كيف ترى القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
قال الله ( هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَـٰنِ حِین مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ یَكُن شَیۡـئاً مَّذۡكُورًا (١) إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاج نَّبۡتَلِیهِ فَجَعَلۡنَـٰهُ سَمِیعَۢا بَصِیرًا (٢) إِنَّا هَدَیۡنَـٰهُ ٱلسَّبِیلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُورًا (٣)) [الإنسان ١-٣] صدق الله العظيم
وقال الزجاج: ألَمْ يَأْتِ عَلى الإنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ وقَدْ كانَ شَيْئًا“، إلّا أنَّهُ كانَ تُرابًا وطِينًا، إلى أنْ نُفِخَ فِيهِ الرُّوحُ؟ فَلَمْ يَكُنْ قَبْلَ نَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ شَيْئًا مَذْكُورًا
ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ يُعْنى بِهِ جَمِيعُ النّاسِ، ويَكُونَ المَعْنى أنَّهم كانُوا نُطَفًا، ثُمَّ عَلَقًا، ثُمَّ مُضَغًا، إلى أنْ صارُوا شَيْئًا مَّذْكُورًا
وقال بعض المفسرين أن المقصود هنا هو سيدنا آدم وقال سيبويه أن (هل) بمعنى قد وفي هذا الآية العظيمة الكثير من العبر والمعاني
فوجه أنها تخاطب الإنسان في جميع الأزمنة مما يشير ان القرآن كتاب يخاطب جميع الأزمنة الى قيام الساعة فنعلم من هذا أن التاريخ يعيد نفسه مع إختلاف الزمان، والتاريخ هنا مربوط بقصص القرآن الكريم
وقال الشيخ السعدي: ذكر الله في هذه السورة الكريمة أول حالة الإنسان ومبتدأها ومتوسطها ومنتهاها
نتحدث عن الخطاب القرآني وكيف يراه العبد، والهدى من الله فكيفية رؤية هذا الكتاب ماهي الا توفيق من الله عز وجل فيأوله لمن يشاء، ويُري فيه الأمثال لمن يشاء
قال الله ( إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡر لِّلۡعَـٰلَمِینَ) صدق الله العظيم
فلا خلاف أن هذا ذكر للعالمين، لكن السؤال هو: هل كل آية في القرآن تخاطب العالمين؟
فالسؤال الموجه لك أو لكي، عند تدبر آيات الله، هل ترى أو ترين أن كل آية موجه لك أو لكي؟
قال الله ( وَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِی هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَل لَّعَلَّهُمۡ یَتَذَكَّرُونَ) صدق الله العظيم
تأمل كلمة ( یَتَذَكَّرُونَ) في كل الآيات المذكورة هنا إلى أن يتم تفصيل الغرض من كتابة هذا السطر
فيوجد لدينا في القرآن من كل مثل، وهناك أمثال ظاهرة وهناك أمثال باطنة، أو لنقل أن من الأمثال مايتطلب الفهم العميق لآية، أو مجموعة من الآيات، أو سورة كاملة
وبعض الأمثال لايحتاجها الإنسان في فترة من الفترات التي يعيشها، ولكنه قد يعود اليها بعد زمن طويل، وبعض الأمثال بالكاد تكون مكتوبه لتتناسب مع الظروف التي يعشيها الإنسان فيأخذ العبر والحكم فترشده الى الطريق الصحيح وبهذا تتأول الآية على حياة الشخص اليومية. ولا يتأول (يتفعل) القرآن الكريم على حياة الشخص إلا من الله وهو فضل كبير وليسأل الله الجميع في هذا. فمثلاً تقرأ آية العنكبوت ( مَثَلُ ٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِیَاۤءَ كَمَثَلِ ٱلۡعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتۡ بَیۡتاً وَإِنَّ أَوۡهَنَ ٱلۡبُیُوتِ لَبَیۡتُ ٱلۡعَنكَبُوتِۚ لَوۡ كَانُوا۟ یَعۡلَمُونَ)، فحالما تنتهي منها تخرج أنت وصديق من باب بيتك وإذا تدخل في شبكة عنكبوت بحجمك لتخرقها لتعلم أن أوهن البيوت لبيت العنكبوت، ثم يريك الله أقوال العلماء في أن من يهدم بيت العنكبوت هم أبنائها فتعلم أن الأمة لا تزول الا بسبب أفعال أبناءها وبهذا يعلم هذا أن هذه الآية تنطبق كذلك على أمة محمد، وهنا يفتح الله لمن يشاء وذلك لأن هذا العبد يرى أن كل آية تخاطبه هو ولا تخاطب غيره. فتجد بعض الناس يقول: نعم نعم هؤلاء الكفار بيوتهم ضعيفة وقابلة للكسر ونسي نفسه
عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله زَوَى (أي جمع) لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أُمَّتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها، وأعطيتُ الكنزين الأحمر والأبيض(المراد بالكنزين الذهب والفضة، والمراد كنزا كسرى وقيصر، ملكي العراق والشام)، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة، وأنْ لا يُسلِّط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم (أي جماعتهم وأصلهم، والبيضة أيضًا: العز والملك)، وإن ربي قال : يا محمدُ، إني إذا قضيت قضاءً فإنه لا يُرد، وإني أعطيتك لأمَّتك أن لا أهلكهم بسنةٍ عامة (أي لا أهلكهم بقحط يعمهم، بل إن وقع قحط فيكون في ناحية يسيرة، بالنسبة إلى باقي أرض الإسلام)، وأن لا أسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم منْ بأقطارها – أو قال من بين أقطارها – حتى يكون بعضهم يُهلك بعضًا، ويسبي بعضهم بعضًا. رواه مسلم
وعن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية، حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين، وصلينا معه، ودعا ربه طويلاً، ثم انصرف إلينا، فقال صلى الله عليه وسلم : «سألت ربي ثلاثًا، فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة : سألتُ ربي أن لا يهلك أمتي بالسَّنة فأعطانيها، وسألته أن لا يُهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها. رواه مسلم
وبهذا لندعو الله أن يأول لنا الأمثال الموجودة في كتابه والتي تتناسب مع إحتياج كل يوم نعيشه
قال الله ( أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَة طَیِّبَة كَشَجَرَة طَیِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِت وَفَرۡعُهَا فِی ٱلسَّمَاۤءِ (٢٤) تُؤۡتِیۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِینِۭ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ وَیَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ یَتَذَكَّرُونَ) صدق الله العظيم
فيضرب الله الأمثال في القرآن ويأولها للناس وللعالمين، ومن هذا التأويل ماهو هُدى للناس
قال الله ( ۞ ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ مَثَلُ نُورِهِۦ كَمِشۡكَوٰة فِیهَا مِصۡبَاحٌۖ ٱلۡمِصۡبَاحُ فِی زُجَاجَةٍۖ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوۡكَب دُرِّی یُوقَدُ مِن شَجَرَة مُّبَـٰرَكَة زَیۡتُونَة لَّا شَرۡقِیَّة وَلَا غَرۡبِیَّة یَكَادُ زَیۡتُهَا یُضِیۤءُ وَلَوۡ لَمۡ تَمۡسَسۡهُ نَار نُّورٌ عَلَىٰ نُور یَهۡدِی ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن یَشَاۤءُۚ وَیَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَـٰلَ لِلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیم) صدق الله العظيم
قال الله (ذَ ٰلِكَ بِأَنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ ٱتَّبَعُوا۟ ٱلۡبَـٰطِلَ وَأَنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّبَعُوا۟ ٱلۡحَقَّ مِن رَّبِّهِمۡۚ كَذَ ٰلِكَ یَضۡرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمۡثَـٰلَهُمۡ) صدق الله العظيم
وهذه الآية أن الأمثال كلها موجودة والله يضرب للناس الأمثال التي تناسبهم
ومن الناس من يرى الآيات في غيره وينسى نفسه بل وقد يصيبه الكبر والفتنة. قال الله ( أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن یُتۡرَكُوۤا۟ أَن یَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا یُفۡتَنُونَ (٢) وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَیَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ صَدَقُوا۟ وَلَیَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَـٰذِبِینَ) صدق الله العظيم
فتجد هؤلاء لايرون الآيات التي ذكرها الله لنا عن أهل الكتاب أنها إنذار لهم، بل يقول بعضهم أنها عظة وعبرة لغيرهم ولا يأخذون بالعبرة لأنهم يعتقدون بالمذاهب والفئات ويرون ان مذهبهم هو الصحيح فيوجهون آيات الله لغيرهم وينسون انفسهم. قال الله (۞ أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَـٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ) صدق الله العظيم
لاأمر بل الموعظة الحسنة ولاتنسى نفسك ولست وكيل على غيرك (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) صدق الله العظيم
وبهذا يبدأ تكفير الغير والقذف الشخصي بالضلال ومن ضلال الى ضلال مبين ويحسبون أنهم يحسنون صنعا. قال الله ( قُل لَّا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّاۤ أَجۡرَمۡنَا وَلَا نُسۡـَٔلُ عَمَّا تَعۡمَلُونَ (٢٥) قُلۡ یَجۡمَعُ بَیۡنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ یَفۡتَحُ بَیۡنَنَا بِٱلۡحَقِّ وَهُوَ ٱلۡفَتَّاحُ ٱلۡعَلِیمُ ) صدق الله العظيم
وقال الله (وَكُلَّ إِنسَـٰنٍ أَلۡزَمۡنَـٰهُ طَـٰۤىِٕرَهُۥ فِی عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ كِتَـٰباً یَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا (١٣) ٱقۡرَأۡ كِتَـٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡیَوۡمَ عَلَیۡكَ حَسِیبا (١٤)﴾ [الإسراء ١٣-١٤] صدق الله العظيم
فهذا القرآن لك أنت، وليس مطلوب منك ان تراه في غيرك، ولك أن تستشهد وتُذكِّر به وكفى (وَكَذَ ٰلِكَ جَعَلۡنَـٰكُمۡ أُمَّة وَسَطاً لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَیَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَیۡكُمۡ شَهِیداًوَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِی كُنتَ عَلَیۡهَاۤ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن یَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن یَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِیرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمَـٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِیم) صدق الله العظيم
فهل نرى كل آية أنها موجهة لنا؟ سيقول البعض ولكن في القرآن آيات تخص الرسل والأنبياء. نقول ألست صورة مصغرة من الرسل والأنبياء؟ اذا كتب لك هذا الله؟ اذا عملت كذلك أنت على هذا
قال الله ( مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰۤ (١١) أَفَتُمَـٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا یَرَىٰ) صدق الله العظيم
وكيف تخاطبني سورة النجم فهي تتحدث عن آية الإسراء والمعراج ولي بالإيمان بهذا وكفى
نقول علمنا من هذا أن الرؤيا حق. ومن الرؤيا ما نراه في المنام، ومنها مايرينا الله هو في غير المنام. وعلمنا أنها قد تكون فتنة للغير، وعلمنا من مواضع أخرى ان الرؤيا حق كذلك لكل عباد الله أنها علامة من علامات النبوة ونتعلم من سورة النجم أن من يرى فهو صادق، وعلمنا أن السورة تتحدث عن آية من آيات الله الكبرى وعن اتباع الظن والإدعاء، فهذه المعجزة حق ولم تكن من الظنون او الإدعاء. وعلمنا أنه اذا كنت هذه آية كبرى فهناك آيات صغرى
قال الله (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ) صدق الله العظيم
هل سبق لك أن أتهمك أحدهم بالضلال بعد أن ذكرت له أو لها فهمك لبعض آيات الله ثم حزنت فذهبت الى الله وفتحت القرآن عشوائياً فلم تجد الا هذه الآية أمام عينيك؟ وإن شكرت الله ليزيدك من هذه التأويلات وحتى تصل الى أن يختار لك الله المسجد الذي تصلي فيه لأنه يعلم ان الإمام سيتلو آية ستحتاجها بعد خروجك من المسجد
قال الله ( أَفَرَءَیۡتَ ٱلَّذِی تَوَلَّىٰ (٣٣) وَأَعۡطَىٰ قَلِیلاً وَأَكۡدَىٰۤ (٣٤) أَعِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡغَیۡبِ فَهُوَ یَرَىٰۤ (٣٥) أَمۡ لَمۡ یُنَبَّأۡ بِمَا فِی صُحُفِ مُوسَىٰ (٣٦) وَإِبۡرَ ٰهِیمَ ٱلَّذِی وَفَّىٰۤ (٣٧) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَة وِزۡرَ أُخۡرَىٰ (٣٨) وَأَن لَّیۡسَ لِلۡإِنسَـٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (٣٩) وَأَنَّ سَعۡیَهُۥ سَوۡفَ یُرَىٰ (٤٠) ثُمَّ یُجۡزَىٰهُ ٱلۡجَزَاۤءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ (٤١)) [النجم ٣٣-٤١] صدق الله العظيم
وقلنا فعلياً انك ترى كل آية تخاطبك ومنها الآيات التي تتحدث عن المشركين وعن عذاب النار فهذا أيضاً مثل لك لتتعظ ويقوى إيمانك
فهنا قال الله ( أَفَرَءَیۡتَ ٱلَّذِی تَوَلَّىٰ)، فهل هذه الآية لا تصح أن تكون مثل لك؟ وحتى ان كانت لاتنطبق عليك، أي انها تتحدث عن الوليد بن مغيرة وكيف أنه أشرك بعد إيمانه. ولكن هل التولي أمر معصوم منه العبد؟ قال الله ( عَبَسَ وَتَوَلَّىٰۤ)، فهذا كافي لنعلم أن هذه الآية قد تنطبق علينا وتليها الآية ( وَأَعۡطَىٰ قَلِیلاً وَأَكۡدَىٰۤ)، وكذلك تنطبق على المسلم، ثم قال تعالى( أَعِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡغَیۡبِ فَهُوَ یَرَىٰۤ (٣٥) أَمۡ لَمۡ یُنَبَّأۡ بِمَا فِی صُحُفِ مُوسَىٰ (٣٦) وَإِبۡرَ ٰهِیمَ ٱلَّذِی وَفَّىٰۤ (٣٧) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَة وِزۡرَ أُخۡرَىٰ)، فهل عنده الغيب ويخبر به، أم هو متقول على الله، متجرئ على الجمع بين الإساءة والتزكية كما هو الواقع، لأنه قد علم أنه ليس عنده علم من الغيب، وأنه لو قدر أنه ادعى ذلك فالإخبارات القاطعة عن علم الغيب. وهذا يفعله الكثير من المسلمين اليوم ولذلك فهذا إنذار لك
نرجع الى موضوع الأنبياء والرسل في القرآن وعلاقة الآيات التي فيها خطاب للنبي. نقول أن الله أرسل رسوله للعالمين وبالتالي كل هذه الآيات تعنينا جميعاً. فمثلاً في آيات الوحي قال الله ( لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعۡجَلَ بِهِۦۤ (١٦) إِنَّ عَلَیۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَهُۥ (١٧) فَإِذَا قَرَأۡنَـٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَیۡنَا بَیَانَهُ) صدق الله العظيم
وهل يلهم الله عباده ويوحي لهم كما يوحي للنحل؟ الجواب نعم وهذا ليس كوحي الرسل والأنبياء. قال الله ( ٱلرَّحۡمَـٰنُ (١) عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ (٢) خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ (٣) عَلَّمَهُ ٱلۡبَیَانَ ) صدق الله العظيم
كيف يعلمك الله؟ قد ترى في المنام أو يلهمك بشيء أو يريك شيء وانت مستيقظ
قال ابن كثير: هَذَا تَعْلِيمٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِرَسُولِهِ ﷺ فِي كَيْفِيَّةِ تَلَقِّيهِ الْوَحْيِ مِنَ الْمَلَكِ، فَإِنَّهُ كَانَ يُبَادِرُ إِلَى أَخْذِهِ، وَيُسَابِقُ الْمَلَكَ فِي قِرَاءَتِهِ، فَأَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا جَاءَهُ الْمَلَكُ بِالْوَحْيِ أَنْ يَسْتَمِعَ لَهُ، وَتَكَفَّلَ لَهُ أَنْ يَجْمَعَهُ فِي صَدْرِهِ، وَأَنْ يُيَسِّرَهُ لِأَدَائِهِ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي أَلْقَاهُ إِلَيْهِ، وَأَنْ يُبَيِّنَهُ لَهُ وَيُفَسِّرَهُ وَيُوَضِّحَهُ
فهذا الحبيب ويعلمه الله كيفية تلقي الوحي من الملك. فكر قليلاً. كيف سأتعلم القرآن وأحفظه؟ اذا سمعته من قارئ وغيره فماذا أفعل؟ قال الله ( وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُوا۟ لَهُۥ وَأَنصِتُوا۟ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ) صدق الله العظيم
فنعلم عدم الإستعجال في محاولة القراءة مع القارئ. ثم بعد هذا نعيد التلاوة بصوتنا اذا انتهى القارئ من التلاوة وبعد هذا يحفظه الله في صدورنا، ثم يبينه الله لك كذلك. فهل تعلمنا من كل هذه الآيات بعض آداب تلاوة القرآن والإستماع له وتعلمه؟ الجواب نعم
الم تسمع عن أولياء الله؟ قال الله ( أَلَاۤ إِنَّ أَوۡلِیَاۤءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ) صدق الله العظيم
ولكن لتكن انت من أولياء الله ولا تتبع أولياء الله
قال الله ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥۤ ءَاتَیۡنَـٰهُ حُكۡماً وَعِلۡماً وَكَذَ ٰلِكَ نَجۡزِی ٱلۡمُحۡسِنِینَ) صدق الله العظيم
وهنا مثل يضربه لنا الله بسيدنا يوسف، ويقول لك أنت، نعم أنت. فيقول لك إن أحسنت سآتيك حكم وعلم
ولذلك ذكر الله تعالى ( إِنَّا كَذَ ٰلِكَ نَجۡزِی ٱلۡمُحۡسِنِینَ) عدة مرات في سورة الصافات، والتي هي بأكملها مثل فذكر لنا فيها افعال الأنبياء والرسل والتي اذا اقتدينا بها وفعلنا مثلهم، سيجزينا الله خير الجزاء وهو الجزاء الأوفى والأكمل الذي ناله أنبياء الله ورسله ومن هنا نعلم أن آيات القرآن مترابطة، بل كلٌ سورة في آياتها ترابط تام وإن كنت لا ترى هذا
ولهذا لا يتم تدبر القرآن الا بتلاوته
والتلاوة: في الصحاح: تلو الشئ: الذى يتلوه
وتِلْوُ الناقةِ: ولَدُها الذي يتلوها
والتِلْوَةُ من الغنم: التي تُنتَج قبل الصَفَرِيَّةِ
والتَلاءُ: الذِمّة، ومنه قول زهير: جِوارٌ شاهدٌ عَدْلٌ عليكم * وسيان الكفالة والتلاء والتلية: بقية الدَيْنِ، وكذلك التُلاوَةُ بالضم. يقال: تَلِيتْ لي من حقِّي تَلِيَّةٌ وتُلاوةٌ تَتْلَى، أي بقيتْ لى بقية. عن ابن السكيت
وتلوت القرآن تلاوة
وتَلَوْتُ الرجل أَتْلوهُ تُلُوّاً، إذا تَبِعْتَهُ. يقال: ما زلت أَتْلوهُ حتى أَتْلَيْتُهُ، أي حتَّى تقدّمته وصار خلفي
فلهذا لا يصح تجزئة الآيات واستنباط معاني في غير محلها والإستدلال بها على أنها من أركان الشرع
ومن هذه التجزئة، ظهرت لنا بعض المستحدثات في الشرع ومنها تزكية الشيوخ وعدم قبول الفتوى الا من حدد محصور من الشيوخ وهذه بدعة وفيها ضلال مبين
لابأس بالعالم الذي يفتي بما قاله الله وقاله الرسول ولكن الدين لايتم حصره بأشخاص، والمرجع كلام الله وكلام الرسول
ولمن حصر الفتاوي على عدد من الشيوخ، وجد أن الشيخ قبل موته تراجع عن الكثير من أقواله وبهذا يكون أضل الكثير وإن أجتهد. أعلم أن الله سيحاسبك على اتباعك على اي شيء تتبعه
من شيخك؟ أنا لست راوي حديث حتى تقول لي من شيخك. من شيخك؟ قلت: الله الذي يزكي وهو الذي يُعلِّم ولا أتبع ولي ولا غيره. أنا أتدبر القرآن وهذا من ابسط حقوقي. نريد الدليل على ضرورة وجود شيخ مخصص لطلب العلم
قال الله ( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشاءُ وَيَهدي مَن يَشاءُ فَلا تَذهَب نَفسُكَ عَلَيهِم حَسَراتٍ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ بِما يَصنَعونَ) [فاطر: ٨] صدق الله العظيم
ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ، ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻫﺬا ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﺭﺩ. ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ
أم بخصوص موضوع التزكية فقال الله مايتعارض مع أقوال بعض الفئات
قال الله ( وَلِلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ لِیَجۡزِیَ ٱلَّذِینَ أَسَـٰۤـُٔوا۟ بِمَا عَمِلُوا۟ وَیَجۡزِیَ ٱلَّذِینَ أَحۡسَنُوا۟ بِٱلۡحُسۡنَى (٣١) ٱلَّذِینَ یَجۡتَنِبُونَ كَبَـٰۤىِٕرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَ ٰحِشَ إِلَّا ٱللَّمَمَۚ إِنَّ رَبَّكَ وَ ٰسِعُ ٱلۡمَغۡفِرَةِۚ هُوَ أَعۡلَمُ بِكُمۡ إِذۡ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ وَإِذۡ أَنتُمۡ أَجِنَّة فِی بُطُونِ أُمَّهَـٰتِكُمۡۖ فَلَا تُزَكُّوۤا۟ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰۤ (٣٢)﴾ [النجم ٣١-٣٢] صدق الله العظيم
قال الله ( وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِی ٱلۡأَرۡضِ یُضِلُّوكَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۚ إِن یَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا یَخۡرُصُونَ) صدق الله العظيم
قال الله ( وَیَوۡمَ یَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ یَدَیۡهِ یَقُولُ یَـٰلَیۡتَنِی ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِیلا(٢٧) یَـٰوَیۡلَتَىٰ لَیۡتَنِی لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِیلا(٢٨) لَّقَدۡ أَضَلَّنِی عَنِ ٱلذِّكۡرِ بَعۡدَ إِذۡ جَاۤءَنِیۗ وَكَانَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ لِلۡإِنسَـٰنِ خَذُولا (٢٩)) صدق الله العظيم
مرة أخرى: كيف تحكم أن هذه الآيات لاتنطبق عليك؟ كيف تعلم اذا كنت من الظالمين أم لا ؟ وكيف تعلم اذا كان هذا الفلان يضلك أم يرشدك الى الطريق الصحيح؟ وخاصة انك تتبع إجماع العلماء من دون معرفة الدليل الذي أجمعوا عليه. ماذا ان كان اجماع باطل؟ ولماذا نرى لكل مذهب إجماعه الخاص به؟ أليس الدين واحد والله واحد أحد ونحن أمة واحده
قال الله ( الۤمۤصۤ (١) كِتَـٰبٌ أُنزِلَ إِلَیۡكَ فَلَا یَكُن فِی صَدۡرِكَ حَرَج مِّنۡهُ لِتُنذِرَ بِهِۦ وَذِكۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِینَ (٢) ٱتَّبِعُوا۟ مَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ مِن دُونِهِۦۤ أَوۡلِیَاۤءَۗ قَلِیلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (٣)) [الأعراف ١-٣] صدق الله العظيم
وفي بداية سورة الأعراف رسالة موجهة وصريحة للمؤمنين، لا تتخذ أيها المؤمن أي ولي من دون الله والولي هو شخص صالح يحبه الله أو قد يكون غير هذا
قال الله( وَیَوۡمَ یُنَادِیهِمۡ فَیَقُولُ مَاذَاۤ أَجَبۡتُمُ ٱلۡمُرۡسَلِینَ) صدق الله العظيم
ولاتقل أن هذه الآية لا تخاطبني. هي لك كذلك وفي يوم القيامة سيكون هذا السؤال لك ولغيرك: هل أتبعت المرسلين ؟
لن يكون السؤال هل صدقت العالم أو اتبعته
العالم نتعلم منه ونفهم ولكن يتوجب معرفة اذا تعارض قوله مع قول الله أو الرسول وكذلك الإجماع. فالإجماع هو الإجماع على فهم آية أو حديث لمعرفة بعض الأحكام
فكل ماعليك هو فعل ماهو مذكور: تجتنب الكبائر والفواحش ولا تزكي نفسك فكيف تجد من الفئات من تسمي نفسها الفرقة الناجية؟
قال الله ( أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ یُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ یُزَكِّی مَن یَشَاۤءُ وَلَا یُظۡلَمُونَ فَتِیلًا﴾ [النساء ٤٩] صدق الله العظيم
قال الشيخ السعدي: هذا تعجيب من الله لعباده، وتوبيخ للذين يزكون أنفسهم من اليهود والنصارى، ومن نحا نحوهم من كل من زكى نفسه بأمر ليس فيه. وذلك أن اليهود والنصارى يقولون: ﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ ويقولون: ﴿لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى﴾ وهذا مجرد دعوى لا برهان عليها، وإنما البرهان ما أخبر به في القرآن في قوله: ﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ فهؤلاء هم الذين زكاهم الله ولهذا قال هنا: ﴿بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ﴾ أي: بالإيمان والعمل الصالح بالتخلي عن الأخلاق الرذيلة، والتحلي بالصفات الجميلة. وأما هؤلاء فهم -وإن زكوا أنفسهم بزعمهم أنهم على شيء، وأن الثواب لهم وحدهم- فإنهم كذبة في ذلك، ليس لهم من خصال الزاكين نصيب، بسبب ظلمهم وكفرهم لا بظلم من الله لهم، ولهذا قال: ﴿وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ وهذا لتحقيق العموم أي: لا يظلمون شيئا ولا مقدار الفتيل الذي في شق النواة أو الذي يفتل من وسخ اليد وغيرها. انتهى قول الشيخ
فكان ناتج هذه التجزئة في آيات الله كل هذه البدع والتي لم يرى بعض المسلمين أن آيات أهل الكتاب ماهي الا آيات ستنطبق علينا حرف حرف كما قال المصطفى أننا سنتبع سنن من كان قبلنا أي اليهود والنصارى
فقالت أحد هذه الفرق: يقول الله أسألوا أهل الذكر فلا يحق لك القول في هذه الأمور. قلنا: أليس مرجعنا قول الله ورسوله؟ كيف اهل الذكر مرجعنا؟
من هم أهل الذكر المقصودون في القرآن؟ وماهو السؤال الموجه لهم؟
قال الله ( وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُّوحِیۤ إِلَیۡهِمۡۖ فَسۡـَٔلُوۤا۟ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ (٤٣) بِٱلۡبَیِّنَـٰتِ وَٱلزُّبُرِۗ وَأَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَیِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَیۡهِمۡ وَلَعَلَّهُمۡ یَتَفَكَّرُونَ (٤٤)﴾ [النحل ٤٣-٤٤] صدق الله العظيم
بإختصار هذه الآية لأن هناك من كذب الرسول فيقول الله لهم أسألوا أهل الذكر
أَنَّ الْمُرَادَ بِأَهْلِ الذِّكْرِ: أَهْلُ الْكِتَابِ وَقَالَهُ مُجَاهِدٌ، وَالْأَعْمَشُ وكذلك ابن عباس
قال الله ( وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُّوحِیۤ إِلَیۡهِمۡۖ فَسۡـَٔلُوۤا۟ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ (٧) وَمَا جَعَلۡنَـٰهُمۡ جَسَداً لَّا یَأۡكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَمَا كَانُوا۟ خَـٰلِدِینَ (٨) ثُمَّ صَدَقۡنَـٰهُمُ ٱلۡوَعۡدَ فَأَنجَیۡنَـٰهُمۡ وَمَن نَّشَاۤءُ وَأَهۡلَكۡنَا ٱلۡمُسۡرِفِینَ (٩)) [الأنبياء ٧-٩] صدق الله العظيم
قال ابن كثير: أَيِ:اسْأَلُوا أَهْلَ الْعِلْمِ مِنَ الْأُمَمِ كَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَسَائِرِ الطَّوَائِفِ: هَلْ كَانَ الرُّسُلُ الَّذِينَ أَتَوْهُمْ بَشَرًا أَوْ مَلَائِكَةً؟ إِنَّمَا كَانُوا بَشَرًا، وَذَلِكَ مِنْ تَمَامِ نِعمَ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ؛ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رُسُلًا(٣) مِنْهُمْ يَتَمَكَّنُونَ مِنْ تَنَاوُلِ الْبَلَاغِ مِنْهُمْ وَالْأَخْذِ عَنْهُمْ
قال الله (أَفَلَا یَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَیۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُوا۟ فِیهِ ٱخۡتِلَـٰفاً كَثِیرا(٨٢) وَإِذَا جَاۤءَهُمۡ أَمۡر مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُوا۟ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰۤ أُو۟لِی ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِینَ یَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَٱتَّبَعۡتُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنَ إِلَّا قَلِیلا(٨٣)) [النساء ٨٢-٨٣]صدق الله العظيم
وكذلك في هذه الآية (٨٣) فهم غير صحيح بعد تقسيمها، فيقولون أن الأمر يرد لولي الأمر، وﻗﺎﻝ البعض ان الأمر يشمل الأحكام الدينية وغيرها، ولكن ماهو الأمر؟ أمر من الخوف أو الأمن والآية التي قبلها خير بيان لكل ماذكرناه في هذا المقال
وبعد كل هذا، كيف لنا ان نترك القرآن بعد كل هذا؟ يضرب لنا الأمثال فيهدينا حتى اذا اردنا صناعة مركبة اذا اردنا، وبالقرآن فيأوله الله لنا في حياتنا ويتبقى لنا ان لاننسى هذا التأويل فنتذكر الآيات كلما مررنا في موقف شبيه بالموقف الذي أوله الله لنا. وهنا نفهم معنى آيات التذكر
قال الله( وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) صدق الله العظيم
قال الله ( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آَيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ ) صدق الله العظيم
ومن السفهاء من يقول أن القرآن الكريم ليس بكتاب علوم فسبحان الله عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
[…] ولكن العالم هو العالم بما قاله الله وبما قاله الرسول ولم يضيف أحكام وسنن وغير هذا بما لم ينزل الله به. وقد يعتقد الجميع انهم […]
LikeLike
[…] للهدى والصراط المستقيم فبذلك وجب على كل مسلم مؤمن ان يتعلم القرآن والحديث وكل ما يتبع […]
LikeLike