قم فأنذر

وقد يقول الفيلسوف أن هذه تختص بالرسول فقط، ولكن القرآن يفسر بعضه فقال الله ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) صدق الله العظيم

‎لنأخذ العبرة من الجن فهم أذكياء وفهمو القرآن بالصورة الصحيحة فقال الله (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ )، اذ ما استمعوا للقرآن وفهموه، ماذا فعلوا؟ ولوا الى قومهم منذرين، فلم يكتفى كل واحداً بنفسه فيقول نفسي نفسي، بل كلف نفسه وهذا مافهمه من القرآن بأن يكون مرسلاً لقومه ، فهم سمعوا القرآن من البشر وهذا يعني أنهم يسمعون على نفس تردداتنا وبل يستطيعون سماع مالانسمعه أيضاً، وفي نفس عالمنا فاذا دخل بيتك أحد الجان، فانه لا يستطيع الخروج باختراق الجدران بل ضروري ان تكون أحد الأبواب أو النوافذ مفتوحة، وتعلم أنهم حولك اذا شعرت ببروده عند رقبتك، فبماذا ولو منذرين؟

قال الله ( قَالُوا۟ یَـٰقَوۡمَنَاۤ إِنَّا سَمِعۡنَا كِتَـٰبًا أُنزِلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ یَهۡدِیۤ إِلَى ٱلۡحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِیقࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ (٣٠) یَـٰقَوۡمَنَاۤ أَجِیبُوا۟ دَاعِیَ ٱللَّهِ وَءَامِنُوا۟ بِهِۦ یَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَیُجِرۡكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِیم (٣١) وَمَن لَّا یُجِبۡ دَاعِیَ ٱللَّهِ فَلَیۡسَ بِمُعۡجِزࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَیۡسَ لَهُۥ مِن دُونِهِۦۤ أَوۡلِیَاۤءُۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ فِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینٍ (٣٢)﴾ [الأحقاف ٢٩-٣٢] صدق الله العظيم

وتسمى سورة يس بقلب القرآن لأنها تشرح للبشر أن الله يجزي المحسنين كما يفعل مع الأنبياء والمرسلين، فيجعل الله من يعمل عمل المرسلين من المكرمين وسورة الكهف تؤكد أن فضل الله على جميع البشر، فهدى الله أصحاب الكهف وجعلهم آية ولم يكونو أنبياء، ورزق صاحب الجنة لأنه لم يشرك بالله ولم يكن هذا نبياً، وكذلك أعطى ذي القرنين حكماً وكذلك لم يكن نبياً بل عبداً صالحاً، وكذلك الخضر الذي علمه الله من علمه ولم يكن نبياً، وإن إختلف الناس على الخضر وذي القرنين بانهم قد يكونو أنبياء، نحن نصفهم كما وصفهم الله فقط فهذا وصفهم، وكذلك يجزي الله المحسنين، وفي سورة يس قال الله ( وَجَاۤءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِینَةِ رَجُلࣱ یَسۡعَىٰ قَالَ یَـٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلۡمُرۡسَلِینَ (٢٠) ٱتَّبِعُوا۟ مَن لَّا یَسۡـَٔلُكُمۡ أَجۡرا وَهُم مُّهۡتَدُونَ (٢١) وَمَا لِیَ لَاۤ أَعۡبُدُ ٱلَّذِی فَطَرَنِی وَإِلَیۡهِ تُرۡجَعُونَ (٢٢) ءَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِۦۤ ءَالِهَةً إِن یُرِدۡنِ ٱلرَّحۡمَـٰنُ بِضُرࣲّ لَّا تُغۡنِ عَنِّی شَفَـٰعَتُهُمۡ شَیۡـࣰٔا وَلَا یُنقِذُونِ (٢٣) إِنِّیۤ إِذࣰا لَّفِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینٍ (٢٤) إِنِّیۤ ءَامَنتُ بِرَبِّكُمۡ فَٱسۡمَعُونِ (٢٥)﴾ [يس ٢٠-٢٥] صدق الله العظيم

ولذلك لمن ينصح بالسكوت عن قول الحق، والجهر بالحِكم التي تخالف قول الله ورسوله، إقرب من الله

قال الله (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ) صدق الله العظيم

قال الله ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) صدق الله العظيم

قال الله ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) صدق الله العظيم

قال الله ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) صدق الله العظيم

قال الله ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) صدق الله العظيم

قال الله ( إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )، فجميع البقية في خسر

قال الله ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )، ماذا تعني قالوا؟ جهروا بهذا

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : مَن رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذلكَ أضْعَفُ الإيمانِ.

الراوي:أبو سعيد الخدري المحدث:مسلم المصدر:صحيح مسلم الجزء أو الصفحة:49 حكم المحدث:[صحيح] انتهى

فالله يقول ورسوله يقول فلذلك قل خير أو أصمت، وأترك الكلام اذا لم يعجبك، فالحق واضح والكثير لا يحب سماعه

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s