الحرام والحلال – الواصلة والواشمة

الواصلة والواشمة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد

قال الله ( إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَغۡفِرُ أَن یُشۡرَكَ بِهِۦ وَیَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَ ٰ⁠لِكَ لِمَن یَشَاۤءُۚ وَمَن یُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَـٰلَۢا بَعِیدًا (١١٦) إِن یَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦۤ إِلَّاۤ إِنَـٰثاً وَإِن یَدۡعُونَ إِلَّا شَیۡطَـٰن مَّرِیداً (١١٧) لَّعَنَهُ ٱللَّهُۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنۡ عِبَادِكَ نَصِیب مَّفۡرُوض (١١٨) وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّیَنَّهُمۡ وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَـٰمِ وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن یَتَّخِذِ ٱلشَّیۡطَـٰنَ وَلِیّ مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَاناً  مُّبِینا (١١٩) یَعِدُهُمۡ وَیُمَنِّیهِمۡۖ وَمَا یَعِدُهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ إِلَّا غُرُورًا (١٢٠) أُو۟لَـٰۤىِٕكَ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُ وَلَا یَجِدُونَ عَنۡهَا مَحِیصاً)  صدق الله العظيم

وليكن الأساس الذي نبني عليه في موضوع الواصلة والواشمة وكل ما يدور حول هذا قوله تعالى ( وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ)، فتغيير خلق الله فيه اثم عظيم وهذا يتناول تغيير الخلقة الظاهرة بالوشم، والوشر والنمص والتفلج للحسن، ونحو ذلك مما أغواهم به الشيطان فغيروا خلقة الرحمن. وذلك يتضمن التسخط من خلقته والقدح في حكمته، واعتقاد أن ما يصنعون بأيديهم أحسن من خلقة الرحمن، وعدم الرضا بتقديره وتدبيره، ويتناول أيضا تغيير الخلقة الباطنة، فإن الله تعالى خلق عباده حنفاء مفطورين على قبول الحق وإيثاره، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن هذا الخلق الجميل، وزينت لهم الشر والشرك والكفر والفسوق والعصيان

قال الله ( فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّینِ حَنِیفاً فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِی فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَیۡهَاۚ لَا تَبۡدِیلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلدِّینُ ٱلۡقَیِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ) صدق الله العظيم

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ عَامَ حَجَّ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَهُوَ يَقُولُ – وَتَنَاوَلَ قُصَّةً مِنْ شَعَرٍ كَانَتْ بِيَدِ حَرَسِيٍّ – : أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذِهِ، وَيَقُولُ : ” إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَ هَذِهِ نِسَاؤُهُمْ “. رواه البخاري

وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ “. رواه البخاري

لدينا تغيير خلق الله ولدينا الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة وكما سيأتي لدينا المتفلجات والمتنمصات ولدينا موضوع اللعنة وكل ماحول هذا سيكون موضوعنا في هذه المقالة بإذن الله

أولاً لنبدأ بموضوع اللعنة. البعض يقول ان هذا غير محرم بل فقط فيه لعنة. لنعلم أن اللعنة أمر عظيم وشديد وهو مخيف أكثر من كلمة تحريم فأنظر في كتاب الله الى من لعنهم الله ( أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰۤ أَبۡصَـٰرَهُمۡ)، وقال الله ( إِنَّ ٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَاباً مُّهِینا)، وقال الله ( وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ وَٱلۡمُنَـٰفِقَـٰتِ وَٱلۡكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ هِیَ حَسۡبُهُمۡۚ وَلَعَنَهُمُ ٱللَّهُۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ مُّقِیم)،  وكما قال الله ( قُلۡ هَلۡ أُنَبِّئُكُم بِشَرّ مِّن ذَ ٰ⁠لِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِۚ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَیۡهِ وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ وَٱلۡخَنَازِیرَ وَعَبَدَ ٱلطَّـٰغُوتَۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ شَرّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاۤءِ ٱلسَّبِیلِ) صدق الله العظيم

فهل نظرنا الى الملعونين ؟ نسينا أهم ملعون فيهم وهو إبليس

قال الله ( قَالَ یَـٰۤإِبۡلِیسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسۡجُدَ لِمَا خَلَقۡتُ بِیَدَیَّۖ أَسۡتَكۡبَرۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡعَالِینَ (٧٥) قَالَ أَنَا۠ خَیۡر مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی مِن نَّار وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِین (٧٦) قَالَ فَٱخۡرُجۡ مِنۡهَا فَإِنَّكَ رَجِیم (٧٧) وَإِنَّ عَلَیۡكَ لَعۡنَتِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلدِّینِ) صدق الله العظيم

فنعلم أننا تعدينا موضوع التحريم هنا ولانقل حكم هذا حرام بل من يفعل هذا هو ملعون وما أشد هذا القول ونركز على موضوع اللعنة لأن هذه الأمور أصبحت من الأمور التي يتقبلها المجتمع بكل أريحية

لنبدأ بوصف المرأة المتفلجة ولماذا تم ذكرها هنا في بداية هذا التفكر على الرغم أن التفلج اصبح من الظواهر المنبوذة في عصرنا هذا

المتفلجة هي التي التي تحف او تنحت مابين أسنانها ليظهر ان الأسنان متباعدة وهذه عادة كانت متواجدة في القدم وهدفها إظهار ان المرأة صغيرة في السن لأن المتفلجة هي الصغيرة في العمر وقيل انها علامة جمال وأنا أختلف مع هذا الرأي وحتى ان كانت تعطي شكل السنجاب عندما يكون النحت مبالغ فيه

فمنطقياً التفلج ليس من الجمال بال المتفلجة في القدم هي من تجد لها زوجاً بسهولة ولكن لماذا؟ يقال أن الزواج بمن هم في سن الخامسة عشرة الى الثامنة عشرة من علامات التخلف فهل فعلاً هذه حقيقة؟ أم هل إختلفت المعايير والمقاييس؟ قد نجد الإختلاف في الفكر والثقافة ولكن لن تختلف تركيبة الرجل وتركيبة المرأة. فكلما تباعد الفارق العمري بين الرجل والمرأة كلما كان التوافق افضل، ولن نزيد في هذا كما تحدثنا سابقاً في تركيبة كل منهما

وخارج نطاق الموضوع، ماهو المطلوب من المرأة عند بلوغ الأربعين؟ لنتحدث بكل صراحة لأن هذا الموضوع مهم ويتوجب تغيير الفكر تجاهه سواء من الرجل أو المرأة

ويصعب القول ان المرأة عند الأربعين لاتصل الى قمتها أيضاً فالتاريخ يشهد لها بهذا، ولكن يتوجب تغيير بعض الإهتمامات فبدلاً من التركيز الكامل على التربية والزوج، يتوجب عليها التركيز على نفسها من الدرجة الأولى. نعم ستقول هذه ولكني أهتم بنفسي قبل هذا، نقول أهتمي بنفسك أكثر فاهتمامك بنفسك يقرب اهلك لكي أكثر. فبعد الأربعين، تفكر المرأة بالحكمة، وبإكمال المنهج التربوي الذي بدأته منذ صغرها، وتهتم بنفسها وصحتها ودينها وهذا مايجعل الحياة الزوجية سعيدة. عليها الإستعداد بالتفكير أنها قد تنقطع عن الإنجاب بعد فترة بينما يكون الرجل في كامل قوته في أغلب الأحيان. على المرأة ان تتحرر من موضوع الملكية فتقول أن ابنائي ملك لي وكذلك زوجي. لأن هذا يشغل البال ويتعبه من دون أي جدوى. مثل هذا من يدخل سوق العمل صغيراً فيعمل بيده، ثم بعد سنين الخبرة يصبح مديراً ليعمل بعقله

ولذلك المتفلجة هي الكبيرة في السن التي تهدف لخداع الرجل فيتزوجها ليكتشف انها مخادعة، ومن تفعل هذا الخداع فهي قابلة للخداع في أمور كثيرة كذلك

D6183F86-1C30-456B-8992-701057747A9C

يجب أن تكون هذه الهموم آخر همك لأنه لن يزيد أو ينقص اذا كان الحب موجود وكنتي محافظة على نفسك، بل إهتمامه بكي وحبه لكي سيزيد يوماً بعد يوم. اذا كان جمالك في إبتسامتك وطيبة قلبك فلن يحصل لكي ما لا تريدينه. هذا هو الجمال فروحك الجميلة هي التي تجذب الناس حولك

6991E60D-18F5-4116-AAFF-F156EDCE42D5

فإذا وصلتي الأربعين وتغير جسمك، ماهو الحل؟ تغيير خلق الله؟ الجواب وان في هذا لأثم، ومرض، وكذلك تشويه. فالتزمي بالأكل الصحي والرياضة وابتعدي عن البوتوكس وحشو الصدر الصدر يالسيليكون ليصبح شكلك مثل الدجاج

ستقولين ماحكم وضع الفيلر أو البوتوكس أو السيلكون في الصدر

نقول انه اذا كان لإخفاء عيب خلقي أو لعلاج مرض فلا بأس ولكن في الغالب السبب هو تغيير الخلقة إعتقاداً انه سيتم تحسينها وينطبق على هذا ماقاله الرسول على المتفلجة في الحديث المذكور في آخر المقالة ( وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ) ، وقال الله ( لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ فِیۤ أَحۡسَنِ تَقۡوِیم) ، فماذا بعد هذا؟

استخدام الفيلر والبوتوكس لإزالة التجاعيد ماهو الا امر محزن، فلعب الرياضة وغيره اهم بكثير من هذه الإبر ففي كل مرة تضعين هذه الإبر، يتم تخدير وشل بعض العضلات عن الحركة وهي مسألة تراكمية لجرعات قليلة الى ان تزيد والنتيجة انه سيصبح وجهك كقطعة الطوب من دون ابتسامة وتتحدثين كالرجل الآلي. ولاننكر أن هناك أطباء محترفون في هذا ولكن السائد هو تحول وجه المرأة الى قطعة من الطوب دون أي إحساس

أما موضوع التنفيخ، ولنقول نفخ الفم أو الشفة. ماهذا؟ يصبح فمك كفم السمكة التي تشبه كل من عملت هذه العملية عند نفس الدكتور، فلكل دكتور شكل معين يطبعة في فم الفريسة وكل هذا يندرج ضمن تغيير الخلق وهو امر ينافي الفطرة وينافي تعاليم الله في كتابة

10019A79-91DE-46C5-A6DF-B6CFF5B949FA

 

قد يقول أحدهم ولكن الزوج يريد هذا. نقول قال الله ( ٱلۡخَبِیثَـٰتُ لِلۡخَبِیثِینَ وَٱلۡخَبِیثُونَ لِلۡخَبِیثَـٰتِۖ وَٱلطَّیِّبَـٰتُ لِلطَّیِّبِینَ وَٱلطَّیِّبُونَ لِلطَّیِّبَـٰتِۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا یَقُولُونَۖ لَهُم مَّغۡفِرَة وَرِزۡق كَرِیم) صدق الله العظيم

فالطيور على أشكالها تقع، وأما بالنسبة بهذه المهتمة بالعمليات منذ صغرها، فاعلم أيها الرجل انها لن تطول معك فاذا وجدت من هو افضل منك فستتركك لأن الشيطان تمكن منها كما يشير الى هذا كتاب الله. هي لا تعمل كل هذه العمليات لأجلك

ولننتقل للمتنمصة، فهذه التي تنتف الحواجب كلها ثم توشم مكانها. هذا معنى المتنمصة في الإصل فترسم شكل الحاجب الذي يناسبها وهذا تغيير صريح في الخلق كما فيه تسبب للكثير من الأمراض كما أثبت هذا العلم

أما من تحتاج التعديل لإخفاء عيب أو ماشابه، فيتم ازالة جزء بسيط فان للنتف أضرار كبيرة وهناك الكثير من الطرق الأخرى

ولنعلم أننا لم نصل في العلم لنعلم أسباب التحريم كلها فلنا ان نؤمن ثم نجاهد في التعلم والمعرف

وكذلك المستوصلة، التي تصل شعرها بشعر آخر، لا نعلم ما وراء هذا من امرض جينية مثلاً. قلت جينية لأنه اثبت العلم انه عن طريق تحليل الشعرة يمكن معرفة كل المواد التي يستعملها الشخص وهذا موجود لدى مكافحة المخدرات فلديهم تحاليل عن طريق الشعر

كما أن إستخدام شعر الميت فيه إهانة للميت

وكما ان في هذا خداع وتغيير للخِلقة، فتخيل تتزوج هذه الصلعاء التي تزوجتها بناء على الباروكة التي تلبسها؟ الموضوع محزن

أما استعمال المسكرة فلا بأس به وان كانت تعزل الماء فيمكن ازالتها وقت الوضوء وللوضوء فوائد علمية كثيرة لم نعلم الا القليل عنها

أم الوشم ففيه عزل الماء عن الجلد وهو خطر ويسبب الكثير من الأمراض نحن في غنى عن التحدث عنها هنا. يكفي أنك تجعل/ تجعلي جسمك لوحة فنية للجميع، قابلة للزخرفة والتلوين، ويتوجب علينا القول أنه جرت العادة عند بعض الخنازير انه كلما تم الزنا مع شخص جديد، فانه يتم طباعة اسمه في مكان ما في جسم مرتكبة الفاحشة، ويتم اختيار المكان على حسب المكان الموجود أو على حسب أهمية الشخص. هذا واقع واليوم نرى الكثير من أُمة محمد يتشبهون بهذه الفئة القبيحة. ويكفي النظر الى الرسومات لمعرفة أن أغلبها من تصميم إبليس

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، قَالَ : ذَكَرْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ حَدِيثَ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَاصِلَةَ . فَقَالَ : سَمِعْتُهُ مِنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا : أُمُّ يَعْقُوبَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَ حَدِيثِ مَنْصُورٍ. رواه البخاري

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عُمَارَةَ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : أُتِيَ عُمَرُ بِامْرَأَةٍ تَشِمُ، فَقَامَ فَقَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ، مَنْ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْوَشْمِ ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقُمْتُ فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَا سَمِعْتُ. قَالَ : مَا سَمِعْتَ ؟ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ” لَا تَشِمْنَ وَلَا تَسْتَوْشِمْنَ “. رواه البخاري

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا : أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ، فَقَالَتْ : إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ . فَقَالَ : وَمَا لِي أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ هُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ؟ فَقَالَتْ : لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ مَا تَقُولُ. قَالَ : لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ، أَمَا قَرَأْتِ : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } ؟ قَالَتْ : بَلَى. قَالَ : فَإِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنْهُ. قَالَتْ : فَإِنِّي أَرَى أَهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ. قَالَ : فَاذْهَبِي فَانْظُرِي. فَذَهَبَتْ، فَنَظَرَتْ، فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا، فَقَالَ : لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ مَا جَامَعَتْنَا. رواه البخاري

قوله: ( لعن الله الواشمات ) جمع واشمة – بالشين المعجمة – وهي التي تشم، ( والمستوشمات ) جمع مستوشمة؛ وهي التي تطلب الوشم، ونقل ابن التين عن الداودي أنه قال: الواشمة: التي يفعل بها الوشم، والمستوشمة: التي تفعله.

قال أهل اللغة: الوشم – بفتح ثم سكون – أن يغرز في العضو إبرة أو نحوها حتى يسيل الدم، ثم يحشى بنورة أو غيرها فيخضر. وقال أبو داود في السنن: الواشمة: التي تجعل الخيلان في وجهها بكحل أو مداد، والمستوشمة: المعمول بها. انتهى،

وذكر الوجه للغالب، وأكثر ما يكون في الشفة وكذلك اللثة والجسد، وقد يكون في اليد وغيرها من الجسد، وقد يفعل ذلك نقشا، وقد يجعل دوائر، وقد يكتب اسم المحبوب، وتعاطيه حرام بدلالة اللعن كما في حديث الباب، ويصير الموضع الموشوم نجسا؛ لأن الدم انحبس فيه فتجب إزالته إن أمكنت ولو بالجرح إلا إن خاف منه تلفا أو شينا أو فوات منفعة عضو فيجوز إبقاؤه، وتكفي التوبة في سقوط الإثم، ويستوي في ذلك الرجل والمرأة

قوله: ( والمتنمصات ) يأتي شرحه في باب مفرد يلي الباب الذي يليه، ووقع عند أبي داود عن محمد بن عيسى عن جرير: ” الواصلات ” بدل ” المتنمصات ” هنا. قوله: ( والمتفلجات للحسن )، يفهم منه أن المذمومة من فعلت ذلك لأجل الحسن، فلو احتاجت إلى ذلك لمداواة مثلا جاز. قوله: ( المغيرات خلق الله ) هي صفة لازمة لمن يصنع الوشم والنمص والفلج، وكذا الوصل على إحدى الروايات

” وَالْمُرَاد مُفَلِّجَات الْأَسْنَان بِأَنْ تَبْرُد مَا بَيْن أَسْنَانهَا الثَّنَايَا وَالرُّبَاعِيَّات … وَتَفْعَل ذَلِكَ الْعَجُوز وَمَنْ قَارَبْتهَا فِي السِّنّ إِظْهَارًا لِلصِّغَرِ وَحُسْن الْأَسْنَان , لِأَنَّ هَذِهِ الْفُرْجَة اللَّطِيفَة بَيْن الْأَسْنَان تَكُون لِلْبَنَاتِ الصِّغَار , فَإِذَا عَجَزَتْ الْمَرْأَة كَبُرَتْ سِنّهَا فَتَبْرُدهَا بِالْمِبْرَدِ لِتَصِيرَ لَطِيفَة حَسَنَة الْمَنْظَر , وَتُوهِم كَوْنهَا صَغِيرَة , وَيُقَال لَهُ أَيْضًا الْوَشْر , وَمِنْهُ : ( لَعْن الْوَاشِرَة وَالْمُسْتَوْشِرَة ) , وَهَذَا الْفِعْل حَرَام عَلَى الْفَاعِلَة وَالْمَفْعُول بِهَا لِهَذِهِ الْأَحَادِيث , وَلِأَنَّهُ تَغْيِير لِخَلْقِ اللَّه تَعَالَى , وَلِأَنَّهُ تَزْوِير وَلِأَنَّهُ تَدْلِيس

وَأَمَّا قَوْله : ( الْمُتَفَلِّجَات لِلْحُسْنِ ) فَمَعْنَاهُ يَفْعَلْنَ ذَلِكَ طَلَبًا لِلْحُسْنِ , وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْحَرَام هُوَ الْمَفْعُول لِطَلَبِ الْحُسْن , أَمَّا لَوْ اِحْتَاجَتْ إِلَيْهِلِعِلاجٍ أَوْ عَيْب فِي السِّنّ وَنَحْوه فَلا بَأْس

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s