بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
قال الله ( وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یُجَـٰدِلُ فِی ٱللَّهِ بِغَیۡرِ عِلۡم وَلَا هُدى وَلَا كِتَـٰبࣲ مُّنِیر (٨) ثَانِیَ عِطۡفِهِۦ لِیُضِلَّ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۖ لَهُۥ فِی ٱلدُّنۡیَا خِزۡیࣱۖ وَنُذِیقُهُۥ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ عَذَابَ ٱلۡحَرِیقِ (٩) ذَ ٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ یَدَاكَ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَیۡسَ بِظَلَّـٰم لِّلۡعَبِیدِ (١٠)﴾ [الحج ٨-١٠] صدق الله العظيم
وهذه الآيات البينات تلخص لنا كل مانريد أن نتحدث عنه في هذا المقال الا وهو الجدال في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثم يحسبون أنهم يحسنون صُنۡعًا ( ٱلَّذِینَ ضَلَّ سَعۡیُهُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَهُمۡ یَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ یُحۡسِنُونَ صُنۡعًا) صدق الله العظيم
منذ قديم الزمان وقد شهد الإسلام ظهور الزنادقة والجهمية وأصحاب الفرق الضالة ومنهم مايسمون أنفسهم بالقرآنيين. وقد تحدث شيخ الإسلام عنهم وكذلك الإمام السيوطي والشافعي وقد وقع عليهم حكم المرتد في دين الله. هذا ليس موضوعنا بل نريد أن نلقي الضوء على علم الإسناد لعل أحداً من أصحاب هذه الفئات يهديه الله بهذا وكذلك ليعلم الناس عظمة فضل الله في تسخير من حفظ لنا كلامه ( إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ)، وقال ( بَلۡ هُوَ ءَایَـٰتُۢ بَیِّنَـٰت فِی صُدُورِ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَۚ وَمَا یَجۡحَدُ بِـَٔایَـٰتِنَاۤ إِلَّا ٱلظَّـٰلِمُونَ)، وكذلك حفظ لنا الله كلام نبيه وهي النعمة التي أنعم الله بها على الأمة الإسلامية من دون سائر الأمم الأخرى. نتحدث عن علم الإسناد وكيفية إرتقاء هذا العلم مما فيه من آليات لم يجدها علماء الغرب في علمهم وخاصة عندما نتحدث عن علم الجرح والتعديل. فأعلم أخي الكريم أن الحديث الصحيح هو صحيح بأذن الله والضعيف كذلك ولم يخرج لنا حديث ضعيف إلا لحكمة لايعلمها إلا الله فمثلاً إذا كان هذا الحديث صحيحاً لتواكل الناس على الأمر المذكور فيها، إنما جُعل هذا الحديث ضعيفاً لكي لاتصدق المعلومة ولا تكذبها فيصبح مثله مثل الأسفار وفي هذا أيضاً أحكام مختلفة مبنية على من هو الراوي
وقبل الإبحار في علم الحديث نريد أن نحلل بعض الأسباب التي أدت الى ظهور القرآنيين مرة أخرى في عصرنا الحديث وكذلك ظهور المزيد من الفرق فلنذكر انه تم الطعن في صحيح البخاري من قِبل القرآنيين في الآونة الأخيرة بل بعضهم يكفرون البخاري ومسلم والعياذ بالله من هذا القول. وستجد أكثرهم يتحدثون عن موضوع المذاهب وسيقولون لك من شيخك وكلام من هذا القبيل
قال الله ( وَٱلَّذِینَ جَاۤءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ یَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَ ٰنِنَا ٱلَّذِینَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِیمَـٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِی قُلُوبِنَا غِلّا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّكَ رَءُوف رَّحِیمٌ) ، هل نسى القرآنيون هذة الآية؟ الجواب لا بل هم أخرجوا الأئمة من دائرة الإسلام وقاموا بتكفيرهم
لنضع موضوع المذاهب تحت المجهر فعلى الرغم من أن هذه الفرق الضالة تقوم بالتكفير وغير هذا، فهل نستطيع القول أنهم صدقو في مايخص موضوع المذاهب؟ لنوجه الأنظار الى النظر على طائفة من من هداهم الله، هؤلاء من كانوا على ضلالة أو حديثي الإسلام، ستجد أن فهمهم للقرآن فطري ومن الله. فتراهم عند المرور لقوله تعالى ( وَإِنَّ هَـٰذِهِۦۤ أُمَّتُكُمۡ أُمَّة وَ ٰحِدَة وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱتَّقُونِ (٥٢) فَتَقَطَّعُوۤا۟ أَمۡرَهُم بَیۡنَهُمۡ زُبُرا كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَیۡهِمۡ فَرِحُونَ)، ثم لقوله ( وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ تَفَرَّقُوا۟ وَٱخۡتَلَفُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَهُمُ ٱلۡبَیِّنَـٰتُۚ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیم)، ثم لقوله تعالى ( ۞ أَلَمۡ یَأۡنِ لِلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا یَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَیۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِیر مِّنۡهُمۡ فَـٰسِقُونَ) صدق الله العظيم
وكذلك سيجد هذا الذي هداه الله كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي سيثبت له الأفكار عن موضوع الإختلاف
ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ
47 – كتاب العلم
باب النهي عن اتباع متشابه القرآن، والتحذير من متبعيه، والنهي عن الاختلاف في القرآن
صفحة 2054
4 – (2667)
ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺼﻤﺪ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻫﻤﺎﻡ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮاﻥ اﻟﺠﻮﻧﻲ، ﻋﻦ ﺟﻨﺪﺏ ﻳﻌﻨﻲ اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻗﺎﻝ: « اﻗﺮءﻭا اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺎ اﺋﺘﻠﻔﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ، ﻓﺈﺫا اﺧﺘﻠﻔﺘﻢ ﻓﻘﻮﻣﻮا» انتهى
ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ
47 – كتاب العلم
باب النهي عن اتباع متشابه القرآن، والتحذير من متبعيه، والنهي عن الاختلاف في القرآن
صفحة 2053
2 – (2666)
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻛﺎﻣﻞ ﻓﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﺣﺴﻴﻦ اﻟﺠﺤﺪﺭﻱ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮاﻥ اﻟﺠﻮﻧﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺘﺐ ﺇﻟﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺭﺑﺎﺡ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻗﺎﻝ: ﻫﺠﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻮﻣﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺴﻤﻊ ﺃﺻﻮاﺕ ﺭﺟﻠﻴﻦ اﺧﺘﻠﻔﺎ ﻓﻲ ﺁﻳﺔ، ﻓﺨﺮﺝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻳﻌﺮﻑ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ اﻟﻐﻀﺐ، ﻓﻘﺎﻝ: (ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻠﻚ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻜﻢ، ﺑﺎﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺏ ) انتهى
ثم يأتي هذا الذي هداه الله ليتبحر في كتب الدين ليجد أن القياس الباطل والإجماع أخذ نصيباً كبيراً لاينبغي له ذلك وان بعض الكتب ابتعدت عن قال الله وقال الرسول وأصبح المنهج يعتمد على ماقاله العلماء
فبعد كل هذا ماذا تتوقع أن يحكم هذا الذي هداه الله على رجال الدين وخاصة انه قد لاتكون لديه الخبرة الكافية لرؤية الصورة الكبرى؟ هل تلومه؟ وخاصة في النظر الى بعض الأحكام الحديثة والتي تختص في التحليل والتحريم؟ أو الحكم بما لم ينزل الله في دين الإسلام؟ ماذا تتوقع؟ من المسلمات أن التشكيك سيكون أحد الأمور المفروغ منها ولكن لأي مدى؟ أكيد سيقول أننا أصبحنا مثل أهل الكتاب ولا شك في هذا وهذا يفسر سبب تكاثر القرآنيين كذلك في الآونة الأخيرة فردة الفعل من إنسان لإنسان تختلف بالتأكيد وهذا يرجع بنسبة الجهل بالموضوع وكذلك الأخلاق
لنقل كلمة حق، وجود المذاهب يعني أنه كان هناك خلاف في الرأي وهذا أمر وارد، على الرغم من أنه ليس بالأمر الصحيح ولكن هل بهذا نحكم على الأئمة بالضلالة؟ في قمة الجهل أن يفعل احدهم هذا فهؤلاء علماء كرسوا حياتهم لخدمة هذا الدين. فالمذاهب الأربعة المشهورة هي محصلة آراء واجتهادات الأئمة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد. وهؤلاء الأئمة من أعلام أهل السنة والجماعة، ووجودهم امتداد لما كان عليه الصحابة من الاجتهاد في العلم والتدريس له. وقد كان بين الصحابة مجتهدون وعلماء، وكان بينهم من الخلاف في مسائل الاجتهاد كما بين أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد
والأئمة الأربعة المذكورون لم يلزموا غيرهم بتقليدهم في كل مسألة، وإنما ذكروا اختيارهم وترجيحهم، ودعوا الناس إلى الأخذ بالحق متى وجد في غير أقوالهم. وصدرت عنهم المقولة المشهورة: إذا صح الحديث فهو مذهبي. وإذا رأيتم قولاً للنبي صلى الله عليه وسلم يخالف قولي فاضربوا بقولي عرض الحائط
وقد كان في عصر هؤلاء الأئمة فقهاء ومجتهدون لا يقلون منزلة عنهم: كالليث والأوزاعي وسفيان، وغيرهم، ولكن الله تعالى كتب الانتشار والبقاء لمذاهب هؤلاء الأربعة بما هيأه – سبحانه- من وجود التلاميذ الذين دونوا مسائلهم، وسجلوا آراءهم
ولكن ماحصل بعد عهد الأئمة هو التعصب بل وأصبح كل مذهب يتفرد باحكامة الخاصة ومثالنا في هذا الحكم على صلاة المسافر وأصبحت الحروب بين هذه المذاهب هي المنهج الذي يسير عليه رجال الدين. قال الله ( تِلۡكَ أُمَّة قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ) صدق الله العظيم
فهل نحكم على الأئمة بعد هذا؟ نقول انهم بشر والخطأ وارد ونفعهم الذي قدموه يشهد لهم التاريخ به ولنقل أن أمر المذاهب اليوم يجب أن يلغى ويكون التوحيد هو المنهاج لتفادي المزيد من الطائفية والتعصبية
ولكن ليعلم هذا الذي هداه الله أنه معرض للفتنة أيضاً. ولنضرب على سبيل المثال من فهم من كلام الله أن الأرض مسطحة. يأتي ليجد أن أغلب مفسرين العصر الحديث يقولون أن الأرض كروية. ماذا يفعل هذا الأخير؟ يكذب كل أئمة التفسير بل وصل أن البعض يتهمهم بالضلالة. ألا تنظر الى القول العلمي الدارج في وقتهم؟ لماذا لم نفترض أنهم صدقوا ماهو موجود وخاصة أن هناك تفسير خاص لهذا في كتب القرآن منقول منذ مئات السنين؟ والدليل أن التفسير الذي ينص ” تسطحها لايخالف كرويتها” منقول بالنص في أغلب كتب التفسير وسبق أن تم شرح معناه الحقيقي، فلنقل أن عالم التفسير صدّق ماتناقله السابقين وظن أنه لم يفهم القرآن بالطريقة الصحيحة وهو صادق فلماذا نفترض سوء النية ونحن نعلم أن رسولنا بعث ليتمم مكارم الأخلاق؟ نتحدث عن فئة معينة من من يؤمنون بتسطح الأرض وهذا لنقول أن منهم الصالح ومنهم الزنديق
قال الله ( أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن یُتۡرَكُوۤا۟ أَن یَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا یُفۡتَنُونَ) صدق الله العظيم
فنقول أن هناك الكثير من المفسرين منهم الصادق ومنهم الكاذب وهناك على سبيل المثال مفسري الصوفية والمعتزلة والشيعية وكلٌ منهم لديه تفسيره الخاص، فلك بتدبر القرآن ثم لايمنع أن تتأكد بصحة تدبرك بمطابقته مع أقوال مع من تؤمن بصحة تفسيرهم وهم كثيرون
لماذا نجحد أعمال كل من سبقنا؟ بالتأكيد هناك الكثير من الأعمال التي لن تجد مثلها ولكن انت تحكّم عقلك فالله علمك البيان وتستطيع التفريق بين الصحيح والغير صحيح وفي النهاية كلنا بشر
ولنرجع لموضوع القرآنيين، يطعنون في البخاري ومسلم ولهم تفسيرهم الخاص للقرآن ويتهمون كل علماء التفسير . كيف يصلون هؤلاء؟ من دون تكبير ولا صلاة إبراهيمية وثلاث صلوات في اليوم
إحتراماً لمن يقرأ، أعلم أني لا أريد الإستناد لأي حديث وذلك للرد على من يدعي أن آية الإسراء تخص نبي الله موسى
قال الله ( سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِیۤ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَیۡلا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِی بَـٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِیَهُۥ مِنۡ ءَایَـٰتِنَاۤۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ) ، يقول الله أن أسرى بعبد من عباده من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى ليريه آية من آيات الله. لا خلاف في هذا الى الآن. هل آيات الله لسيدنا موسى كانت عند المسجد الأقصى؟ الجواب لا وانتهى هنا. قال الله ( فَلَمَّاۤ أَتَىٰهَا نُودِیَ یَـٰمُوسَىٰۤ (١١) إِنِّیۤ أَنَا۠ رَبُّكَ فَٱخۡلَعۡ نَعۡلَیۡكَ إِنَّكَ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوى) ، وهنا كانت آيات الله مع سيدنا موسى
أما بالنسبة للمعراج
قال الله (وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ (١٣) عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ (١٤) عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰۤ (١٥) إِذۡ یَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا یَغۡشَىٰ (١٦) مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (١٧) لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَایَـٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰۤ) صدق الله العظيم
عند تلك الشجرة ﴿جَنَّةُ الْمَأْوَى﴾ أي: الجنة الجامعة لكل نعيم، بحيث كانت محلا تنتهي إليه الأماني، وترغب فيه الإرادات، وتأوي إليها الرغبات، وهذا دليل على أن الجنة في أعلى الأماكن، وفوق السماء السابعة
قال الله ( وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِی ٱلۡأَرۡضِ یُضِلُّوكَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۚ إِن یَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا یَخۡرُصُونَ) صدق الله العظيم
انتهى وكان الغرض من كل هذا قول أننا جميعنا بشر ونصيب وكذلك نكون على خطأ، ولتكن الحسنى وحسن النية بأخوننا المسلمين هي أول مايظهر لنا
أما الآن لننتقل لعلم الإسناد
اﻹﺳﻨﺎﺩ هو ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﺘﻦ. ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء: “ﻫﻮ ﺭﻓﻊ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﺋﻠﻪ” ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﻤﺎ ﻭاﺣﺪ. ﻭﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﺘﻦ ﻳﺴﻤﻰ: اﻟﺴﻨﺪ ، ﻭﻫﻢ اﻟﺮﻭاﺓ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻘﻠﻮا ﺫﻟﻚ اﻟﻤﺘﻦ. ﻭﺳﻤﻲ ﺳﻨﺪا، ﻻﻋﺘﻤﺎﺩ اﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﻦ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ﺃﻭ اﻟﻀﻌﻒ ، ﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ: ﻗﻮﻝ اﻹﻣﺎﻡ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ: “ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺴﺪﺩ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ، ﻋﻦ ﺷﻌﺒﺔ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: لا ﻳﺆﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺐ ﻷﺧﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ
ﻓﺎﻟﻤﺘﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: “ﻻﻳﺆﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ … ” اﻟﺤﺪﻳﺚ. ﻭاﻟﺴﻨﺪ ﻫﻢ ﺭﻭاﺓ اﻟﻤﺘﻦ: ﻣﺴﺪﺩ، ﻳﺤﻴﻰ، ﺷﻌﺒﺔ، ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﺃﻧﺲ. ﻭاﻹﺳﻨﺎﺩ ﻫﻮ ﻗﻮﻝ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺴﺪﺩ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ، ﻋﻦ ﺷﻌﺒﺔ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ . ﻭاﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻠﻐﻮﻱ ﻭاﻻﺻﻄﻼﺣﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ، ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺼﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺃﺳﻔﻞ اﻟﺠﺒﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻼﻩ ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﺘﺪﺭﺝ ﻓﻲ اﻟﺼﻌﻮﺩ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻼﻩ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺳﻨﺎﺩ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﻳﺒﺪﺃ اﻟﺮاﻭﻱ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﻴﺨﻪ ﺛﻢ ﺷﻴﺦ ﺷﻴﺨﻪ … ﻭﻫﻜﺬا ﻳﺮﺗﻘﻲ ﻣﻦ ﺷﻴﺦ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺘﻬﺎﻩ. ﻭاﻹﺳﻨﺎﺩ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻮ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻘﻮﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء: “اﻹﺳﻨﺎﺩ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ” ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ: “اﻹﺳﻨﺎﺩ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺔ” ﻛﻤﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺎﺣﺚ اﻵﺗﻴﺔ. ﻭﻳﺄﺗﻲ اﻹﺳﻨﺎﺩ -ﺃﻳﻀﺎ- ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺴﻨﺪ ﻳﻘﺎﻝ: ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﺇﺳﻨﺎﺩاﻥ. ﻳﻌﻨﻲ: ﻟﻪ ﻃﺮﻳﻘﺎﻥ ، ﻭاﻟﺴﻴﺎﻕ ﻳﺒﻴﻦ اﻟﻤﺮاﺩ (من كتاب ﻋﻨﺎﻳﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﻋﻠﻢ اﻟﺠﺮﺡ ﻭاﻟﺘﻌﺪﻳﻞ – ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺮﻓﺎﻋﻲ) انتهى
اﻹﺳﻨﺎﺩ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻛﺮﻡ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ ﻛﺜﻴﺮﺓ (1) ، ﻓﻀﻠﻬﺎ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﻢ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻛﻨﺘﻢ ﺧﻴﺮ ﺃﻣﺔ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻟﻠﻨﺎﺱ} [ﺁﻝ ﻋﻤﺮاﻥ:110] . ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: “ﺃﻧﺘﻢ ﺗﻮﻓﻮﻥ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺃﻣﺔ، ﺃﻧﺘﻢ ﺧﻴﺮﻫﺎ ﻭﺃﻛﺮﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ”. ﺭﻭاﻩ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺣﺴﻦ (2) . ﻭﻣﻤﺎ ﺧﺺ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﻪ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺔ: اﻹﺳﻨﺎﺩ، ﻧﻘﻞ اﻟﺜﻘﺔ، ﻋﻦ اﻟﺜﻘﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ ﺑﻪ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﻫﺬﻩ اﻟﺨﺼﻴﺼﺔ اﻧﻔﺮﺩﺕ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺔ، ﻭاﻣﺘﺎﺯﺕ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﻢ. ﺭﻭﻯ اﻟﺨﻄﻴﺐ اﻟﺒﻐﺪاﺩﻱ، ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ﺑﻦ اﻟﻤﻈﻔﺮ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: “ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺃﻛﺮﻡ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺔ ﻭﺷﺮﻓﻬﺎ ﻭﻓﻀﻠﻬﺎ ﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ، ﻭﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ اﻷﻣﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﻗﺪﻳﻤﻬﺎ ﻭﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﺇﺳﻨﺎﺩ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺻﺤﻒ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﺧﻠﻄﻮا ﺑﻜﺘﺒﻬﻢ ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﻢ، ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺭاﺓ ﻭاﻹﻧﺠﻴﻞ ﻣﻤﺎ ﺟﺎءﻫﻢ ﺑﻪ ﺃﻧﺒﻴﺎﺅﻫﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺃﻟﺤﻘﻮﻩ ﺑﻜﺘﺒﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﺧﺒﺎﺭ اﻟﺘﻲ ﺃﺧﺬﻭﻫﺎ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﺜﻘﺎﺕ … ” (3) انتهى
ا__________ (1) اﻧﻈﺮ: (ﻛﺘﺎﺏ ﻛﺸﻒ اﻟﻐﻤﺔ ﺑﺒﻴﺎﻥ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭاﻷﻣﺔ) ﻷﺑﻲ اﻟﺤﺴﻦ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ: (ﺻ421-564) . (2) ﺭﻭاﻩ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻨﺪ: (33/219 ﺭﻗﻢ 20015) ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: (5/226 ﺭﻗﻢ 3001) ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ: (2/1433 ﺭﻗﻢ 4288) ، ﻭﺣﺴﻨﻪ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭاﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ (ﺭﻗﻢ 2399) ﻭﺻﺤﻴﺢ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ: (ﺭﻗﻢ 3461) . (3) ﺷﺮﻑ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺤﺪﻳﺚ: (ﺻ40) ، ﻭﻓﺘﺢ اﻟﻤﻐﻴﺚ ﻟﻠﺴﺨﺎﻭﻱ: (3/331)
ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: “ﻣﻦ ﻛﺬﺏ ﻋﻠﻲ ﻣﺘﻌﻤﺪا ﻓﻠﻴﺘﺒﻮﺃ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺭ”. ﺭﻭاﻩ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ
ﺃﻥ اﻹﺳﻨﺎﺩ ﺧﺼﻴﺼﺔ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺔ، ﻭﺃﻥ اﻷﻣﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﻨﻮا ﺑﺎﻷﺳﺎﻧﻴﺪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺘﻤﺪﻭا ﻓﻲ ﺃﺧﺬ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ اﻟﺜﻘﺔ، ﻋﻦ اﻟﺜﻘﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻗﻊ اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﻛﺘﺒﻬﻢ، ﻭﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻪ . ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺷﺪﻧﺎ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻭﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺭﺳﻮﻟﻪ اﻷﻣﻴﻦ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺮﻱ اﻟﺼﺪﻕ ﻭاﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ اﻟﻜﺬﺏ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا اﺗﻘﻮا اﻟﻠﻪ ﻭﻛﻮﻧﻮا ﻣﻊ اﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ} [اﻟﺘﻮﺑﺔ: 119] . ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﺇﻥ ﺟﺎءﻛﻢ ﻓﺎﺳﻖ ﺑﻨﺒﺄ ﻓﺘﺒﻴﻨﻮا ﺃﻥ ﺗﺼﻴﺒﻮا ﻗﻮﻣﺎ ﺑﺠﻬﺎﻟﺔ ﻓﺘﺼﺒﺤﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻢ ﻧﺎﺩﻣﻴﻦ} [اﻟﺤﺠﺮاﺕ:6]صدق الله العظيم
ﻭﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼﻡ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ: “ﻋﻠﻢ اﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭاﻟﺮﻭاﻳﺔ ﻣﻤﺎ ﺧﺺ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺳﻠﻤﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺪﺭاﻳﺔ، ﻓﺄﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻻ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﻟﻬﻢ ﻳﺄﺛﺮﻭﻥ ﺑﻪ اﻟﻤﻨﻘﻮﻻﺕ، ﻭﻫﻜﺬا اﻟﻤﺒﺘﺪﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺔ ﺃﻫﻞ اﻟﻀﻼﻻﺕ، ﻭﺇﻧﻤﺎ اﻹﺳﻨﺎﺩ ﻟﻤﻦ ﺃﻋﻈﻢ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﻨﺔ، ﺃﻫﻞ اﻹﺳﻼﻡ ﻭاﻟﺴﻨﺔ، ﻳﻔﺮﻗﻮﻥ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭاﻟﺴﻘﻴﻢ، ﻭاﻟﻤﻌﻮﺝ ﻭاﻟﻘﻮﻳﻢ
ﻋﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﻜﻴﻢ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻓﺮﻭﺓ، ﻭﻋﻨﺪﻩ اﻟﺰﻫﺮﻱ (1) ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺠﻌﻞ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻓﺮﻭﺓ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ اﻟﺰﻫﺮﻱ: ﻗﺎﺗﻠﻚ اﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻓﺮﻭﺓ، ﻣﺎ ﺃﺟﺮﺃﻙ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ! ﻻ ﺗﺴﻨﺪ ﺣﺪﻳﺜﻚ؟! ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺚ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺧﻄﻢ ﻭﻻ ﺃﺯﻣﺔ” (2) . ﺷﺒﻪ اﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﺑﺎﻟﺨﻄﻢ ﻭاﻷﺯﻣﺔ ﻟﻠﺪﻭاﺏ، ﻓﺎﻟﺪاﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺧﻄﺎﻡ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﺗﺘﻔﻠﺖ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ، ﻭﻻ ﺗﻨﻘﺎﺩ ﻟﻪ. ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ: “اﻹﺳﻨﺎﺩ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻟﻮﻻ اﻹﺳﻨﺎﺩ ﻟﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺷﺎء ﻣﺎ ﺷﺎء”. ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺻﺤﻴﺤﻪ (3) ، ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: “ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻦ اﻟﻘﻮﻡ اﻟﻘﻮاﺋﻢ” ﻳﻌﻨﻲ اﻹﺳﻨﺎﺩ (4) . ﻗﺎﻝ اﻟﻨﻮﻭﻱ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ: “ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬا اﻟﻜﻼﻡ: ﺇﻥ ﺟﺎء ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﺣﺪﻳﺜﻪ، ﻭﺇﻻ ﺗﺮﻛﻨﺎﻩ، ﻓﺠﻌﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﺎﻟﺤﻴﻮاﻥ، ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻐﻴﺮ ﺇﺳﻨﺎﺩ، ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ اﻟﺤﻴﻮاﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﻗﻮاﺋﻢ” (5) ﻳﻌﻨﻲ: ﺑﻐﻴﺮ ﺃﺭﺟﻞ. ﻭﻛﻼﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻛﺜﻴﺮ (6) ، ﻭﻫﻮ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ اﻹﺳﻨﺎﺩ، ﻭﻳﺪﻝ ﺃﻳﻀﺎ
__________ (1)
ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﻘﺮﺷﻲ اﻟﺰﻫﺮﻱ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺟﻼﻟﺘﻪ ﻭﺇﺗﻘﺎﻧﻪ، ﻣﺎﺕ ﺳﻨﺔ ﺧﻤﺲ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﺎﺋﺔ. (ﺗﻘﺮﻳﺐ اﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﻟﻠﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺭﻗﻢ 6296) . (2) ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﻠﻮﻡ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ: (ﺻ6) . (3) ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ: (اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺻ15) . (4) اﻟﻤﺼﺪﺭ اﻟﺴﺎﺑﻖ. (5) ﺷﺮﺡ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ: (1/88) . (6) اﻧﻈﺮ: اﻹﺳﻨﺎﺩ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﻭﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺃﻣﺔ ﺳﻴﺪ اﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺎﺻﻢ اﻟﻘﺮﻳﻮﺗﻲ، ﻭاﻹﺳﻨﺎﺩ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﻷﺑﻲ ﻏﺪﺓ
ومن كتاب ﻋﻨﺎﻳﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﻋﻠﻢ اﻟﺠﺮﺡ ﻭاﻟﺘﻌﺪﻳﻞ – ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺮﻓﺎﻋﻲ
في فصل عناية العلماء بالإسناد وأثر ذلك في حفظ السنة النبوية
ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺗﻜﺜﻴﺮ ﻃﺮﻕ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﺴﻤﺎﻋﻪ ﻣﻦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻮﺥ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﻘﺪ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻄﺮﻕ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻕ اﻷﺧﺮﻯ، ﻭاﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺘﻘﻮﻯ ﺑﻜﺜﺮﺓ اﻟﻄﺮﻕ. ﻗﺎﻝ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: “اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﺫا ﻟﻢ ﺗﺠﻤﻊ ﻃﺮﻗﻪ ﻟﻢ ﺗﻔﻬﻤﻪ، ﻭاﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﻔﺴﺮ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀﺎ” (1) . ﺛﺎﻧﻴﺎ: ﻋﻨﻲ اﻟﻤﺤﺪﺛﻮﻥ ﺑﺴﻼﺳﻞ اﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ، ﻓﻤﻴﺰﻭا ﺑﻴﻦ ﻣﺮاﺗﺒﻬﺎ، ﻭﺣﻔﻈﻮا ﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻬﺎ، ﻓﻤﻦ ﺭاﻡ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺸﻔﻮا ﺃﻣﺮﻩ، ﻭﻭﺟﻬﻮا ﺳﻬﺎﻡ اﻟﻨﻘﺪ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻟﻢ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻨﺎﻳﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﺳﻞ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، ﺑﻞ ﻋﻨﻮا ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺴﻼﺳﻞ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻭاﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﻓﺤﻔﻈﻮﻫﺎ؛ ﺧﺸﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﺑﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، ﻓﺎﺳﺘﻄﺎﻋﻮا ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭاﻟﺴﻘﻴﻢ، ﻭﺣﻔﻆ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺠﻬﻮﺩ اﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ، ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ: 1 ـ ﺃﺻﺢ اﻷﺳﺎﻧﻴﺪ (2) ﻣﺜﻞ: ﻣﺎﻟﻚ، ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ. ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪﺓ اﻟﺴﻠﻤﺎﻧﻲ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ. 2 ـ اﻷﺳﺎﻧﻴﺪ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺷﻲء ﻳﺴﻴﺮ، ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﺑﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ (3) ﻣﺜﻞ: __________ (1) اﻧﻈﺮ: اﻟﻤﺼﺪﺭ اﻟﺴﺎﺑﻖ: (2/212) (2) اﻧﻈﺮ: ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﻠﻮﻡ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ: (ﺻ53-56) ، ﻭﻋﻠﻮﻡ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻻﺑﻦ اﻟﺼﻼﺡ: (ﺻ84-86) ، ﻭﻛﺘﺎﺏ ﺗﻘﺮﻳﺐ اﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻤﺴﺎﻧﻴﺪ ﻷﺑﻲ اﻟﻔﻀﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﻌﺮاﻗﻲ: (ﺻ4-6) ، ﻭاﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﻧﻴﺪ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﺻﺢ اﻷﺳﺎﻧﻴﺪ. (3) اﻧﻈﺮ: ﺷﺮﺡ ﻋﻠﻞ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻻﺑﻦ ﺭﺟﺐ: (2/732-751)انتهى
ﺇﻥ اﻟﺮﻭاﺓ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺩ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﻓﻲ اﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺼﺎﺩﻕ ﻭﻣﻨﻬﻢ اﻟﻜﺎﺫﺏ، ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ اﻟﺼﺎﺩﻕ ﻭاﻟﻜﺎﺫﺏ؟ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﺈﻥ اﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﺿﺒﻄﻬﻢ ﻭﺇﺗﻘﺎﻧﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﺮﻭﻭﻧﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻌﺮﻑ اﻟﻀﺎﺑﻂ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ؟ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ اﻟﻀﺎﺑﻂ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﻳﻄﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻐﻴﺮ ﺿﺒﻄﻪ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺿﺒﻄﻪ ﻭﺣﺎﻝ ﺗﻐﻴﺮﻩ؟، ﻭﻣﻦ اﻟﺮﻭاﺓ ﻣﻦ ﻳﺮﻭﻱ ﻋﻤﻦ ﻓﻮﻗﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ؟. ﺛﻢ ﺇﻥ ﺭﻭاﺓ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺟﺪا، ﻭﻳﺤﺼﻞ اﻻﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻦ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﻤﺎء ﻭﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ﺃﺳﻤﺎء ﺁﺧﺮﻳﻦ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ ﺿﺒﻂ ﺑﺎﻟﻨﻘﻂ ﻭاﻟﺸﻜﻞ، ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ اﺷﺘﺒﺎﻩ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ اﻷﺳﻤﺎء ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻤﻴﺰ ﺑﻴﻨﻬﺎ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻧﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺳﻼﻣﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺤﻴﻒ ﻭاﻟﺘﺤﺮﻳﻒ؟ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﻫﺆﻻء اﻟﺮﻭاﺓ، ﻭﺣﻖ ﻟﻠﺴﺎﺋﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﻫﺬﻩ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻭﻳﻌﺮﻑ اﻟﺠﻮاﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺒﻪ اﻟﻤﺤﺪﺛﻮﻥ ﺭﺣﻤﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﻟﻬﺬا، ﻭﺃﻧﺸﺆﻭا ﻋﻠﻤﺎ ﺁﺧﺮ ﻫﻮ ﺛﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭ اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ، ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻢ اﻟﺠﺮﺡ ﻭاﻟﺘﻌﺪﻳﻞ
فماهو الجرح والتعديل؟ نقلنا هذا من أحد الأخوان جزاه الله خير
(( مختصر درس كيف تقرأ ألفاظ الجرح و التعديل ))
– الذين أشتغلوا بجمع الحديث و علم الحديث ( رواية و دراية ) ليسوا شخص واحد ، بل هم كثر ، و يتفاوتون في الضبط و الإتقان و الثقة
– جميعهم لا يسلم منهم أحد من قول من هنا أو هناك
لو سرنا وراء الرأي الواحد فما كان هناك ثقة يحمل الحديث
لا يؤخذ قول واحد في الجرح والتعديل أو في أي شيء أخر
– طالب العلم لا يطير بأول قول يقابله في الرواي جرحا أو تعديلا ، متجاهلا باقي الأقوال فهو يجمع ويدرس و يمحص
عملية الوصول للحكم على الراوي تمر بمراحل مثلها مثل مراحل الحكم على الحديث
– مثلا إذا أردت الحكم على حديث ، تفتح سنن النسائي و تقرأ إسناده و بمجرد ما يقابلك في الإسناد رجل ضعيف تحكم على الحديث أنه ضعيف ، هذا لا يصح ،لابد من جمع طرق الحديث أولا قبل الحكم على الحديث ، لأنه ربما أتي من طريق أخر بإسناد صحيح
– علي بن المديني، قال: الباب إذا لم تجمع طرقه لم تتبين علله
فمراحل الحكم على الراوي هي مراحل الحكم على الحديث
لابد من تجميع الأقوال في هذا الراوي مثل جمع طرق الحديث
إنتقاء أقوال الثقات في هذا الراوي مثل إنتقاء الطرق الصحيحة لهذا الحديث
← (( أمثلة مهمة )) →
– عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت (مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم يُصَلِّي سُبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ ) فهذه زوجة النبي تنفي رؤية النبي و هو يصلي الضحي
فلو قرأ ذلك متعجل أو جاهل سوف ينفي صلاة الضحي و يحكم على من يصليها بالبدعة و يحرم على الناس صلاة الضحى
هذا لمن يجري بأول كلمة تقابله
– فعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها صادقة و قالت ( ما رأيت ) ، فلو جاء غيرها من طريق صحيح و أثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الضحي
– هنا ( المثبت مقدم على النافي ) و هذه قاعدة عظيمة في علم الحديث
الذي يثبت الشيء و هو ثقة يقدم على من ينفيه و أن كان النافي أيضا ثقة
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه :”قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: إِنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الصَّلاَةَ مَعَكَ، وَكَانَ رَجُلاً ضَخْمًا، فَصَنَعَ لِلنَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم طَعَامًا، فَدَعَاهُ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَبَسَطَ لَهُ حَصِيرًا، وَنَضَحَ طَرَفَ الْحَصِيرِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ آلِ الْجَارُودِ لأَنَسٍ: أَكَانَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلم يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُهُ صَلاَّهَا إِلاَّ يَوْمَئِذٍ” انتهى
فهذا أنس يثبت أنه رأي و لكنه رأه مرة واحدة وصدق
هنا الذي رأي و هو صادق يقدم على النافي وهو صادق
فكيف إذا جاء ثاني و أثبت
فهذه أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ تَقُولُ
“ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم عَامَ الْفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ بِثَوْبٍ، قَالَتْ: فَسَلَّمْتُ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قُلْتُ: أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمَ ابْنُ أُمِّي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلاً أَجَرْتُهُ، فُلاَنُ بْنُ هُبَيْرَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم : قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ، قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: وَذَلِكَ ضُحًى” انتهى
إذا أم هانئ رأت النبي يصلي الضحي في موضع أخر
عائشة صدقت ـ، أنس صدق ـ ، أم هانئ صدقت
( رضوان الله عليهم جميعا )
فثبتت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة الضحي
هذه الأمثلة تثبت لك أن لا تتعجل و لا تتسرع في الحكم ، أبحث كل الأدلة ، أبحث كل الأسانيد ، ابحث كل الموضوعات ، لا تنطلق بأول كلمة تقابله
فلا تتعجل بالحكم ، فالراوي يروي ما رأه
كما قال أخوة يوسف
(و ما شهدنا إلا بما علمنا و ما كنا للغيب حافظين )
و هذا هو عين ما يحدث في الجرح و التعديل
غلبا ما يكون الحكم على الراوي من جهة ثقة أم ضعيف / وسمع أو لم يسمع ؟
← (( أمثلة )) →
محمد بن إسحاق بن يسار ، أَبو بَكر المُطَّلبي مولاهم، المدني، نزيل العراق، صاحب المغازي
سفيان بن عيينة ، قال : سمعت شعبة يقول : محمد بن إسحاق أمير المؤمنين فى الحديث . (الكامل لابن عدي ) يكمل
لو سمع هذه جاهل و أخذ هذه و أنطلق سوف يضل و يضل و سوف يصحح أحاديث ضعيفة ، لأنه لم يدقق و لم يبحث
شعبة ثقة و غير شعبة من الثقات الأثبات مثل شعبة رأو شيئ أخر ـ الكلام لا يؤخذ من واحد فقط ـ و لكن من مجموع العلماء ، تجمع و تبحث و تمحص و تعمل
– قال يحيى بن سعيد القطان: حدثنا وُهَيب، قال: سمعتُ هشام بن عُروة، يقول: محمد بن إِسحاق كَذابٌ. «الضعفاء» للعقيلي 5/192
أنظر من أمير المؤمنين إلي كذاب
وقال الميموني: سمعتُ أَبا الوليد هشام بن عبد الملك يقول: كان مالك بن أَنس سَيِّئ الرأي في ابن إِسحاق. «سؤالاته» (478) يكمل
سييء الرأي
فمالك و هشام في مقابل شعبة
– حَدثنا علي بن سعيد الرازي، حَدثنا عَبد المؤمن بن علي الزعفراني، سمعت مالك بن أنس، وذكر عنده مُحمد بن إسحاق، فقال: دجال من الدجاجلة.
( الكامل )
– وقال السُّلَمي: سأَلتُ الدَّارَقُطني عن محمد بن إسحاق بن يسار، فقال: اختلف الأَئمة فيه، وأَعرفهم به مالك. «سؤالاته» (304).انتهى
يعني دجال من الدجاجله
وقال عباس بن محمد الدُّوري: قال يحيى بن مَعين: لا تَشَبَّث بشيءٍ مما يُحدِّثك به ابن إِسحاق، فإِن ابن إِسحاق ليس هو بقويٍّ في الحديث، فقال رجلٌ ليحيى: يَصح أَن ابن إِسحاق كان يرى القَدَر؟ قال: نعم، كان يرى القَدَر. «تاريخه» (1158) يكمل
وقال حنبل بن إِسحاق: سمعتُ أَبا عبد الله، يعني أَحمد بن حنبل، يقول: ابن إِسحاق ليس بحُجَّة. «تاريخ بغداد» 2/29. يكمل
١- ـ وقال البَرقاني: سأَلتُ الدَّارَقُطني، عن محمد بن إِسحاق بن يسار، عن أَبيه، فقال: لا يُحتج بهما، وإِنما يُعتَبر بهما. «سؤالاته» (422). يكمل
↑ فهذا مثال برجل قيل فيه أمير المؤمنين في الحديث
و قيل فيه ( كذاب ، دجال من الدجاجلة ، ليس بحجة ) من باقي العلماء
– هل نحتج به لقول شعبة و شعبة من أعظم علماء الحديث؟
– لا ـ شعبة تكلم بما علم حسب معلوماته ، لكن الباقيين رؤوا ما لم يره شعبة ، الأصل في المسلم أنه ثقة ـ، الذي يطرأ عليه هو ما يتبين للناس
– وهذا سبب تغير أقوال ابن معين في الراوي الواحد في رواية يقول ثقة و في رواية أخري يقول ضعيف ، لأنه تبين له ما لم يكن تبين له من قبل
– فلا يؤخذ بقول واحد بل تجمع و تقارن الأقوال
↑ هذا كان مثل في الجرح والتعديل
↓ مثال في السماع ↓
هل فلان سمع من فلان أو لم يسمع و معلوم أن من شروط صحة الإسناد عدم الإنقطاع بين رواته
فإذا قرأنا مثلا
– قال عيسى بن عامر بن أبى الطيب عن أبى داود عن شعبة : كل شىء سمع حميد عن أنس خمسة أحاديث . (تهذيب الكمال ) انتهى
لو قرأ هذه جاهل و لم يدقق و لم يبحث و ظن أن المتكلم فقط هو من عنده علم الحديث ، بل العلماء كثر تجمع أقوالهم و هذا العالم رآي شيئ و فات الأخر ،
( و فوق كل ذي علم عليم )
– لو أخذ هذا القول وحده (كل شىء سمع حميد عن أنس خمسة أحاديث) لضعف في صحيح البخاري وحده قرابة الخمسين حديثا ، لان البخاري روي حوالي تسع و سبعين حديثا ، حميد عن أنس ـ فأن كان سمع خمسة فقط فالباقي ضعيف
– لأنه جاهل و أخذ كلمة و لم يجمع
حتي شعبة صاحب القول الأول له قول أخر
– قال أبو عبيدة الحداد ، عن شعبة : لم يسمع حميد من أنس إلا أربعة و عشرين حديثا ، و الباقى سمعها من ثابت ، أو ثبته فيها ثابت
فأحال على ثقة ( ثابت) انتهى
– فما الحل ؟
تجمع كل ما ورد في الموضوع
– في النهاية كل هذه الأرقام إجتهادات من أصحابها ، لا تأخذ بها . انتهى
فالصواب هو دراسة كل إسناد ، فإذا جاء تصريح حميد بالسماع من أنس من طريق صحيح يحتج به
فلا تأخذ برأي واحد و أجمع الأقوال
↓ مثال أخر ↓
← إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعى
– ثقة و روى له الجميع
و روايته عن عَلقمة بن قيس النخعي ثابتة و كثيرة في الكتب الستة و على رأسها البخاري و مسلم ، (إبراهيم عن علقمة ) يكمل
في مراسيل ابن أبي حاتم (18): حَدثنا علي بن الحسن الهسنجاني، قال: سمعتُ مسددًا يقول: كان عبد الرحمن بن مهدي وأَصحابُنا ينكرون أَن يكون إِبراهيم سمع من علقمة
هذا نفي لسماع إبراهيم من علقمة
– لو أخذ جاهل بهذا القول لضعف مئات الأحاديث بعلة الإنقطاع لان إبراهيم لم يسمع من علقمة
– أما طالب العلم ، نعم يحب مسدد و يحب عبدالرحمن ابن مهدي و لكن يبحث ، هل هناك من أثبت السماع لهذا الرجل
– طالب العلم يجمع و يقارن و يمحص و عندما يبحث سيجد
قال البخاري: إِبراهيم بن يزيد بن عَمرو، أَبو عِمران، الكوفي، النَّخَعي، سَمِع علقمة، ومسروقًا، والأَسود. «التاريخ الكبير» 1/333
وقال مسلم: أَبو عمران إبراهيم بن يزيد النخعي، سَمِع علقمة والأسود. «الكنى والأسماء» (2430). يكمل
وقال الكلاباذي: إِبراهيم بن يزيد بن عَمرو أَبو عمران النَّخعي الكوفي الأَعور سمع عَلقمة بن قيس. «رجال صحيح البخاري» 1/60
وقال الخطيب: إبراهيم بن يزيد بن عمرو أبو عمران النخعي الكوفي، رأى عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأدرك أنس بن مالك وسمع علقمة بن قيس. «المتفق والمفترق» 1/195
فعبدالرحمن ابن مهدي عندما تكلم و هو ثقة ثبت تكلم عن منتهي علمه ( و فوق كل ذي علم عليم) صدق الله العظيم
و هو صادق فهو لا يعرف أن إبراهيم سمع من علقمة و لكن غيره من الثقات علموا انه سمع ، فأثبتوا السماع
و المُثبت مُقَدَّم على النافي
طالب العلم لا يقف عند أول قول
بل يبحث و يجمع و يدرس ليصل ما يرضي الله سبحانه و تعالى
{ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين }
[…] فلمن قال أن الجنة لم تخلق أو أنها ليست في السماء فقال الله ( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ )، وكذلك في سورة النجم بيان لمكان الجنة ومكانها تحت العرش عند مليك مقتدر. ولنعلم أن أهل الضلال يفسرون سورة النجم وآية إسراء النبي بهواهم فيقولون أن آية الإسراء تخص سيدنا موسى وان سدرة المنتهى في الأرض، وهذا لتكذيبهم لما صح من هدي النبي وبهذا نقول أننا نحن أهل الكتاب والسنة، ومن كذب ماصح من السنة فقد كذب الرسول صلى الله عليه وسلم […]
LikeLike