الأرض قرار

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

قال الله ( أَمَّن جَعَلَ ٱلۡأَرۡضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَـٰلَهَاۤ أَنۡهَـٰراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَ ٰ⁠سِیَ وَجَعَلَ بَیۡنَ ٱلۡبَحۡرَیۡنِ حَاجِزًاۗ أَءِلَـٰه مَّعَ ٱللَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ) صدق الله العظيم

لا شك أن هذا القرار يعود على الأرض وفيها الإفادة بالثبات والإستقرار ولكن الغرض من الكتابه هو الرد لمن زعم أن الأرض تتحرك وقال أن الميد والقرار المذكور في القرآن الكريم لا يفيد بثبات الأرض أو إستقرارها. بإستقرار الأرض يستقر الإنسان وهذه من نعم الله لنا لتسخير الأرض لنا فكذلك جعلها ذلولة لنا ( هُوَ ٱلَّذِی جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ ذَلُولاً فَٱمۡشُوا۟ فِی مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا۟ مِن رِّزۡقِهِۦۖ وَإِلَیۡهِ ٱلنُّشُورُ ) صدق الله العظيم

أي: هو الذي سخر لكم الأرض وذللها، لتدركوا منها كل ما تعلقت به حاجتكم، من غرس وبناء وحرث، وطرق يتوصل بها إلى الأقطار النائية والبلدان الشاسعة، ﴿فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا﴾ أي: لطلب الرزق والمكاسب، وقوله تعالى (وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) أي: بعد أن تنتقلوا من هذه الدار التي جعلها الله امتحانًا، وبلغة يتبلغ بها إلى الدار الآخرة، تبعثون بعد موتكم، وتحشرون إلى الله، ليجازيكم بأعمالكم الحسنة والسيئة

أولاً وهذه نقطة أساسية في كتاب الله، لا يحق لأي مخلوق أن يفسر كلامالله من عنده إلا وهذا دخل في دائرة الظنون وعدم الدقة. لا يفسر القرآن إلا القرآن أو كلام نبينا الكريم واذا لم نجد هذا ونادراً ما يحصل هذا، فإننا نأخذ المعنى بمنطلق اللغة العربية بأخذ السياق في عين الإعتبار

قال الله ( قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَاداً  لِّكَلِمَـٰتِ رَبِّی لَنَفِدَ ٱلۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَـٰتُ رَبِّی وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِۦ مَدَدا ) صدق الله العظيم

وفي الآية الأخرى (وَلَوۡ أَنَّمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ مِن شَجَرَةٍ أَقۡلَـٰم وَٱلۡبَحۡرُ یَمُدُّهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦ سَبۡعَةُ أَبۡحُر مَّا نَفِدَتۡ كَلِمَـٰتُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیم) صدق الله العظيم

 

أي: هذه الأبحر الموجودة في العالم (مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي ْ) وكذلك  أشجار الدنيا من أولها إلى آخرها، من أشجار البلدان والبراري، والبحار، أقلام، (لَنَفِدَ الْبَحْرُ ْ) وتكسرت الأقلام (قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي ْ) وهذا شيء عظيم، لا يحيط به أحد

وهذا من باب تقريب المعنى إلى الأذهان، لأن هذه الأشياء مخلوقة، وجميع المخلوقات، منقضية منتهية، وأما كلام الله، فإنه من جملة صفاته، وصفاته غير مخلوقة، ولا لها حد ولا منتهى، فأي سعة وعظمة تصورتها القلوب فالله فوق ذلك، وهكذا سائر صفات الله تعالى، كعلمه، وحكمته، وقدرته، ورحمته، فلو جمع علم الخلائق من الأولين والآخرين، أهل السماوات وأهل الأرض، لكان بالنسبة إلى علم العظيم، أقل من نسبة عصفور وقع على حافة البحر، فأخذ بمنقاره من البحر بالنسبة للبحر وعظمته، ذلك بأن الله، له الصفات العظيمة الواسعة الكاملة، وأن إلى ربك المنتهى – الشيخ السعدي

وقد تفضل الله على نبيه الكريم وأعطاه جوامع الكلم

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( فُضِّلتُ على الأنبياء بست : أعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأحلت لي الغنائم ، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً ، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون ). رواه مسلم

مامعنى جوامع الكلم ؟

ذكر ابن حجر أنه يراد بها القرآن، فإنه تقع فيه المعاني الكثيرة بالألفاظ القليلة، وكذلك يقع في الأحاديث النبوية الكثير من ذلك، وقال المناوي في فيض القدير: أعطيت جوامع الكلم أي ملكة أقتدر بها على إيجاز اللفظ مع سعة المعنى بنظم لطيف لا تعقيد فيه يعثر الفكر في طلبه ولا التواء يحار الذهن في فهمه، وقيل: أراد القرآن. وقيل: أراد أن الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الأمور المتقدمة جمعت له في الأمر الواحد والأمرين

فالآن وبعد هذا، كيف نحصر كلام الله؟ لماذا نفسره بالعلوم الدنيوية التي ليس لها يالملاحظة من نصيب، وكذلك لماذا نحصر كلام الله في المعنى الذي يناسبنا؟ هذا غير صحيح فاذا قال الله أنه جعل الأرض قرار فهذا يعني أن الله وصف الأرض بكلمة قرار الشامل جذرها معاني كثيرة لاتتناقض مع بعضها البعض وهذا من عظمة القرآن الكريم الذي يعجز مخلوق عن كتابة مثلة، فكيف نحصر كلام الله بما يناسبنا أو يتوافق مع العلوم الموجودة الحالية ولكنه يختلف عن المعنى الحقيقي للكلمة؟

وكذلك كيف نضيف على كلام الله؟ فإذا قال الله (دحاها)، كيف دحاها ؟ دحاها من جميع الجهات (طحاها)، وطريقة الدحو تكون بان الله ( مد الأرض)، فجعلها (بساطا)، وبذلك نقول أن هذا معنى ( سطحت)، ومن دون أي إضافة ويظهر أن هذه الآيات تصف خلق الأرض بعكس الآيات التي فيها كلمة (ذلولاً)، و ( مهادا)، أي ممهده للعيش، ونعلم أن كل كلمة في القرآن تتفرد بمعنى خاص لها فلا يصح القول أن كل هذه الآيات تعني الرزق أو الرحمة وغيره فهذا لا يصح

فماذا تعني قرار؟

قال الله ( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِیثَة كَشَجَرَةٍ خَبِیثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَار)،  قال السيوطي: في قول الله تعالى (ومَثَل كَلِمَة خَبِيثَة) هِيَ كَلِمَة الكُفْر (كَشَجَرَةٍ خَبِيثَة) هِيَ الحَنْظَل (اُجْتُثَّتْ) اُسْتُؤْصِلَتْ (مِن فَوْق الأَرْض ما لَها مِن قَرار) مُسْتَقَرّ وثَبات كَذَلِك كَلِمَة الكُفْر لا ثَبات لَها ولا فَرْع ولا بَرَكَة

قال الله ( جَهَنَّمَ یَصۡلَوۡنَهَاۖ وَبِئۡسَ ٱلۡقَرَارُ)، يقول إبن جرير: وبئس المستقرّ هي جهنم لمن صلاها

قال الله ( ثُمَّ جَعَلۡنَـٰهُ نُطۡفَة فِی قَرَار مَّكِین )، قال إبن عاشور: ودَمُ المَرْأةِ إذا مَرَّ عَلى قَناةِ الرَّحِمِ تَرَكَ فِيها بُوَيْضاتٍ دَقِيقَةً هي بَذْرُ الأجِنَّةِ. ومِنَ اجْتِماعِ تِلْكَ المادَّةِ الدُّهْنِيَّةِ الَّتِي في الأُنْثَيَيْنِ مَعَ البُوَيْضَةِ مِنَ البُوَيْضاتِ الَّتِي في قَناةِ الرَّحِمِ يَتَكَوَّنُ الجَنِينُ فَلا جَرَمَ هو مَخْلُوقٌ مِن سُلالَةٍ مِن طِين

وقَوْلُهُ: ﴿ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً في قَرارٍ مَكِينٍ﴾ طَوْرٌ آخَرُ لِلْخَلْقِ وهو طَوْرُ اخْتِلاطِ السُّلالَتَيْنِ في الرَّحِمِ. سُمِّيَتْ سُلالَةُ الذَّكَرَ نُطْفَةً لِأنَّها تُنْطَفُ، أيْ: تُقْطَرُ في الرَّحِمِ في قَناةٍ مَعْرُوفَةٍ وهو: القَرارُ المَكِينُ

فَـ (نُطْفَةً) مَنصُوبٌ عَلى الحالِ وقَوْلُهُ: (في قَرارٍ مَكِينٍ) هو المَفْعُولُ الثّانِي لِـ (جَعَلْناهُ) . و(ثُمَّ) لِلتَّرْتِيبِ الرُّتْبِيِّ؛ لِأنَّ ذَلِكَ الجَعْلَ أعْظَمُ مِن خَلْقِ السُّلالَةِ. فَضَمِيرُ (جَعَلْناهُ) عائِدٌ إلى الإنْسانِ بِاعْتِبارِ أنَّهُ مِنَ السُّلالَةِ، فالمَعْنى: جَعَلْنا السُّلالَةَ في قَرارٍ مَكِينٍ، أيْ: وضَعْناها فِيهِ حِفْظًا لَها، ولِذَلِكَ غَيَّرَ في الآيَةِ التَّعْبِيرَ عَنْ فِعْلِ الخَلْقِ إلى فِعْلِ الجَعْلِ المُتَعَدِّي بِـ (في) بِمَعْنى: الوَضْعِ

والقَرارُ في الأصْلِ: مَصْدَرُ قَرَّ إذا ثَبَتَ في مَكانِهِ. وقَدْ سُمِّيَ بِهِ هُنا المَكانُ نَفْسُهُ. والمَكِينُ: الثّابِتُ في المَكانِ بِحَيْثُ لا يُقْلِعُ مِن مَكانِهِ، فَمُقْتَضى الظّاهِرِ أنْ يُوصَفَ بِالمَكِينِ الشَّيْءُ الحالُّ في المَكانِ الثّابِتُ فِيهِ. وقَدْ وقَعَ هُنا وصْفًا لِنَفْسِ المَكانِ الَّذِي اسْتَقَرَّتْ فِيهِ النُّطْفَةُ، عَلى طَرِيقَةِ المَجازِ العَقْلِيِّ لِلْمُبالَغَةِ، وحَقِيقَتُهُ مَكِينٌ حالُّهُ – إبن عاشور

قال الله ( وَجَعَلۡنَا ٱبۡنَ مَرۡیَمَ وَأُمَّهُۥۤ ءَایَة وَءَاوَیۡنَـٰهُمَاۤ إِلَىٰ رَبۡوَة ذَاتِ قَرَار وَمَعِین)، قال البغوي في قوله تعالى (ذَاتِ قَرَارٍ) أَيْ: مُسْتَوِيَةٍ مُنْبَسِطَةٍ وَاسِعَةٍ يَسْتَقِرُّ عَلَيْهَا سَاكِنُوهَا ، وفي قوله تعالى( وَمَعِينٍ)، فَالْمَعِينُ الْمَاءُ الْجَارِي الظَّاهِرُ الَّذِي تَرَاهُ الْعُيُونُ، مَفْعُولٌ مَنْ عَانَهُ يُعِينُهُ إِذَا أَدْرَكَهُ الْبَصَرُ

قال الله ( یَـٰقَوۡمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا مَتَـٰع وَإِنَّ ٱلۡـَٔاخِرَةَ هِیَ دَارُ ٱلۡقَرَارِ)، قال الشيخ السعدي في قوله تعالى(يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاع) يتمتع بها ويتنعم قليلاً، ثم تنقطع وتضمحل، فلا تغرنكم وتخدعنكم عما خلقتم له (وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) التي هي محل الإقامة، ومنزل السكون والاستقرار، فينبغي لكم أن تؤثروها، وتعملوا لها عملا يسعدكم فيها

قال الله ( وَقَرۡنَ فِی بُیُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَـٰهِلِیَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِینَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۤۚ إِنَّمَا یُرِیدُ ٱللَّهُ لِیُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَیۡتِ وَیُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِیرا)  صدق الله العظيم

وقرن أي أجلسي في بيتك أيتها المرأة ففي هذا سكون وإستقرار ووقار لكي. والقارة من القرار. والقارات الموجودة في الأرض تتصف بثباتها وإستقرارها وإن تحرك بعضها قليلاً أثر بعض الظواهر الطبيعية كالزلازل والبراكين وغيرها، فهذا لا يعني أن القارة في الأرض تتحرك. القارة ثابته كما أن الأرض ثابتة بأكملها

وقال الفيروزآبادي في قرار

قَذَفَه بالحجارة يقذِفه: رمى بها، والمحصَنةَ: رماها بزَنْية

قرّ بالمكان، واستقرّ. وهو قارّ، أَى مستقِرّ. وقرَّ به القَرارُ. وهو فى مقرّه، ومستقرّه. وهو لا يتقارّ فى موضعه. قال تعالى: {الله الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض قَرَاراً} أَى مستقَرًّا. وقال فى الجنَّة: / {ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} وفى النَّار: {فَبِئْسَ القرار} . وقوله: {مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} أَى ثبات ودوام. وقول الشاعر:

ولا قَرَار على زَأْرٍ من الأَسَد

أَى لا أَمن ولا استقرار. وأَنا لا أَقارّك على ما أَنت عليه، أَى لا أَقِرّ معك. وقارُّوا فى الصّلاة: أَى قِرُّوا فيها. وما أَقرّنى فى هذا البلد إِلاَّ مكانك. ويوم القَرّ: يوم النحر لاستقرار الناس بمنى. واستقرّ: تحرّى القرار، وقد يستعمل بمعنى قرّ؛ كاستجاب وأَجاب، قال تعالى فى الجنَّة: {خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً} . وقوله تعالى: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} قال ابن عباس رضى الله عنهما: مستقر فى الأَرض، ومستودع فى الأَصلاب؛ وقال ابن مسعود رضى الله عنه: مستقرّ فى الأَرض، ومستودع فى القبور. وقال الحسن: مستقرّ فى الآخرة، ومستودع فى الدنيا. وجملة الأَمر أَن كلَّ حال يُنقل عنها فليس بمستقرّ تامّ.

والإِقرار: إِثبات الشىءِ إِمّا باللسان، وإِمّا بالقلب، أَو بهما جميعاً

ويوم قَرٌّ، وليلة قَرَّة، وذات قُرّ وقِرَّة: بردٍ. وأَجِد حِرَّة تحت قِرّة. ورجل مقرور: مبرود. وقَرَّ يومُنا. واغتسل بالقَرُور: بالماءِ البارد. وقرّت عينُه: سُرّت. وأَقرّها الله ضدّ أَسخنها. ويقال لمن يُسرّ به: قرَّة عين، قال تعالى: {قُرَّةُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ} ، وقيل: هو من القرار، أَى أَعطاه الله ما يسكّن به عينه فلا يطمح إِلى غيره.

والقارورة سمّيت لاستقرار الماءِ فيها، قال تعالى: {صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوارِيرَ} . والقارورة: المرأَة شبّهت بالزُّجاج لرقَّتِها، ونظافتها، وسرعة انكسارها، ومنه الحديث: “رُوَيْدَكَ يا أَنْجَشَةُ رُوَيْدك سَوقاً بالقوارير “. انتهى

أما بمن قال أن الأرض تجري في فلك ويستشهد بقوله تعالى ( أَوَلَمۡ یَرَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَنَّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ كَانَتَا رَتۡقا فَفَتَقۡنَـٰهُمَاۖ وَجَعَلۡنَا مِنَ ٱلۡمَاۤءِ كُلَّ شَیۡءٍ حَیٍّۚ أَفَلَا یُؤۡمِنُونَ (٣٠) وَجَعَلۡنَا فِی ٱلۡأَرۡضِ رَوَ ٰ⁠سِیَ أَن تَمِیدَ بِهِمۡ وَجَعَلۡنَا فِیهَا فِجَاجاًً سُبُلا لَّعَلَّهُمۡ یَهۡتَدُونَ (٣١) وَجَعَلۡنَا ٱلسَّمَاۤءَ سَقۡفاً مَّحۡفُوظاً  وَهُمۡ عَنۡ ءَایَـٰتِهَا مُعۡرِضُونَ (٣٢) وَهُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلَّیۡلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّ فِی فَلَك یَسۡبَحُونَ (٣٣)﴾ [الأنبياء ٣٠-٣٣] صدق الله العظيم

الآيات تفسر بعضها فهل ذكر الله أن الأرض تجري؟ لم يذكر الله في كل القرآن الكريم بأن الأرض تجري فقال عن الشمس والقمر ( خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ یُكَوِّرُ ٱلَّیۡلَ عَلَى ٱلنَّهَارِ وَیُكَوِّرُ ٱلنَّهَارَ عَلَى ٱلَّیۡلِۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّ یَجۡرِی لِأَجَل مُّسَمًّىۗ أَلَا هُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡغَفَّـٰرُ)، فهنا من يجري هم الشمس والقمر وكل تعود على الشمس والقمر ويتكرر تأكيد هذا في آيات أُخر . فالآن فتق الله السموات عن الأرض فهم متصلين في نظام محكم وكذلك مستقلين بما سخر الله فيهما لنا. فالنجوم تجري في السماء ( ٱلۡجَوَارِ ٱلۡكُنَّسِ)، وكذلك الشمس والقمر بجريان محسوب ( ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ بِحُسۡبَان)، والجري في القرآن يختص بالماء أما الركض فيكون على الأرض ( ٱرۡكُضۡ بِرِجۡلِكَۖ هَـٰذَا مُغۡتَسَلُۢ بَارِد وَشَرَاب) ، وقال الله ( أَلَمۡ تَرَوۡا۟ كَیۡفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبۡعَ سَمَـٰوَ ٰ⁠ت طِبَاقا (١٥) وَجَعَلَ ٱلۡقَمَرَ فِیهِنَّ نُورا وَجَعَلَ ٱلشَّمۡسَ سِرَاجاً )، فنعلم أن القمر والشمس في السموات، وقال الله ( إِنَّا زَیَّنَّا ٱلسَّمَاۤءَ ٱلدُّنۡیَا بِزِینَةٍ ٱلۡكَوَاكِبِ)، فنعلم أن الكواكب في السماء الدنيا، فاذا كان كلً من الشمس والقمر يجرون في فلك في السماء فأين تجري الأرض؟ هل تجري في السماء كذلك؟ بالتأكيد ان الأرض قرار وقرار عكس الجريان وبالتأكيد أن الأرض مفتوقة عن السموات

وبالإستشهاد من الآيات يظهر لنا أن الأرض كانت تعوم في الماء إسناداً لقوله تعالى ( أَوَلَمۡ یَرَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَنَّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ كَانَتَا رَتۡقاً فَفَتَقۡنَـٰهُمَاۖ وَجَعَلۡنَا مِنَ ٱلۡمَاۤءِ كُلَّ شَیۡءٍ حَیٍّۚ أَفَلَا یُؤۡمِنُونَ)، تلي هذه الآية مباشرة قوله تعالى ( وَجَعَلۡنَا فِی ٱلۡأَرۡضِ رَوَ ٰ⁠سِیَ أَن تَمِیدَ بِهِمۡ وَجَعَلۡنَا فِیهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَّعَلَّهُمۡ یَهۡتَدُونَ)، فهنا تفيد الآية أن الأرض مثبته برواسي لكي لا تميد من هذا

فمن حكمة الله ورحمته، أن جعل بين تلك الجبال فجاجا سبلا، أي: طرقا سهلة لا حزنة، لعلهم يهتدون إلى الوصول، إلى مطالبهم من البلدان، ولعلهم يهتدون بالاستدلال بذلك على وحدانية المنان

قال الله ( خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ بِغَیۡرِ عَمَدࣲ تَرَوۡنَهَاۖ وَأَلۡقَىٰ فِی ٱلۡأَرۡضِ رَوَ ٰ⁠سِیَ أَن تَمِیدَ بِكُمۡ وَبَثَّ فِیهَا مِن كُلِّ دَاۤبَّة وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَنۢبَتۡنَا فِیهَا مِن كُلِّ زَوۡج كَرِیمٍ) صدق الله العظيم

قال السعدي: فلولا الجبال الراسيات لمادت الأرض، ولما استقرت بساكنيها

وقال إبن كثير: يَعْنِي: الْجِبَالُ أَرْسَتِ الْأَرْضَ وَثَقَّلَتْهَا لِئَلَّا تَضْطَرِبُ بِأَهْلِهَا عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ؛ ولهذا قال: (أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) أي: لئلا تميد بكم

وقال ابن جرير الطبري: وجعل على ظهر الأرض رواسي، وهي ثوابت الجبال أن تميد بكم أن لا تميد بكم. يقول: أن لا تضطرب بكم، ولا تتحرّك يمنة ولا يسرة، ولكن تستقرّ بكم

وقال السيوطي تميد أي تتحرك

وقال الأصفهاني المَيْدُ: اضطرابُ الشيء العظيم كاضطراب الأرض

وفي الصحاح : ماد الشئ يميد ميدا: تحرَّك

ولاشك ان الميد يكون في الماء كما ظهر هذا لغوياً الفيروز آبادي فقال :ماج البحرُ مَوْجًا: اضطَرَب. وتموّج تموُّجًا. والمَوْج: ما يرتفع من غوارب الماءِ، قال تعالى: {يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} صدق الله العظيم

ماد يميد مَيْدَا وَميَدَانًا: تحرّك بشدّة، ومنه قوله تعالى: {أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} أَى تضطرب بكم وتدور بكم وتحرّككم حركة شديدة. يقال: مادت الأَرض إِذا تمايلت. وفى الحديث: “المائد فى البحر الذى يصيبه القىءُ له أَجر شهيد، وللغرقِ أَجر شهيدين”، المائد الَّذِى يصيبه الدُّوار. والمَيْدَى كحَيْرَى: الجماعة منهم. وماد الرّجل: تبختر

وبعد هذا هل يصح الأخذ بكلام علماء الفلك والفضاء والفلاسفة القدماء الذين أفادوا بحركة الأرض وميلانها؟

فقيل: ينتج عن حركة الأرض السنوية حدوث الفصول الأربعة و يرجع حدوثه لثلاثة أسباب مجتمعة

دورة الأرض حول الشمس كل 365.25 ثلاث مئة و خمسة ستين يوم و ربع اليوم

ميل المحور القطبي بمقدار 23.5 درجة

ثبات ميل المحور القطبي أثناء الدوران

فهل نجد تعارض صريح هنا؟ الجواب نعم الله يقول أنه ثبت الأرض برواسي لكي لا تميل وتضطرب وعلماء الفلك يقولون عكس هذا

وقال الله ( ۞ إِنَّ ٱللَّهَ یُمۡسِكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ وَلَىِٕن زَالَتَاۤ إِنۡ أَمۡسَكَهُمَا مِنۡ أَحَد مِّنۢ بَعۡدِهِۦۤۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِیمًا غَفُوراً)، وهذا دليل على أن الأرض لا تسبح في فلك ولا السماء فمسكهما الله ثابتين رحمة بعباده الى يوم الدين

قال آينشتاين أنه يستحيل رصد حركة الأرض بأي تجربة بصرية أو عن طريق الملاحظة مما يدعوا أن القول الذي يؤيد حركة الأرض ماهو الا فلسفة يغلبها الظنون وقد تم دعمها ببعض المعادلات الرياضية التي لا تسمن ولا تغني من جوع

وقد قام الفيزيائي الأمريكي البيرت مكيلسون بإثبات عدم دوران الأرض

فسبحان الله ذكر الله آية القرار في سورة غافر وذكر قبلها أنه سيكون من الناس من يجادل في هذا بإستكبار وان أكثر الناس لايعلمون عن خلق السموات والأرض

قال الله ( فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ بِٱلۡعَشِیِّ وَٱلۡإِبۡكَـٰرِ (٥٥) إِنَّ ٱلَّذِینَ یُجَـٰدِلُونَ فِیۤ ءَایَـٰتِ ٱللَّهِ بِغَیۡرِ سُلۡطَـٰنٍ أَتَىٰهُمۡ إِن فِی صُدُورِهِمۡ إِلَّا كِبۡر مَّا هُم بِبَـٰلِغِیهِۚ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ (٥٦) لَخَلۡقُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ أَكۡبَرُ مِنۡ خَلۡقِ ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ (٥٧) وَمَا یَسۡتَوِی ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِیرُ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَلَا ٱلۡمُسِیۤءُۚ قَلِیلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ (٥٨) إِنَّ ٱلسَّاعَةَ لَـَٔاتِیَةࣱ لَّا رَیۡبَ فِیهَا وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یُؤۡمِنُونَ (٥٩)) [غافر ٥٥-٥٩] صدق الله العظيم

فسبحان الله ثم قال عز وجل بعدها ( ٱللَّهُ ٱلَّذِی جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ قَرَاراً وَٱلسَّمَاۤءَ بِنَاۤءࣰ وَصَوَّرَكُمۡ فَأَحۡسَنَ صُوَرَكُمۡ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّیِّبَـٰتِۚ ذَ ٰ⁠لِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡۖ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ) صدق الله العظيم

قال القرطبي: زَادَ فِي تَأْكِيدِ التَّعْرِيفِ وَالدَّلِيلِ، أَيْ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مُسْتَقَرًّا لَكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ وَبَعْدَ الْمَوْتِ

وقال أبن كثير: جَعَلَهَا مُسْتَقَرًّا لَكُمْ، بِسَاطًا مِهَادًا تَعِيشُونَ عَلَيْهَا، وَتَتَصَرَّفُونَ فِيهَا، وَتَمْشُونَ فِي مَنَاكِبِهَا، وَأَرْسَاهَا بِالْجِبَالِ لِئَلَّا تَمِيدَ بِكُمْ

وقال السعدي: قارة ساكنة، مهيأة لكل مصالحكم، تتمكنون من حرثها وغرسها، والبناء عليها، والسفر، والإقامة فيها

وقال بان جرير: تستقرون عليها، وتسكنون فوقها

قال الله (أَمَّن جَعَلَ ٱلۡأَرۡضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَـٰلَهَاۤ أَنۡهَـٰرا وَجَعَلَ لَهَا رَوَ ٰ⁠سِیَ وَجَعَلَ بَیۡنَ ٱلۡبَحۡرَیۡنِ حَاجِزًاۗ أَءِلَـٰهࣱ مَّعَ ٱللَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ) صدق الله العظيم

يقول إبن كثير: قال الله( أَمَّنْ جَعَلَ الأرْضَ قَرَارًا) أَيْ: قَارَّةً سَاكِنَةً ثَابِتَةً، لَا تَمِيدُ وَلَا تَتَحَرَّكُ بِأَهْلِهَا وَلَا تَرْجُفُ بِهِمْ، فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ لَمَا طَابَ عَلَيْهَا الْعَيْشُ وَالْحَيَاةُ، بَلْ جَعَلَهَا مِنْ فَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ مِهَادًا بِسَاطًا ثَابِتَةً لَا تَتَزَلْزَلُ وَلَا تَتَحَرَّكُ، كَمَا قَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: ﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً﴾ [غَافِرٍ: ٦٤] صدق الله العظيم

يقول النسفي عن القرار: دَحاها وسَوّاها لِلِاسْتِقْرارِ عَلَيْها

ويقول الواحدي أي لا تتحرك

ويقول الشوكاني القَرارُ المُسْتَقِرُّ أيْ: دَحاها وسَوّاها بِحَيْثُ يُمْكِنُ الِاسْتِقْرارُ عَلَيْها

وفي موسوعة الآلوسي أيْ جَعَلَها بِحَيْثُ يَسْتَقِرُّ عَلَيْها الإنْسانُ والدَّوابُّ بِإبْداءِ بَعْضِها مِنَ الماءِ ودَحْوِها وتَسْوِيَتِها حَسْبَما يَدُورُ عَلَيْهِ مَنافِعُهُمْ- فَقَرارًا- بِمَعْنى مُسْتَقِرًّا لا بِمَعْنى قارَّةٍ غَيْرِ مُضْطَرِبَةٍ

وفي تفسير البقاعي مُسْتَقِرَّةً في نَفْسِها لِيُقِرَّ عَلَيْها غَيْرَها، وكانَ القِياسُ يَقْتَضِي أنْ تَكُونَ هاوِيَةً أوْ مُضْطَرِبَةً كَما يَضْطَرِبُ ما هو مُعَلَّقٌ في الهَواءِ.

ولَمّا ذَكَرَ قَرارَها، أتْبَعَهُ دَلِيلَهُ في مَعْرِضِ الِامْتِنانِ فَقالَ: ﴿وجَعَلَ خِلالَها﴾ أيْ: في الأماكِنِ المُنْفَرِجَةِ بَيْنَ جِبالِها ﴿أنْهارًا﴾ أيْ: جارِيَةً عَلى حالَةٍ واحِدَةٍ، فَلَوِ اضْطَرَبَتِ الأرْضُ أدْنى اضْطِرابٍ، لَتَغَيَّرَتْ مَجارِي المِياهِ بِلا ارْتِيابٍ

ولَمّا ذَكَرَ الدَّلِيلَ، ذَكَرَ سَبَبَ القَرارِ فَقالَ: ﴿وجَعَلَ لَها رَواسِيَ﴾ أيْ: كَمِراسِي السُّفُنِ، كانَتْ أسْبابًا في ثَباتِها عَلى مِيزانٍ دَبَّرَهُ سُبْحانَهُ في مَواضِعَ مِن أرْجائِها بِحَيْثُ اعْتَدَلَتْ جَمِيعُ جَوانِبِها فامْتَنَعَتْ مِنَ الِاضْطِرابِ

وقال أبو حيان ولَمّا ذَكَرَ – تَعالى – أنَّهُ مُنْشِئُ السَّماواتِ والأرْضِ، ذَكَرَ شَيْئًا مُشْتَرَكًا بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، وهو إنْزالُ الماءِ مِنَ السَّماءِ وإنْباتُ الحَدائِقِ بِالأرْضِ، ذَكَرَ شَيْئًا مُخْتَصًّا بِالأرْضِ، وهو جَعْلُها قَرارًا، أيْ مُسْتَقَرًّا لَكم، بِحَيْثُ يُمْكِنُكُمُ الإقامَةُ بِها والِاسْتِقْرارُ عَلَيْها، ولا يُدِيرُها الفَلَكُ

قال الله ( وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَـٰهَا وَأَلۡقَیۡنَا فِیهَا رَوَ ٰ⁠سِیَ وَأَنۢبَتۡنَا فِیهَا مِن كُلِّ شَیۡء مَّوۡزُون) صدق الله العظيم

وفي تفسير البغوي قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا﴾ بَسَطْنَاهَا عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ، يُقَالُ: إِنَّهَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ فِي مِثْلِهَا دُحِيَتْ مِنْ تَحْتِ الْكَعْبَةِ ﴿وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ﴾ جِبَالًا ثَوَابِتَ، وَقَدْ كَانَتِ الْأَرْضُ تَمِيدُ إِلَى أَنْ أَرْسَاهَا اللَّهُ بِالْجِبَالِ ﴿وَأَنْبَتْنَا فِيهَا﴾ أَيْ: فِي الْأَرْضِ ﴿مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ﴾ مُقَدَّرٍ مَعْلُومٍ

وفي تفسير القرطبي قال إبن عباس: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَالْأَرْضَ مَدَدْناها﴾ هَذَا مِنْ نِعَمِهِ أَيْضًا، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَسَطْنَاهَا عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ، كَمَا قَالَ” وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها “أي بَسَطَهَا. وَقَالَ:” وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ”. وَهُوَ يَرُدُّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّهَا كَالْكُرَةِ

قال الله ( وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ) جِبَالًا ثَابِتَةً لِئَلَّا تَتَحَرَّكَ بِأَهْلِهَا

وفي تفسير الجلالين: قال الله ( والأَرْض مَدَدْناها﴾ بَسَطْناها ﴿وأَلْقَيْنا فِيها رَواسِي﴾ جِبالًا ثَوابِت لِئَلّا تَتَحَرَّك بِأَهْلِها ﴿وأَنْبَتْنا فِيها مِن كُلّ شَيْء مَوْزُون﴾ مَعْلُوم مُقَدَّر

نسأل الله القدير أن يفعنا وإياكم بهذا الذكر المبارك وأن يوقفنا في ما يحبه ويرضاه والغرض من كل هذا هو التسليم والإيمان بكلام الله في كل صغيرة وكبيرة

3 comments

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s