رسالة من وإلى والدي

رسالة من وإلى والدي

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

قال الله ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِیَّاهُ وَبِٱلۡوَ ٰ⁠لِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنًاۚ إِمَّا یَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَاۤ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَاۤ أُف وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلاً كَرِیما (٢٣) وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّیَانِی صَغِیرا (٢٤)) [الإسراء ٢٣-٢٤] صدق الله العظيم

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، وَقُتَيْبَةُ – يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ – وَابْنُ حُجْرٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ – هُوَ : ابْنُ جَعْفَرٍ – عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ ؛ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ “. رواه مسلم وابو داوود والنسائي والترمذي وأحمد

نسأل الله العظيم أن تكون لهذه الكتابة، أثر يُستفاد منه وفيها ذكرى لوالدي الشريف هاني العبدلي رحمة الله عليه، خدم كمربي أجيال في جامعة الملك عبد العزيز فيما يقارب خمسة وأربعون عام، قال لي ذات يوم، قدرني الله ان أربي أجيال وبإذن الواحد الأحد سأربيك بما يرضي الله ورسوله وقد قال هذا عندما كنت صغيراً، وكنت هذا الطفل الصامت الذي تجد وراء صمته مئات الكلمات، والذي لم يكن ليسمع أو يطيع بسهولة، وقد اتخذ من التمرد منهاجاً له، لذلك شهد هذا الإبن رحلة من الصراعات مع أقرب الناس إليه، وكان ذلك محصوراً في فترة المراهقة لا غير

فكيف تعامل معي أبي مربي الأجيال مع عقلية الإبن المتمرد؟ فهو الأسد الذي لايقبل الهزيمة، كما كنت ذلك الشبل الذي لا يرى من النصر إلا نمط حياة وطريق مليء بالتحديات،  فعند صراع الأسود، لا يكون الغالب منتصر ولا المغلوب مهزوم، بل الجميع لطريق الحق خاضعٌ، لأن الحجة بالمنطق والبرهان هي ما يجعل الصغير كبير والكبير صغير

قال الله ( وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِی ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَال فَخُور (١٨) وَٱقۡصِدۡ فِی مَشۡیِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَ ٰ⁠تِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِیرِ ) صدق الله العظيم

هذا ماتعلمته من والدي، جعلني صديق، يستمع الى ما أقول مع وضع الحدود والمسافات، فإن كنت على حق، سمع للقول ولم يأخذه الكبرياء لأبعد المسافات، فيسمع من الصغير ويتواضع ويضع نفسه وعلمه في مرتبة من سمع منه، ويعلم انه غير معصوم من الخطأ والنسيان، فكان يكرر انه غير معصوم من الخطأ في كثير من المواضع، وهي جملة لا يستخدمها دائماً الأب مع إبنه، يستخدمها العالم مع من هو أعلم منه، يستخدمها الذي يخشى من هو أقوى منه إلا من رحمهم الله، فهم يستخدمونها في كل مكان وزمان ومع الجميع

وهذا هو منهج المعلم الصحيح، يضع نفسه في مكان تلاميذه، يهتم بالقيم والأخلاق قبل أي شيء، ولا يكون التدريس مصدر للتجارة فيكون الإهتمام بإصدار الكتب في الصدارة، وآخر ما يكون في القائمة هو إفادة الطالب

فإن كان للأب كلمة، علمني أن للإبن كلمة كذلك، فأفعل هذا مع إبنك أو إبنتك. فهي معادلة إن تعلمها الإبن، سيعلم أن الحق هو الظاهر فوق كل شيء وأن كلمة الأب فوق كلمة الإبن، فإن كان مصدر الحق من الإبن، فسيكون لإظهاره آداب لايتم من خلالها جرح مقام الأب. هذا ما تعلمته من والدي

أبني في الإبن أو الإبنة الثقة، وأسمع لهم بعد ان تعلِّمهم مصدر العلم الصحيح، فكم من والدٍ علم ولده المفاتيح، وكم ولدٍ فتح الله له بهذه المفاتيح، علمٌ نافع تنتفع به الأجيال. وأول ما ورثته من والدي العزيز، كتبه جميعها وذلك بعد وصية منه، فوصى ان تكون هذه الكتب من مسؤولياتي، وقد مضى آخر أيام حياته يعمل على أرشفتها وبهذا تركها لي لكي أنفع بها غيري، ترك لي من كتب الأدب والشريعة والتاريخ واللغويات مايكفيني لأُنمي معرفتي حق التنمية وقد قال لي، لك بالورق المطبوع يا بني لك بالورق المطبوع يابني . لذلك لا نعلم لمتى ستظل هذه التقنيات على قيد الحياة، فلعل حرباً من الحروب، تقضي عليها في ليلة وضحاها. وللحرب أشكال وأنواع فلاتحصر فكرك في القتال، ولكن تذكر أننا لن ننسى أنه تم تحريق كتبنا بالأمس واليوم نحن لا نرى إلا النصر، فلذلك لنستعد بالعلم وبما يمكننا الله به. هذا ماتعلمته من والدي

كنت من يصغي إلى مايقوله الأصدقاء في نظرتهم إلى الحرية ونظرة آبائهم لهذا، وكانت هذه في المرحلة الدراسية المتوسطة والتي يتم فيها الدخول إلى سن المراهقة، وهي مرحلة حرجة يتم فيها إعادة تشكيل للتفكير وتزداد فيها القابلية للإنحراف عن المسار الصحيح فيتوجب أن يكون المنهج التربوي صحيح وصلب وعلى الآباء التركيز على أبنائهم في هذه المرحلة وأخذ الأمور بالحكمة

لم أفهم المنهج الذي وضعه والدي لي إلا مؤخراً، وهو منهج صلب، وكان يعلم أني لم أستوعب قوله آن ذاك، لكني سأستفيد منه في تربيتي لأبنائي. علمني والدي أن تعريف الحرية يختلف من إنسان لآخر، كما أن الإنفتاح والرقي للبعض يعني التعري والزنى وشرب الخمر. علمني أن الحياة يتوجب أن تكون منضبطة، تحت نظام يضعه ولي الأمر، ولكن لكل فرد حريته الشخصية في ضمن الصلاحيات المتاحة له. دور الأب أن يجعل هذه الصلاحيات كافية للإبن أن ينشغل بها ليترك ما ليس من حقه أن يتدخل به

فكان يعطيني حرية إنتقاء الأصدقاء المقربين، ولكنه يكون قريب كذلك ليعلم الصالح منهم من الفاسد. ولا يتطلب معرفته عن الأصدقاء أن يلازمهم، بل هي مقابلة غير مخطط لها قد تكون عند باب المنزل، أو عند دخولهم البيت لزيارتي فيحدث الحوار الذي لا يأخذ أكثر من دقيقة أو ماشابه ليجعله يحكم على من يكون هذا الإنسان. ففي هذه المواقف، يأتيني كالصديق وليس الأب الذي ينهي ويأمر. بل الصديق الذي ينصح بحكمة، وكان الأثر قوي ومقنع وبالفعل تم الأخذ بالنصيحة وإن كانت على صيغة الأمر والنهي بالشدة والتسلط، لكان العناد والتمرد هو ردة الفعل المتوقعة. كان للنقاش بالمنطق وإعطاء الأسباب لهذه النصائح دور أهم من النصيحة نفسها. تعلمت أن النصيحة والكلمة الطيبة تبقى وإن أظهر الإبن عدم القبول أو الإصغاء، فإنه يخزنها وسيعمل بها يوماً من الأيام

قال الله ( وَهُدُوۤا۟ إِلَى ٱلطَّیِّبِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ وَهُدُوۤا۟ إِلَىٰ صِرَ ٰ⁠طِ ٱلۡحَمِیدِ) صدق الله العظيم

حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ ؛ يَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ “. رواه البخاري ومسلم وأحمد

وفي الحقيقة لم أكن لآخذ بكل هذه النصائح لأني مثلاً لم أقتنع ببعضها، فكانت النتيجة الندم بعد سنين عدة والثمرة التعلمية الصلبة بعد الندم. هذه نصائح ناتجة من خبرة طويلة في الحياة وخصوصاً في التربية، فعدم صحتها أمر مستبعد، ولكن نظرة الإبن لها ستكون على صيغة نصيحة أب، لذلك فكرة ان تجعل الإبن يشعر بأنك صديق هو أمر ضروري وهذه تربيته التي يظهر أثرها على المدى الطويل، فعلِم أننا أبناء الدنيا ومعنى هذا أننا نتعلم منها ولكنه الموجه والأب والصديق الذي يرشدنا الى الطريق وذلك بعد الله عز وجل

فكان يقول: يا بني أخاف ان يحاسبني الله ان لم أنهاك على ما يتوجب النهي عنه، وأخاف ان يحاسبني الله على ما يتوجب النصح له وأن لأهلك عليك حق

ولكل فئة عمرية طريقة في التربية، فهناك مراحل يكون السمع هو مصدر التعلم الأول فيها وهي المراحل المبكرة منذ الولادة الى السنة الثالثة وماحولها، ثم مرحلة المراقبة وهي عندما يمتلك الطفل مهاراته البصرية للتعلم وفي هذه المرحلة، اذا نهيت طفلك عن أمر تفعله أنت فستسقط من عينه، فلا تنهاه عن التدخين وانت مدخن، كن مثل ليقتدي بك وهذا ما فعله رحمة الله عليه. فعندما يضع شرط عدم التأخر عن المنزل في الليل، تجد أنه أول المطبقين لهذا الشرط، وذلك لأنه أراد أن يجعل من هذا البيت مصدراً لكل شيء بما في هذا السعادة والراحة والطمئنينه والعلم

وتأكد أنها شروط لاغبار فيها لاتنافي الشرع، وإن كانت تنافي الشرع فلنا حديث آخر عن هذا، فمثلاً إذا سكنت مع أهلك وكان من شروطهم إرتكاب أحد المعاصي، كيف تتصرف في مثل هذه المواقف؟ لا تستعجب فهذا وارد

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً ، فَقَالَ لَهَا : مَا شَأْنُكِ ؟ قَالَتْ : أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا. فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَ : كُلْ. قَالَ : فَإِنِّي صَائِمٌ. قَالَ : مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ. قَالَ : فَأَكَلَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ، قَالَ : نَمْ. فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ، فَقَالَ : نَمْ. فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ سَلْمَانُ : قُمِ الْآنَ. فَصَلَّيَا، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ. فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” صَدَقَ سَلْمَانُ “. رواه البخاري والترمذي

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ” أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ “. رواه البخاري ومسلم وأحمد

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَابْنُ بَشَّارٍ – وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى – قَالَا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ زُبَيْدٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ جَيْشًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا، فَأَوْقَدَ نَارًا، وَقَالَ : ادْخُلُوهَا. فَأَرَادَ نَاسٌ أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَقَالَ الْآخَرُونَ : إِنَّا قَدْ فَرَرْنَا مِنْهَا. فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا : ” لَوْ دَخَلْتُمُوهَا لَمْ تَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ “. وَقَالَ لِلْآخَرِينَ قَوْلًا حَسَنًا، وَقَالَ : ” لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ “. رواه البخاري ومسلم

وكان رحمة الله عليه من من يكتبون الشعر وفي ما يلي بعض الأشعار

 

أولاني ربيًٓ خير إنه الأمل

خيرا كثيرا يزيل البؤس والوجل

هو ربيً المعبود خالقنا

وحبل وده الممدود متصل

فالعسر يسر وإن ألم بنا

فعساه تخفيف لروح لفها الأمل

فالله خالقنا أدرى بانفسنا

وهو العليم بما ضاقت به الحيل

ياربي صبرا وسلوانا لمحنتنا

وقد أنلت ذوي الآمال ما أملوا

فعسى كتبت لروح انتِ خالقها

برئا عميمًا به الأسقام ترتحلوا

 

 

يا قادمين إلى الحجاز حللتموا أهلا بنص الحق في القرآن

ووطأتموا سهلا رحيبا طيبا حلاه رب الخلق بالفرقان

نور تغلغل في رباه جميعها وانساب ذاك النور في الوجدان

نور بأحمد قد أضاء ربوعه فتتابعت بركابها الركبان

في مكة الغراء محمد فضل الرسالة

 

 

ما زلت أذكره طفلا بمرقده

واليوم ابصره للسعد عنوان

قد كان مولده في يوم فرحتنا

إني لأخبره وكأنه الآن

يا يوم مولده بالزهر يلقانا

الحب في سعة والحب احيانا

الحب اسلمنا للشوق يقتلنا

ويذيبنا سحرا وتحنانا

ما زلت أذكره طفلا بمرقده

 

وفي الأخير نسأل الله أن يرحمه ويغفر له وسائر موتى المسلمين

أدعو لهم كما دعى الرسول صلى الله عليه وسلم

حدثني هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، سَمِعَهُ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ ، يَقُولُ : صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ : ” اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، أَوْ مِنْ عَذَابِ النَّارِ “. قَالَ : حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذَلِكَ الْمَيِّتَ. رواه مسلم والترمذي وأحمد

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s