إقرأ

قال الله: (ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِی خَلَقَ (١) خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مِنۡ عَلَقٍ (٢) ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ (٣) ٱلَّذِی عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ (٤) عَلَّمَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مَا لَمۡ یَعۡلَمۡ) صدق الله العظيم

سألت  أبا سلمة  : أي القرآن أنزل أول ؟ فقال : { يا أيها المدثر }. فقلت : أنبئت أنه : { اقرأ باسم ربك الذي خلق }. فقال أبو سلمة : سألت  جابر بن عبد الله  أي القرآن أنزل أول ؟ فقال : { يا أيها المدثر }. فقلت : أنبئت أنه : { اقرأ باسم ربك }. فقال : لا أخبرك إلا بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” جاورت في حراء، فلما قضيت جواري هبطت، فاستبطنت الوادي، فنوديت، فنظرت أمامي، وخلفي، وعن يميني، وعن شمالي فإذا هو جالس على عرش بين السماء والأرض، فأتيت خديجة، فقلت :  دثروني ، وصبوا علي ماء باردا، وأنزل علي : { يا أيها المدثر } { قم فأنذر } { وربك فكبر } “. رواه البخاري

 

عن عائشة  أم المؤمنين أنها قالت :  أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل  فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه – وهو التعبد – الليالي ذوات العدد، قبل أن  ينزع  إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال : اقرأ. قال : ” ما أنا بقارئ “. قال : ” فأخذني  فغطني  حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال : اقرأ. قلت : ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال : اقرأ. فقلت : ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال : { اقرأ باسم ربك الذي خلق } { خلق الإنسان من علق } { اقرأ وربك الأكرم } “. فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فقال : ” زملوني، زملوني “. فزملوه حتى ذهب عنه  الروع ، فقال لخديجة – وأخبرها الخبر – : ” لقد خشيت على نفسي “. فقالت خديجة : كلا والله، ما يخزيك الله أبدا ؛ إنك لتصل الرحم، وتحمل  الكل ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة : يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة : يا ابن أخي، ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال له ورقة : هذا  الناموس  الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها  جذعا ، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أومخرجي هم ؟ ” قال : نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا  مؤزرا ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي. رواه البخاري

وأخبرني  أبو سلمة بن عبد الرحمن  أن  جابر بن عبد الله الأنصاري  قال – وهو يحدث عن فترة الوحي – فقال : في حديثه :  ” بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فرعبت منه، فرجعت فقلت : زملوني. فأنزل الله تعالى : { يا أيها المدثر } { قم فأنذر } إلى قوله { والرجز فاهجر } “.  فحمي الوحي  وتتابع. رواه البخاري 

قال إبن القيم

اعلم أن أول سُورَة أنزلها الله في كِتابه (سُورَة العلق) فَذكر فِيها ما من بِهِ على الإنسان من تَعْلِيمه ما لم يعلم فَذكر فِيها فَضله بتعليمه وتفضيله الإنْسان بِما علمه إياه وذَلِكَ يدل على شرف التَّعْلِيم والعلم فَقالَ تَعالى ﴿اقْرَأ باسم رَبك الَّذِي خلق خلق الإنْسان من علق اقْرَأ ورَبك الأكرم الَّذِي علم بالقلم علم الإنْسان ما لم يعلم﴾ صدق الله العظيم

فافْتتحَ السُّورَة بالأمر بِالقِراءَةِ الناشئة عَن العلم وذكر خلقه خُصُوصا وعموما فَقالَ ﴿الَّذِي خلق خلق الإنْسان من علق اقْرَأ ورَبك الأكرم﴾ صدق الله العظيم

وَخص الإنسان من بَين المَخْلُوقات لما أودعه من عجائبه وآياته الدّالَّة على ربوبيته وقدرته وعلمه وحكمته وكَمال رَحمته وأنه لا إلَه غَيره ولا رب سواهُ وذكر هُنا مبدا خلقه من علق لكَون العلقَة مبدأ الأطوار الَّتِي انْتَقَلت إليها النُّطْفَة فَهي مبدأ تعلق التخليق

في إبن جرير : حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ قرأ حتى بلغ ﴿عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴾ قال: القلم: نعمة من الله عظيمة، لولا ذلك لم يقم، ولم يصلح عيش. وقيل: إن هذه أوّل سورة نزلت في القرآن على رسول الله ﷺ

عن  أبي هريرة ، قال :  قال أبو جهل : هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ قال : فقيل : نعم. فقال : واللات والعزى، لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، أو لأعفرن وجهه في التراب. قال : فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، زعم ليطأ على رقبته، قال : فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بيديه، قال : فقيل له : ما لك ؟ فقال : إن بيني وبينه لخندقا من نار، وهولا وأجنحة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا “. قال : فأنزل الله عز وجل – لا ندري في حديث أبي هريرة، أو شيء بلغه – : { كلا إن الإنسان ليطغى } { أن رآه استغنى } { إن إلى ربك الرجعى } { أرأيت الذي ينهى } { عبدا إذا صلى } { أرأيت إن كان على الهدى } { أو أمر بالتقوى } { أرأيت إن كذب وتولى } – يعني أبا جهل – { ألم يعلم بأن الله يرى } { كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية } { ناصية كاذبة خاطئة } { فليدع ناديه } { سندع الزبانية } { كلا لا تطعه }. زاد عبيد الله في حديثه : قال : وأمره بما أمره به. وزاد ابن عبد الأعلى : { فليدع ناديه }. يعني قومه. رواه مسلم

قال الله: (كَلَّا لَىِٕن لَّمۡ یَنتَهِ لَنَسۡفَعَۢا بِٱلنَّاصِیَةِ (١٥) نَاصِیَة كَـٰذِبَةٍ خَاطِئَة (١٦) فَلۡیَدۡعُ نَادِیَهُۥ (١٧) سَنَدۡعُ ٱلزَّبَانِیَةَ (١٨) كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡ وَٱقۡتَرِب ۩ (١٩)﴾ [العلق ٦-١٩] صدق الله العظيم

(كَلّا﴾ رَدْع لَهُ ﴿لَئِنْ﴾ لام قَسَم ﴿لَمْ يَنْتَهِ﴾ عَمّا هُوَ عَلَيْهِ مِن الكُفْر ﴿لَنَسْفَعًا بِالنّاصِيَةِ﴾ لَأَجُرَّنَّ بِناصِيَتِهِ إلى النّار – السيوطي

فالناصية هي المكان الذي يغذي الروح وبالسجود وبالإقتراب الى الله، يقل الخطأ ويميل الإنسان الى الصواب. وفِي سورة إقرأ بيان لكيفية الحصول على أرقى أنواع المعرفة التي تختص بربط الروح بالجسد ومنها يتم التعلم، فيقرأ الإنسان مستخدماً بصرة، وبإذن الله يحلل المعلومة في عقلة ثم يكتبها، وخلال كل هذا العمل، هو لايتوقف من تغذية الناصية بالسجود الذي يغذي المخ وينشط بعض المناطق في الذاكرة، وإن لم يستطيع العلم معرفة كل هذا. هنالك منطقة في تجويف الدماغ تحتوي على الغدة الصنوبرية، وقد عجز الغرب عن معرفة كيفية تنشيطها

ارتبط اسم الغدة الصنوبرية في قديم الزمان بمركز الروح البشرية، ولكن في الوقت الحالي ما زالت الغدة الصنوبرية موضع أبحاث. وقد تم إثبات مايلي: هي مسؤولة عن الحالة النفسية المتغيرة عند الإنسان، ومسؤولة عن تنظيم الوقت ، وعن الحالة الجنسية . فقد لوحظ أن تخريب المنطقة يؤدي إلى البلوغ المبكر. وهي تعمل أيضاً على منع الأكسدة بواسطة مادة الميلاتونين التي تفرزها مباشرة في الدم وذلك بعد تعرض الجسم للظلام ، وبصفة خاصة أثناء النوم. الميلاتونين يمنع تشكل الأورام السرطانية وفي الأخير نقول أن تواجد هذة الغدة في هذا المكان وكذلك معرفة أنها غدة ماهو الا من إجتهاد العلماء فقد يحتمل ان يكون هذا غير صحيح، ولكن أخذنا به نظراً لأن مكانها توافق مع مكان الناصية والتي منها يقرب الإنسان بأن يكون صائباً في إتخاذ قراراته

وقيل أن السجود المستمر يساعد على تنشيط هذة الغدة مما يؤدي بدورها إنتظام بعض هرمونات الدماغ المسؤولة عن الكثير من الأمور النفسية والإدراكية لدى الإنسان

One comment

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s