لماذا لا يستطيعون تصوير الأرض كامله ؟
وهذا سؤال يصعب إجابته مع الرغم أن الغالبية سيقول أنه بالفعل تم تصوير الأرض كاملة
وحتى إن كانوا على بعد مسافة كبيرة وللمعلومية هم لم يستطيعوا الوصول الى أكثر من ١٠٠ – ٤٠٠ كيلومتر إذا نتحدث هنا عن محطة الفضاء الدولية وكذلك هذا موضوع وقعت عليه كل الشبهات والشكوك ولكن لنقل انه تم بالفعل الصعود الى هذة المسافات بعيداً عن الأرض
قال الله: (سَابِقُوۤا۟ إِلَىٰ مَغۡفِرَة مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِ أُعِدَّتۡ لِلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ ذَ ٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ یُؤۡتِیهِ مَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِیمِ) صدق الله العظيم
ينبه الله بعرض السماء ويقرن هذا بعرض الأرض فهل عرض السماء مثل عرض الأرض؟ زعم بعض المفسرين أن السماء أعظم في شأنها وأنها أكبر في الحجم. فنقول نعم يمكننا تصديق هذا ولكن ماهو البرهان على هذا؟ إذا كانت الحجة أنه يتم ذكر السماء في القرآن دائماً قبل الأرض، نعم قد يكون هذا صحيح ولكن لماذا لانقول أيضاً أنها تعني أن السماء فوق والأرض أسفل؟ قال الله: ( فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّیۡطَـٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِیهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُوا۟ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُو وَلَكُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَر وَمَتَـٰعٌ إِلَىٰ حِین)، وكذلك في الأرض حياتنا الدنيا (وَمِنۡهُم مَّن یَقُولُ رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا فِی ٱلدُّنۡیَا حَسَنَة وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ حَسَنَة وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ)، فالأرض هي السفلى (الدنيا) ، وأسفل السافلين جهنم ( ثُمَّ رَدَدۡنَـٰهُ أَسۡفَلَ سَـٰفِلِینَ)، والجنة في عليين وفيها كتابهم ( كَلَّاۤ إِنَّ كِتَـٰبَ ٱلۡأَبۡرَارِ لَفِی عِلِّیِّینَ (١٨) وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا عِلِّیُّونَ)، وهذا عكس سِجِّين ( كَلَّاۤ إِنَّ كِتَـٰبَ ٱلۡفُجَّارِ لَفِی سِجِّین (٧) وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا سِجِّین )، ولذلك تم تقديم السماء عليها، وهذا برهان لسبب التقديم
فأما قول أن تقديم السماء على الأرض في القرآن يعني أن السماء أعظم وأكبر، فتستطيع الرد بقول: إذا كان هذا صحيحاً فلماذا قدم الله خلق الأرض عن خلق السماء بل وخلقها في يومين وخلق أقواتها في أربع ثم خلق السماء وسقفها وكواكبها وشمسها وقمرها في يومين ؟
قال الله: (۞ قُلۡ أَىِٕنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِی خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِی یَوۡمَیۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥۤ أَندَادࣰاۚ ذَ ٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٩) وَجَعَلَ فِیهَا رَوَ ٰسِیَ مِن فَوۡقِهَا وَبَـٰرَكَ فِیهَا وَقَدَّرَ فِیهَاۤ أَقۡوَ ٰتَهَا فِیۤ أَرۡبَعَةِ أَیَّام سَوَاۤء لِّلسَّاۤىِٕلِینَ (١٠) ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰۤ إِلَى ٱلسَّمَاۤءِ وَهِیَ دُخَان فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِیَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهاً قَالَتَاۤ أَتَیۡنَا طَاۤىِٕعِینَ (١١) فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَـٰوَات فِی یَوۡمَیۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِی كُلِّ سَمَاۤءٍ أَمۡرَهَاۚ وَزَیَّنَّا ٱلسَّمَاۤءَ ٱلدُّنۡیَا بِمَصَـٰبِیحَ وَحِفۡظاً ذَ ٰلِكَ تَقۡدِیرُ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡعَلِیمِ (١٢)﴾ [فصلت ٩-١٢] صدق الله العظيم
قال الله: (وَٱلسَّمَاۤءَ بَنَیۡنَـٰهَا بِأَیۡی۟د وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (٤٧) وَٱلۡأَرۡضَ فَرَشۡنَـٰهَا فَنِعۡمَ ٱلۡمَـٰهِدُونَ (٤٨) وَمِن كُلِّ شَیۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَیۡنِ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ (٤٩) فَفِرُّوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّی لَكُم مِّنۡهُ نَذِیر مُّبِین (٥٠) وَلَا تَجۡعَلُوا۟ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَۖ إِنِّی لَكُم مِّنۡهُ نَذِیر مُّبِین (٥١)﴾ [الذاريات ٤٧-٥١] صدق الله العظيم
بنى الله السماء ومقابل هذا فرش الأرض. ثم قال عز وجل (وإنا لموسعون)، وهذا رزق السماء ففيها أرزاق العباد ومنها ينزل الغيث، ومقابل (إنا لموسعون)، يوجد لدينا (فنعم الماهدون)، فهذا يقابل رزق السماء فقد مهد لنا عز وجل الأرض وجعلها قابله للعيش فهي قرار لنا وثبت في الجبال كما تثبت الخيمة في الصحراء فجعلها رَوَاسِي وهذا لكي تثبت الأرض ولاتتحرك بنا. فمن رحمته عز وجل أمسك السماء ورفعها بدون عمد نراه لكي لاتقع على الأرض. فإذا وقعت فإنها تقع عليها كلها (ٱللَّهُ ٱلَّذِی رَفَعَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ بِغَیۡرِ عَمَد تَرَوۡنَهَاۖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُل یَجۡرِی لِأَجَل مُّسَمى یُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ یُفَصِّلُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاۤءِ رَبِّكُمۡ تُوقِنُونَ)، وبهذا يخبرنا عز وجل أن السماء ثابته وكذلك الأرض (۞ إِنَّ ٱللَّهَ یُمۡسِكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ وَلَىِٕن زَالَتَاۤ إِنۡ أَمۡسَكَهُمَا مِنۡ أَحَد مِّنۢ بَعۡدِهِۦۤۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِیمًا غَفُوراً) صدق الله العظيم
ثم قال الله في سورة الذاريات بعد وصف الأرزاق والنعم للعباد في السماء والأرض : (وَمِن كُلِّ شَیۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَیۡنِ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ ) صدق الله العظيم
فالسماء تقابلها الأرض وهم أزواج (أَوَلَمۡ یَرَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَنَّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ كَانَتَا رَتۡقاً فَفَتَقۡنَـٰهُمَاۖ وَجَعَلۡنَا مِنَ ٱلۡمَاۤءِ كُلَّ شَیۡءٍ حَیٍّۚ أَفَلَا یُؤۡمِنُونَ) صدق الله العظيم
فكيف تم تفسير أن الأرض صغيرة وليس عريضة؟
أما بالنسبة الى تفسير (وإنا لموسعون) فهذا ماقيل
قال السيوطي: قادرون بقوة
قال السعدي: رزق العباد ويحتمل قول واسعة في أنحائها وأرجائها
قال إبن كثير ناقلاً عن إبن عباس: بقوة وتختص ببناء سقف السماء
قال الله (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَقَادِرُونَ. وَقِيلَ: أَيْ وَإِنَّا لَذُو سَعَةٍ، وَبِخَلْقِهَا وَخَلْقِ غَيْرِهَا لَا يضيق علينا شي نُرِيدُهُ. وَقِيلَ: أَيْ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ الرِّزْقَ عَلَى خَلْقِنَا. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا. الْحَسَنُ: وَإِنَّا لَمُطِيقُونَ. وَعَنْهُ أَيْضًا: وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ الرِّزْقَ بِالْمَطَرِ. وَقَالَ الضَّحَّاكُ: أَغْنَيْنَاكُمْ، دَلِيلُهُ: (عَلَى الْمُوسِعِ(١) قَدَرُهُ). وَقَالَ الْقُتَبِيُّ: ذُو سَعَةٍ عَلَى خَلْقِنَا. وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ. وَقِيلَ: جَعَلْنَا بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ الْأَرْضِ سَعَةً
وهناك القول الذي قال فيه أحد العلماء أن السماء أكبر من الأرض لأن الله قال ( وإنا لموسعون ) أي تعني أنها محيطة بالأرض من جميع الجهات وقال الله: (أَوَلَمۡ یَرَوۡا۟ أَنَّا نَأۡتِی ٱلۡأَرۡضَ نَنقُصُهَا مِنۡ أَطۡرَافِهَاۚ وَٱللَّهُ یَحۡكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكۡمِهِۦۚ وَهُوَ سَرِیعُ ٱلۡحِسَابِ)، فنقص الأرض يعني صغرها عن السماء
لكن السؤال الذي طرح نفسة، وبناء على هذا التفسير. أين يقع سقف السماء الذي تبدأ منه السماء؟ وجميل أنه تم الأخذ بظاهر الآية فجميعنا نعلم أن النقص في الآية هنا يعني نقص المشركين من أطراف الأرض كما فعل ذي القرنين. فإذا تم الأخذ بالظاهر هنا، لماذا لايتم الأخذ بظاهر ( وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَیۡفَ سُطِحَتۡ) ؟
لم تذكر التفاسير أن هذة الآية تعني أن السماء تكبر وتتوسع يوم بعد يوم. لم يذكرها مفسر واحد. وإن تم ذكرها، نسأل، من أين لك هذا؟
قال الله ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) صدق الله العظيم
قال الله في هذه الآية ( يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ)، كيف يتنزل الأمر في الأراضين ان لم تكن طباقا؟ النزول هو علاقة من أعلى الى اسفل
يتنزل تدل على علاقة من أعلى الى أسفل والبينية هنا تأكيد لهذا لان الله أراد من هذه الآية التعليم ( لتعلموا) فالعلمية هنا لنعلم ان الله قادر على كل شيء وان علمه علم لايدركه الإنسان، فمهما وصل الإنسان من العلم، لن يدرك شكل الأرض وهنا يقول الله لنا ان عظم حجمها كالسماء، وهو أمر لاتدركه العقول ولا الأبصار وإن وصل الإنسان إلى ارقى مراحل العلم
فمجرد ان تدبرنا هذه الآية ثم قلنا أنها سبع اراضين عرضية، هنا انقصنا من عظم حجم الأرض عن حجم السماء، فالقول الذي يؤيد ان المقصود بانها أراضي متصلة فقط وليست طباق، ماهو الديل عليه؟
والآن لتطبيق قواعد التفسير فان القرآن لايفسره الا كلام الله والصحيح من هدي نبيه ، فاذا افترضنا ان الآية لم تفسر نفسها فإن (مثلهن ) تعود على الآيات الموجودة في سورة نوح ( أَلَمۡ تَرَوۡا۟ كَیۡفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبۡعَ سَمَـٰوَ ٰت طِبَاقا ) صدق الله العظيم
ثم قال الله (وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ بِسَاطا (١٩) لِّتَسۡلُكُوا۟ مِنۡهَا سُبُلاً فِجَاجاً )، اي الأرض تختلف عن السماء في كونها بساطا اي مبسوطه عرضية، والسبل هل الطرق وبوصول اقطار الأرض الأولى تنتهي هذه السبل
أم بالنسبة بتفسير مثلهن من هدي النبي: في باب وجود سجين اي جهنم في أسفل اسفلين فهذا جزء من الحديث الطويل الموجود في مسند أحمد: مَا هَذَا الرَّوْحُ الْخَبِيثُ ؟ فَيَقُولُونَ : فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ. بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ، فَلَا يُفْتَحُ لَهُ “.ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” { لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ، فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى. فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا “. ثُمَّ قَرَأَ : ” { وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ }، فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟
أخرج هذا الحديث أحمد وأبو داوود والألباني وهو حديث عظيم كما قال النووي
هذا بيان ان سِجِّين في الأرض السفلى وفي روايه أخرى مذكوره في مقاله البدايه والنهاية قيل : الأرض السابعة
وهذا نص مقتبس من الحديث : ما هذه الرُّوحُ الخَبيثةُ؟! فيقولونَ: فلانُ بنُ فلانٍ، بأقبَحِ أسمائِه الَّتي كان يُسمَّى بها في الدُّنيا، حتَّى يَنتَهيَ بها إلى السَّماءِ الدُّنيا، فيَستَفتِحَ له فلا يُفتَحَ له، ثمَّ قرَأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ} [الأعراف: 40] إلى آخِرِ الآيةِ، قال: فيقولُ اللهُ تبارَكَ وتعالى: اكتُبوا كِتابَه في سِجِّينٍ في الأرضِ السَّابعةِ السُّفلى، وأَعيدوا إلى الأرضِ؛ فإنَّا منها خلَقْناهم، وفيها نُعيدُهم، ومنها نُخرِجُهم تارةً أخرى، قال: فتُطرَحُ رُوحُه طَرْحًا، ثمَّ قرَأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ} [الحج: 31] صدق الله العظيم
الراوي:البراء بن عازب
المحدث:البيهقي
المصدر:شعب الإيمان
الجزء أو الصفحة:1/300
حكم المحدث:إسناده صحيح
ثم ننتقل الى الحديث الذي رواه البخاري في صحيحة عن وجبة الصخره اي سقوطها في جهنم
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺧﻠﻒ ﺑﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻛﻴﺴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺯﻡ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺇﺫ ﺳﻤﻊ ﻭﺟﺒﺔ، ﻓﻘﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﺗﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎ ﻫﺬا؟» ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﻨﺎ: اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﻋﻠﻢ، ﻗﺎﻝ: «ﻫﺬا ﺣﺠﺮ ﺭﻣﻲ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺧﺮﻳﻔﺎ، ﻓﻬﻮ ﻳﻬﻮﻱ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ اﻵﻥ، ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻰ ﻗﻌﺮﻫﺎ»
وفي هذا الحديث بيان ان جهنم في أسفل أسفلين من الأرض في الأرض السابعة
أما بمن يقول أن تنزيل الأمر ليست علاقة من أعلى أسفل فقال الله في هذا ( یُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ یَعۡرُجُ إِلَیۡهِ فِی یَوۡم كَانَ مِقۡدَارُهُۥۤ أَلۡفَ سَنَة مِّمَّا تَعُدُّونَ) وهذا تفسير كلمة (يتنزل) الموجودة في آخر آية من سورة الطلاق
فبعد ان أثبتنا ان جهنم في اسفل اسفلين في الأرض السفلى المسجورة والتي يوجد فيها سجين، وأثبتنا ان صخرة تم سماع وصولها الى قعر جهنم، أثبتنا وجود جهنم حالياً وأنها اسفل الأراضين، وقيل ان سِجِّين في الأرض السابعة وجهنم حولها، مالنا الا القول ان الأرض طباقا مبسوطة وأن عرضها كعرض السماء والأرض في القرآن ذكرها الله مفردة دليل على أنها قطعة واحدة طباقا بينما السموات منفصلات طباقا
السلام عليكم و رحمة الله
بداية يعطيك العافية على هذا المقال
و عندي بعض النقاط أحب أن أعقّب عليها، و لكن قبل ذلك ارجو ان يكون صدرك رحبا لانتقادي ( لغويا أو علميا)
1- ذكرت جنّة عرضها كعرض السموات والأرض وأن الله أقسم بها (والحقيقة لا وجود لغويا لقسم ما)
(أما الكاف هنا فهي للتشبيه) و الجذر عرَضَ في كتاب الله لم يأت أبداً للدلالة على المقياس( الحجم أو السعة أو الأبعاد) على عكس الجذر (طَوَلَ) الذي ورد ثلاث مرات ، مستغرقاً معناه على الشكل الأمثل، و أنا من أنصار و متشددي أن اللغة العربية مردها عند الإختلاف في المعنى إلى القرآن و ليس العكس.( ذكرت هذا الشيء في التغريدات)
2- للأمانة موضوع تقديم خلق الأرض على السموات (اللفظي) في الموضع الذي أشرت له أيضاً لا يعني جزما لغويا ترتيبيا للخلق أو في أولوية الحجم و العظم ، لأن الزمان و المكان نسبي بالنسبة لنا ( لم يكن هناك من زمان) و لكن الله بالطبع يقربها لإفهامنا، ناهيك أن السموات سبقت الأرض في كل المواضع إلا هنا
3- أما أربعة أيام للأرض و يومان للسماء ( كنسبة و تناسب لحجمي بعضهما) فربما تصيب هنا و إن لم تكن بالجازمة لعدة أسباب، فلا تنس أن أمر الخلق بين الكاف و النون ( والأرجح(عندي مما قرأت و قارنت) أن السماء خلقت قبل الأرض) و نقلاً عن الدكتور بسام جرار في شرحه هذه الآية و التي ( أميل كثيراً لفهمها على هذا الشكل) و لله الحمد قرأت معظم شروحات كتاب الله لكبار المفسرين ، و راقني هذا التفسير و ذلك كما يلي:
الأية 9 و 10 من فصّلت بدأت بتوصيف خلق الله للأرض بمعرض تقريعه للكفّار ، ثم اعقب ذلك بقوله ثم استوى إلى السماء و هي دخان ( فقوله سبحانه و تعالى بالاستواء إلى سماء موجودة مسبقاً بهيئة دخان فمتى خلقت إن استوى أليها؟ الواضح أنها موجودة قبل الأرض، لأنه في الآية ال12 بدأ سبحانه بأمر التسبيع ( سبع سماوات) و و تفصيل ما بينهم، هذا و الله أعلم
4- ما سبق و ذكرته ليس حجة عليك أو لك، و لكن شرح لمفهوم التراتبية في كتاب الله و عدم الاتكاء عليها لبيان أهمية الأرض مثلا على السموات
5- خلق الأرض ( ووضعها) أمر جلل و أنا معك في عظم أهميتها و عدم التحقير من شأنها كذرة رمل في كون لا متناهي، لكن، إن أردت أخي الدليل من كتاب الله، فليكن شديد الوضوح لا يحتمل رأيين في الموضوع الذي تتبناه
6- نقطة على الهامش( قد لا تتعلق بالمضوع نفسه)، كبار مفسري كتاب الله عز و جل، هم بشر يخطؤون و يصيبون و خطؤهم على قلته لا ينقص من باعهم العلمي شيئا، و لكن، لا يدعنا ذلك أن لا نسبر كتاب الله و نرى تفسيره من اولي العلم إن صح عندنا الدليل،فعلى سبيل المثال في نهاية سورة الشمس يكاد يجزم أغلب المفسرين بأنه (لا يخاف عقباها) بأن الله لا يخاف تبعة ما يفعل، أو يعقل أن مؤمنا منا يقبل بأن الله يخاف ما يفعل، السبب هو أنه قد ينساق المفسر رحمه الله بعيدا عن دلالات اللغة العربية او حتى تصريف و إعراب الكلمة، و لو عدت و تمعنت لأيقنت بأن أبسط تفسير لهذه الآية لتنزيه الله عن الإدعاء بعدم خوفه مما يفعل هو أن عقباها تعود على ثمود ( قوم ثمود) فال(ها) لثمود و هنا أن من يعقب قوم ثمود لن يخاف عقوبة ما حل بهم بمعنى ألا تزر وازرة وزر أخرى، و بإمكانك أن ترى أن العلا ما زالت عامرة و هي على أنقاض هؤلاء القوم الذين هلكوا، فالشاهد أن لا نأخذ التفسير الأقدم كشيء مقدس ، فبحر الله لا ينفد و القرآن بحر لم و لن ننته من سبر أغواره.
7- عودة لمقالك، (فإنا لموسعون) (يتنزل الأمر) (طباقا) سيكون من اللطيف أن تفسر هذه الآيات على الشكل الذي يدعم رؤية لا محدودية الأرض أو عظم سعتها و هي جديرة بالنظر و أنا في قلبي الكثير من كيفية طباق الأرض و أين هي السبع أراضين؟ الله أعلم
8- المقال بشكل عام فيه عصف ذهني و انت ما شاء الله قادر على تحريك الكثير من مواريث قديمة لأفكار مسبقة و يحضرني أن هناك شخص أتابعه و ألف كتاب و ما أدراك ما الأرض( عبد العزيز النظري) و هو كتاب لطيف و قرأته ، و أراك تدور في فلك نفس أفكار الرجل
9- عالعموم أنا غلقت كما وعدت رغم ضيق وقتي و الله، و لكن أحببت التعقيب على جزئية فوجدت نفسي أراجع كل مقالك ، شخصياً أنا أحترم كل الأفكار و ربما من عام 2004 , انا أتابع هذه الأفكار بين سلسلة Arrivals وصولا لما نحن عليه اليوم من مناكفات بين الفيزيائيين و الجيولوجيين، و تعقيب فلسفي بسيط، الإيمان بالأفكار الثورية المعارضة للجمع عادة تورث في النفس انطلاق و راحة و فكر لا حدود له و عدم رهبة من مواجهة الكل، لكن في خضم هذه النشوة الكبيرة في التحرر من قيود الجمع، يجب على الفرد التحلي بأقصى درجات الحياد العلمي و الوقوف بتأني عند كل جزئية قد تؤدي لتشويه أو أضعاف حجته تحت نشوة فرحته بالحرية التي لا يحس بها أغلب من في الأرض
10- بسم الله الرحمن الرحيم ( منها خلقناكم، و فيها نعيدكم، و منها نخرجكم تارة أخرى)
تقبل تحياتي
LikeLike
أخي بارك الله فيك وأشكرك على تنبيهي على موضوع القسم وتم تعديل هذا والحمد لله. أنا بكل صراحة أتفق معك في بعض الأمور وقد أختلف معك في بعض الأمور. وقلت قد لأني أريد التأكد من المعلومات. موضوع عرض الجنة فستجد أغلب التفاسير تؤيد ما أقول لكني سأراجع هذا مرة أخرى. موضوع ثمود والناقة ولي في هذا دراسات أخرى وأتفق معك في هذا
الآن أنت تقول أن الدليل على شكل الأرض من القرآن غير شديد الوضوح. دعني أوضح لك نقطة، ماهو المقياس الذي بنيت عليه ونحن نعلم أن الرحمن يعلم القرآن وهو هدى. فهناك من لا يرى لأن الله لا يريه. فهنا أقول لك أن غيرك، بل والكثير يرون حجم الأرض ووصفها ظاهر في القرآن. فتحديد المقياس صعب هنا وهذا يقول وأنا أقول وهو يقول. فأقول هنا، هذا ما آمنت به، وفهمته، وفهمه الكثير غيري. هل هو صحيح أو غير صحيح فنترك هذا على الله. ولا نجبر أحد على هذا الفكر لكن الغرض نشره. وأقول لك البعض يرى ان هذا هو الحق المبين، وآخرون يرونه غير صحيح. فلنترك هذا لله
LikeLike
وكذلك يا أخي، هذه مقاله من مجموعة مقالات، تبلغ قرابه ال ٣٠٠ مقالة
فيها كلام علمي وفيها ديني
والجانب العلمي يدعم الديني والعكس صحيح
LikeLike
ما شاء الله
ساقوم ما استطعت بقراءة مقالاتك
تابع واكتب والله يفتح بصيرتك
ونسأل الله ان ينفعنا بما علمنا
LikeLike
ولا تتردد يا أخي بالرد او التعليق او حتى الإنتقاد. واذا لم يعجبك شيء قل فهذا لن يفسد للود اي شيء، استفدنا منكم وأشكرك
LikeLike
[…] السفلي من الأرض سواء كان ماء أو بشر، فهم يقولون أن الأرض صغيرة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لنا ان صخرة سقطت الى […]
LikeLike
[…] تكون الشمس أكبر من الأرض وفي الأرض سبع أراضين وحولها جهنم؟ وهي تذكر مع […]
LikeLike