، كانت العملة النقدية مربوطة بالذهب والفضة، ولهذا حللها الكثير من أئمة الإسلام ولكن واقع العملة الورقية اليوم غير هذا إطلاقاً
في عام ١٩٧١، تسبب ريتشارد نيكسون بفصل الدولار عن الذهب والفضة وأصبح مصير العملة يرجع لما تراه الحكومة وبهذا أصبح التلاعب فيها أسهل مما أعطى أمريكا القوة والسيطرة والتي بدورها أخضعت الكثير من الدول بتنفيذ هذا القانون إلا الصين فالصينيون لديهم الى هذا اليوم عملتهم المربوطة بالذهب والفضة فلك بالعملة الصينية إذا لم تستطع التحصل على الذهب والفضة. ودعنا نتحرى أمر العملات وتغيراتها وعلاقاتها مع البنوك، فسنجد أن الحكومة الأمريكية ماهي إلا منذ أما المخطط فهم عدد قليل من العوائل اليهودية وهي التي تتحكم في بنوك العالم وتملك أقوى بنوك العالم، بل هذه العوائل هي التي تتحكم في من يحكم أمريكا، وتمول الحروب، وتنشر الفساد، وتعتقد أنهم النخبة شعب الله المختار ولذلك فأن الأرض يجب أن تكون مملوكة لهم، فأضلوا الناس عن دينهم، وقاموا بتأليف دين منفرد بذاته لخدمة الشيطان، وهذا ليس بتأليف أو مبالغة، فاذا نظرنا الى بروتوكولات صهيون سنجد أن كل هذه المخططات مكتوبة، وهم ينشروا الأفكار والخطط عبر الإعلام، لتعلم أنه لامحالة لتوقيف هذه الخطة، فهم يملكون الأعلام ويبرمجون الناس ويغسلون الأدمغة فيما يتناسب مع توجهاتهم وهم لا يعلمون أنهم يمكرون والله خير الماكرين، ولكن يريدنا الله لنغير من أنفسنا لينصرنا، وبهذا نحن نتحدث عن الروكوفيلر والروثتشايلد والذين ينتسبون الى النظام الماسوني الألوموناتي ومنهم تسبب إنشاء الحركة البوهيمية والتي تربى تحتها الكثير من عبدة إبليس وهذا هو حزب الشيطان، فأنت الآن وبالأنظمة البنكية تحت رحمة النظام الماسوني، وهؤلاء هم من يكنزون الذهب والفضة في عصرنا الحالي، فلاحظ ماذا قال الله لنا ( یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّ كَثِیرا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَیَأۡكُلُونَ أَمۡوَ ٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَـٰطِلِ وَیَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۗ وَٱلَّذِینَ یَكۡنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ)، فقال الله ( وَٱلَّذِینَ یَكۡنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ)، فهنا فصلهم عن الأحبار والرهبان الذين يأكلون أموال الناس بالباطل فهذه فئة ثانية، وهؤلاء هم من ينطبق عليهم القول أنهم ماهم منا وماهم منهم، كما نرى هذه القصة كاملة في سورة المجادلة
قال الله ( ۞ أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ تَوَلَّوۡا۟ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِم مَّا هُم مِّنكُمۡ وَلَا مِنۡهُمۡ وَیَحۡلِفُونَ عَلَى ٱلۡكَذِبِ وَهُمۡ یَعۡلَمُونَ (١٤) أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ عَذَابࣰا شَدِیدًاۖ إِنَّهُمۡ سَاۤءَ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ (١٥) ٱتَّخَذُوۤا۟ أَیۡمَـٰنَهُمۡ جُنَّةࣰ فَصَدُّوا۟ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ فَلَهُمۡ عَذَابࣱ مُّهِینࣱ (١٦) لَّن تُغۡنِیَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَ ٰلُهُمۡ وَلَاۤ أَوۡلَـٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَیۡـًٔاۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ (١٧) یَوۡمَ یَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِیعࣰا فَیَحۡلِفُونَ لَهُۥ كَمَا یَحۡلِفُونَ لَكُمۡ وَیَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ عَلَىٰ شَیۡءٍۚ أَلَاۤ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡكَـٰذِبُونَ (١٨) ٱسۡتَحۡوَذَ عَلَیۡهِمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ فَأَنسَىٰهُمۡ ذِكۡرَ ٱللَّهِۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ حِزۡبُ ٱلشَّیۡطَـٰنِۚ أَلَاۤ إِنَّ حِزۡبَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ (١٩)﴾ [المجادلة ١٤-١٩] صدق الله العظيم
وقال الله بعد ذكر خسران حزب الشيطان ( إِنَّ ٱلَّذِینَ یُحَاۤدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۤ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ فِی ٱلۡأَذَلِّینَ (٢٠) كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِیۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزࣱ (٢١) لَّا تَجِدُ قَوۡمࣰا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ یُوَاۤدُّونَ مَنۡ حَاۤدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ ءَابَاۤءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَاۤءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَ ٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِیرَتَهُمۡۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِیمَـٰنَ وَأَیَّدَهُم بِرُوحࣲ مِّنۡهُۖ وَیُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَاۤ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ (٢٢)﴾ [المجادلة ٢٠-٢٢] صدق الله العظيم
فهل لاحظت أن إلقاء المودة من حاد الله ورسوله سبب في الهزيمة وعدم النصر ( یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ عَدُوِّی وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِیَاۤءَ تُلۡقُونَ إِلَیۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُوا۟ بِمَا جَاۤءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ یُخۡرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِیَّاكُمۡ أَن تُؤۡمِنُوا۟ بِٱللَّهِ رَبِّكُمۡ إِن كُنتُمۡ خَرَجۡتُمۡ جِهَـٰدࣰا فِی سَبِیلِی وَٱبۡتِغَاۤءَ مَرۡضَاتِیۚ تُسِرُّونَ إِلَیۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَأَنَا۠ أَعۡلَمُ بِمَاۤ أَخۡفَیۡتُمۡ وَمَاۤ أَعۡلَنتُمۡۚ وَمَن یَفۡعَلۡهُ مِنكُمۡ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَاۤءَ ٱلسَّبِیلِ) صدق الله العظيم
ولتعلم أن نفوذهم وقوتهم منتشرة في كل مكان ولتعلم أنهم يمتلكون أسهم كبيرة في مواقع التواصل، فمثلاً من يمول فيسبوك ويدافع ويرفع عنه كل القضايا التي تقوم ضده؟ أسأل من هو زكربيرق؟ هو أبن عائلة الروكوفيلر فهو أبنهم ولدى روثتشايلد أسهم كثيرة وتمويل مباشر لفيسبوك، ومؤخراً قام فيسبوك بتقديم عملته الرقمية الخاصة به. وبعد أن علمنا أن العملة الورقية والتي تسمى بالفيات كرنسي هي عملة غير مربوطة بالذهب والفضة ومتغيرة وتتحكم في قيمتها الحكومة، تخيل عندما يتم إلغاء الورق وتبديله بالعملة الرقمية كالبيتكوين، ماذا سيحصل؟ وقد حرمها الكثير من العلماء المسلمين، فماذا نفعل؟ سيقول لك هؤلاء اليهود ليس لديك شيء ويجعلونك في الشارع وهم يكنزون الذهب والفضة وهذا من مخطط الدجال ليجعلك ضعيفاً دون حول ولا قوة ولا حول ولاقوة الابالله
وقد ذكر لنا الله أن سيعطي اليهود هذا النفوذ ثم دور الحياة ويهدمون نفسهم بأنفسهم وبأيدي المؤمنين ( وَقَضَیۡنَاۤ إِلَىٰ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِی ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَیۡنِ وَلَتَعۡلُنَّ عُلُوّا كَبِیرا (٤) فَإِذَا جَاۤءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَیۡكُمۡ عِبَادࣰا لَّنَاۤ أُو۟لِی بَأۡسࣲ شَدِید فَجَاسُوا۟ خِلَـٰلَ ٱلدِّیَارِۚ وَكَانَ وَعۡدا مَّفۡعُولا (٥) ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَیۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَـٰكُم بِأَمۡوَ ٰلࣲ وَبَنِینَ وَجَعَلۡنَـٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِیرًا (٦) إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَاۤءَ وَعۡدُ ٱلۡـَٔاخِرَةِ لِیَسُـࣳۤـُٔوا۟ وُجُوهَكُمۡ وَلِیَدۡخُلُوا۟ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةࣲ وَلِیُتَبِّرُوا۟ مَا عَلَوۡا۟ تَتۡبِیرًا (٧) عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن یَرۡحَمَكُمۡۚ وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ وَجَعَلۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَـٰفِرِینَ حَصِیرًا (٨)﴾ [الإسراء ٤-٨] صدق الله العظيم
ولاننسى قارون فروثتشايلد هم قارون العصر ( ۞ إِنَّ قَـٰرُونَ كَانَ مِن قَوۡمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَیۡهِمۡۖ وَءَاتَیۡنَـٰهُ مِنَ ٱلۡكُنُوزِ مَاۤ إِنَّ مَفَاتِحَهُۥ لَتَنُوۤأُ بِٱلۡعُصۡبَةِ أُو۟لِی ٱلۡقُوَّةِ إِذۡ قَالَ لَهُۥ قَوۡمُهُۥ لَا تَفۡرَحۡۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ ٱلۡفَرِحِینَ) صدق الله العظيم
وماذا قال قارون؟
قال الله ( قَالَ إِنَّمَاۤ أُوتِیتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمٍ عِندِیۤۚ أَوَلَمۡ یَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَهۡلَكَ مِن قَبۡلِهِۦ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مَنۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُ قُوَّةࣰ وَأَكۡثَرُ جَمۡعࣰاۚ وَلَا یُسۡـَٔلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ﴾ [القصص ٧٨] صدق الله العظيم
وقوله: ﴿أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا﴾ صدق الله العظيم
يقول جل ثناؤه: أو لم يعلم قارون حين زعم أنه أوتي الكنوز لفضل علم عنده علمته أنا منه، فاستحقّ بذلك أن يُؤتى ما أُوتي من الكنوز، أن الله قد أهلك من قبله من الأمم من هو أشد منه بطشا، وأكثر جمعا للأموال ؛ ولو كان الله يؤتي الأموال من يؤتيه لفضل فيه وخير عنده، ولرضاه عنه، لم يكن يهلك من اهلك من أرباب الأموال الذين كانوا أكثر منه مالا لأن من كان الله عنه راضيا، فمحال أن يهلكه الله، وهو عنه راضٍ، وإنما يهلك من كان عليه ساخطا
وقوله: (وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) قيل: إن معنى ذلك أنهم يدخلون النار بغير حساب
ثم ماذا حصل لقارون؟
قال الله ( فَخَسَفۡنَا بِهِۦ وَبِدَارِهِ ٱلۡأَرۡضَ فَمَا كَانَ لَهُۥ مِن فِئَةࣲ یَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُنتَصِرِینَ (٨١) وَأَصۡبَحَ ٱلَّذِینَ تَمَنَّوۡا۟ مَكَانَهُۥ بِٱلۡأَمۡسِ یَقُولُونَ وَیۡكَأَنَّ ٱللَّهَ یَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن یَشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَیَقۡدِرُۖ لَوۡلَاۤ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَیۡنَا لَخَسَفَ بِنَاۖ وَیۡكَأَنَّهُۥ لَا یُفۡلِحُ ٱلۡكَـٰفِرُونَ (٨٢)﴾ [القصص ٨١-٨٢] صدق الله العظيم
لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى اخْتِيَالَ قَارُونَ فِي زِينَتِهِ، وَفَخْرَهُ عَلَى قَوْمِهِ وَبَغْيَهُ عَلَيْهِمْ، عَقَّبَ ذَلِكَ بِأَنَّهُ خَسَفَ بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ -عِنْدَ الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ -أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: “بَيْنَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ إِذْ خُسِفَ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
فالآن علمنا أن كل هذا فساد وأن نظام الأموال ونظام البنوك ماهو الا نظام ربوي يهدف للقضاء على الطبقات الإقتصادية فيجعل الطبقة العظيمة المخملية تتحكم في الطبقة العاملة ولا نجد من دون هذه الطبقتين طبقة وسطى، تماماً كما كان يفعل الفراعنة باليهود فهم يريدون أن يردوا هذا في غيرهم وهذا ضمن بروتوكولاتهم وقد تكلمنا مسبقاً عن البروتوكولات ومسار الأفعى
قال الله ( وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَیۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِیدُ زِینَةَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطا)، فهذا ماتريد فعله وقد تحدثنا عن موضوع إعتزال الناس والأنظمة بالتفصيل، ومانقوله هو أن ماعليك فعله أولاً هو إدراك هذا الخطر والتوكل على الله، فكر في العيش في المزارع وأن يكون لديك بئر وفيها تزرع وتذبح وتصنع، وحاول إقتناء الذهب، ولتكن دعواك أن يحفظك الله ويبعدك عن كل هذا، فنعلم أن مصدر رزقك قد يتطلب وجود حساب بنكي لإيداع الراتب فما باليد حيلة، لذلك أجعل يقينك بالله وغير من نفسك ليغير الله حالك للأفضل