الفقاعة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
قال الله ( قَدۡ جَاۤءَكُم بَصَاۤئرُ مِن رَّبِّكُمۡۖ ((( فَمَنۡ أَبۡصَرَ فَلِنَفۡسِهِۦۖ ))) وَمَنۡ عَمِیَ فَعَلَیۡهَاۚ وَمَاۤ أَنَا۠ عَلَیۡكُم بِحَفِیظ) صدق الله العظيم
قال الله ( إِنَّاۤ أَنزَلۡنَا عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ لِلنَّاسِ بِٱلۡحَقِّۖ ((( فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَلِنَفۡسِهِۦۖ ))) وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا یَضِلُّ عَلَیۡهَاۖ وَمَاۤ أَنتَ عَلَیۡهِم بِوَكِیل) صدق الله العظيم
قال الله ( (((مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفۡسِهِۦۖ))) وَمَنۡ أَسَاۤءَ فَعَلَیۡهَاۖ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ) صدق الله العظيم
فكل أعمال الإنسان في الأخير ستكون لنفسه، فهذه الأعمال ستكون لها مردودها في الحياة الدنيا وفي الآخرة، لن يعمل أحدهم لغيره، ومن الأعمال الصالحة الدعوة الى الله عز وجل
فبعد ظهور الحق، ماعلى الإنسان الى الإهتداء والإبصار وعمل الصالحات
وقال الله ( وَكُلَّ إِنسَـٰنٍ أَلۡزَمۡنَـٰهُ طَـٰائره فِی عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ كِتَـٰباً یَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا (١٣) ٱقۡرَأۡ كِتَـٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡیَوۡمَ عَلَیۡكَ حَسِیبا (١٤)﴾ [الإسراء ١٣-١٤] صدق الله العظيم
ففي الأصل، وإن كنت لاترى هذا، أنت في فقاعة صغيرة، تعيش داخلها، ترى من منظورها الى العالم أجمعه، تلك الزاوية الضيقة التي لايرى منها إلا انت، ترافقك هذه الفقاعة منذ ولادتك، ثم عليك العمل على بنائها وقبل ذلك بناء ما بداخلها إلى أن تموت، وأنت داخل هذه الفقاعة التي لا يرى جوهرها الا الله، تبدأ في تطوير عالمك الخاص فيها، ثم تطورها لتتمكن هذه الفقاعة من مواجهة العالم أجمعه
الفقاعة لونها شفاف، أي أن الجميع يستطعون رؤية فقاعات الآخِرين، لكنها رؤية سطحية، يحكمها قانون البشر، وما قانون البشر أو الإنسان إلا بقانون ظالم وجاهل كله إعتداء إلا من رحم الله
قال الله ( إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَیۡنَ أَن یَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَـٰنُۖ ((( إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُوماً جَهُولا))) ) صدق الله العظيم
قال الله ( خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن نُّطۡفَة فَإِذَا هُوَ خَصِیم مُّبِین (٤)) [النحل ٣-٤] صدق الله العظيم
وبذلك يظهر الفساد ويطغى الطغاه ويفتن المفتون ويظلم المسكين ويخضع رجل الدين وتسفك الدماء وتهتك الأعراض ويفجُر الرجال ويتعرى النساء، كل هذا، ليظهر الحق فيدمغ الباطل بغتةً من المستضعف الفقير أو المستضعفين الأقلية وهذه سنة الله، الذي بيده النصر، وفقط بيده
قال الله ( وَقُل رَّبِّ أَدۡخِلۡنِی مُدۡخَلَ صِدۡق وَأَخۡرِجۡنِی مُخۡرَجَ صِدۡق وَٱجۡعَل لِّی مِن لَّدُنكَ سُلۡطَـٰناً نَّصِیرا (٨٠) وَقُلۡ جَاۤءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَـٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَـٰطِلَ كَانَ زَهُوقا (٨١)﴾ [الإسراء ٨٠-٨١] صدق الله العظيم
قال الله ( وَنُرِیدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِینَ ٱسۡتُضۡعِفُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئمة وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَ ٰرِثِینَ) صدق الله العظيم
ففي القلة بركة، فلا تحزن ان عارضك الأكثرية. تذكر قوله تعالى ( وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِی ٱلۡأَرۡضِ یُضِلُّوكَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۚ إِن یَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا یَخۡرُصُونَ) صدق الله العظيم
ولاتحزن إن سلط الله عليك بعض الأعداء، لأن هذه منزلة كبيرة، ويليها الفتح المبين والنصرة على الأعداء. إن لم يكن لديك هذا اليقين الذي يعطيك القوة والجزم بأنك منصور، فلا تكمل هذه الكلمات إلا وأنت مجزم بأنك منصور وهذا ما نسعى لتوصيله لك أو لكي من هذه الكتابة
ألم تعلم أو تعلمي أن الله جعل لكل نبي عدو؟ فما هذه المنزلة ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ) صدق الله العظيم
ولذلك لنبدأ بمعرفة الأعداء
الخسران الخاضع الذي يلقي اللوم على غيره هو العدو الأول لنفسه، ولأمته
خسر دينه وخسر علمه وخسر كرامته وخسر الدنيا والآخرة، والأمر المحزن أنه يعتقد أنه يحسن صنعاً في هذه الدنيا، فالغرور عدو والتكبر أكبر عدو وهو المعصية الأولى الإبليسية
ثم يقول قالت اليهود ولعن الله اليهود، وهذا الثرثار، ترك الجهاد بالمال والنفس، وترك الأفعال، وتبنى الكلام
والآخر الذي جعل من الأعداء أصدقاء، ويحارب لمودتهم مخالفاً كلام الله الصريح وهذا الديوث الذي لا يغار على دينه، وإن صدر هذا من العوام فلا لوم للجهال الذين يتحدثون من دون علم، ولكن عندما يصدر هذا من من يسمونهم رجال دين، الشيخ الذي لديه الإستعداد لبيع شرفه مقابل الأمور الدنيوية، وهذا هو الفساد بعينة، فإذا قبل بهذا رجل الدين، سيتساهل في باقي الأمور، ثم سيتبعه الجمهور، فما لنا إلا أن نقول ويلٌ لمن فسد من عرب هذا الزمان ومن حولهم من إلا من رحم الله، وهم أقلة، فهناك أهل الهدى وهناك أهل الضلال في كل مكان، فلعل القول التنفيري يصلح هنا، فهذا بعد محاولة التوصيل بشتى الطرق، وقد قام أهل الخير بتوصيل هذا الكلام منذ زمن طويل وحتى قبل أن نولد، ولكن لاحياة لمن تنادي وإن لم يكن هذا حق في نظر الكاتب لما كتبه، فهو يرى أن وقت هذا الكلام قد حان، أو أن تكون هذه الكلمات سابقة لوقتها، ففي كلتا الحالتين، يتوجب عليك أو عليكي الحذر، ففي الأولى تحذر أو تحذيري لنفسك ولأولادك والثانية لتربي أولادك بالطريقة الصحيحة فتعلمهم كيفية تجنب الفتن
قال الله ( یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ عَدُوِّی وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِیَاۤءَ تُلۡقُونَ إِلَیۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُوا۟ بِمَا جَاۤءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ یُخۡرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِیَّاكُمۡ أَن تُؤۡمِنُوا۟ بِٱللَّهِ رَبِّكُمۡ إِن كُنتُمۡ خَرَجۡتُمۡ جِهَـٰداً فِی سَبِیلِی وَٱبۡتِغَاۤءَ مَرۡضَاتِیۚ تُسِرُّونَ إِلَیۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَأَنَا۠ أَعۡلَمُ بِمَاۤ أَخۡفَیۡتُمۡ وَمَاۤ أَعۡلَنتُمۡۚ وَمَن یَفۡعَلۡهُ مِنكُمۡ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَاۤءَ ٱلسَّبِیلِ) صدق الله العظيم
قال الله ( ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَهُمۡ عَذَاب شَدِید وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَهُم مَّغۡفِرَة وَأَجۡر كَبِیرٌ (٧) أَفَمَن زُیِّنَ لَهُۥ سُوۤءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَناً فَإِنَّ ٱللَّهَ یُضِلُّ مَن یَشَاۤءُ وَیَهۡدِی مَن یَشَاۤءُۖ فَلَا تَذۡهَبۡ نَفۡسُكَ عَلَیۡهِمۡ حَسَرَ ٰتٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمُۢ بِمَا یَصۡنَعُونَ (٨)) [فاطر ٧-٨] صدق الله العظيم
قال الله ( مَثَلُ ٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِیَاۤءَ كَمَثَلِ ٱلۡعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتۡ بَیۡتاً وَإِنَّ أَوۡهَنَ ٱلۡبُیُوتِ لَبَیۡتُ ٱلۡعَنكَبُوتِۚ لَوۡ كَانُوا۟ یَعۡلَمُونَ) صدق الله العظيم
فالكثير من المسلمين يرون هذه الآية في أعدائهم، ولا يعلمون انهم أول الناس من يتوجب عليهم الحذر من العبرة فيها، فمصدر التشريع واحد من الله فهو لا يشرك في حكمه أحداً، ومن يشرع هذه الأحكام هم الرسل والأنبياء، فالسؤال: كم من حكمٍ نراه اليوم لم يقل به الله أو رسوله؟ وهل أصبح الإستشهاد بكلام البشر هو الطريق للنجاة من عذاب النار؟ فالعالم هو الذي لديه علم بما قاله الله وما قاله رسوله فقط، من دون اضافات
فمن الذي يقضي على بيت العنكبوت؟ الجواب أبنائها وهذه حقيقة علمية مثبته
حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، كِلَاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ – وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ – حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ ، عَنْ ثَوْبَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ ؛ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ؛ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا – أَوْ قَالَ : مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا – حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا “. رواه الترمذي ومسلم وأحمد
وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَابْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ إِسْحَاقُ : أَخْبَرَنَا، وَقَالَ الْآخَرُونَ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ ، عَنْ ثَوْبَانَ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى زَوَى لِي الْأَرْضَ، حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَأَعْطَانِي الْكَنْزَيْنِ ؛ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ “. ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
ولنا ببعض الأمثلة من التاريخ الخضوعي، الذي يسعى الى تفكيك الدول بالقضاء على شرف المرأة، وغير هذا مقابل البقاء والعيش بذلة وذلك تصديقاً لقوله تعالى ( وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡیَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ وَلَئن ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَاۤءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِی جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِی وَلَا نَصِیرٍ) صدق الله العظيم
فليعلم المسلم، أن عدوه يعلم أشد العلم أن الطريق الأول لتفكيك شمل الأمة الإسلامية هو زعزعة الدين، فهو يعلم أن منطقة الجزيرة العربية وماحولها منطقة إقتصادية وسياسية حساسة، يتكلم كل من فيها بلغة واحدة ودين واحد فلذلك فان أول مايفكر فيه الأعداء، فرض عاداتهم ومحاولة تحرير الشعب من الدين وفرض سيطرة الأعلام لغسل الأدمغة ومنها ينال مراده، ولنعلم أن أحد الجوانب الناتجة من الإستعمار هو البعد عن الدين
فلنا مثل في كيفية تفكيك مصر العريقة، مصر التي كانت قدوة للتطور تعلم منها الأوروبيين، وضع كلمة حرية تحت مسمى كل شيء أدى الى تفكك الدين، والإختلاط في المدارس والجامعات وزيادة الفواحش ماظهر منها ومابطن إلا من رحم الله، وكما قلنا ان هذا يرجع الى أثر الإستعمار وكذلك لخضوع الحكام أو الرؤساء وبذلك يخون هذا الميثاق مع الله ويثبت ان الإنسان مازال ظلوماً جهولا
فمثلاً كمال أتاتورك، منع الأذان في المساجد باللغة العربية، ودون اللغة التركية باللاتينية، وأمر بخلع الحجاب وقتل عدداً من علماء المسلمين وقيل عليه بطلاً بعد كل هذا، لماذا؟
ثم جمال عبد الناصر، الذي ذبح قادة الدعوة الإسلامية، وألغى المحاكم الشرعية وهم بإلغاء الأزهر، وأضاف جرعات جديدة لتحرير المرأة، وسمي في الأخير بطلاً، لماذا؟
ثم أحمد بن بيلا، الذي سرق الثورة الإسلامية، وحولها الى ثورة إشتراكية، دعياً الى سفور المرأة وخلع الحجاب بحجة غريبة ملقياً كل الثقل على فرنسا وانه من حق الجزائرية مواكبة العالم بخلع حجابها، وسمي بطلاً، لماذا؟
الجواب، هؤلاء الأبطال اصبحوا ابطال، لأنهم خضعوا مقابل المحافظة على الكرسي لكي تتوافق أفعالهم مع خطة العدو الطويلة المدى، ولكن اذا غير الفرد من نفسة، وأتبع كلام ربه، فهو المنصور بإذن الله، فلك ان تغير نفسك لترى النور ولتعلم ان كل مايحصل من فساد ماهو الا فتنة، ينتظرك الله لتتقرب اليه لينصرك، ثم سيعلم العبد ان كل هذه السياسات والمؤمرات ليست الا من عمل الإنسان الذي أوحى له الشيطان وكان الشيطان ضعيفا، ولتعلم المرأة المؤمنة انالله يحفظها ويرعاها
قال الله ( إِنَّهُمۡ یَكِیدُونَ كَیۡدا (١٥) وَأَكِیدُ كَیۡدا (١٦) فَمَهِّلِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ أَمۡهِلۡهُمۡ رُوَیۡدَۢا ) صدق الله العظيم
فبعد معرفة عدونا الأول، هل لنا أن نذكر الثاني؟ أم الثاني هو الأول؟
هناك إختلاف بسيط بين عدوك الأول وهو نفسك أي نقصد بعض أبناء أمتك والذين هم اعداء أنفسهم وإذا وصل مستوى فسادهم الى الإجماع أي الأغلبية فترقب فتنة أو عذاب قريب، وبين العدو الأساسي من يهود وماسون وصهاينة وملاحدة وغيرهم من من يعادي دين الله ويخرج المسلمين من ديارهم، والفرق بينك وبين عدوك الثاني هو انك مازلت مسلم، قد لا تكون مؤمن كما هو حال الأكثرية ولكنك مسلم، قد تكون مسلم صاحب إيمان ضعيف وقد تكون مسلم مفتون خاضع فاسد ضال، إما مجتمعة أو واحدة منهم أو بعضها، وإذا تحسب أن هذا لايحصل، فهذا أكبر دليل على ضعف الإيمان فقد قال الله في سورة الحديد من العبر ماتجعلنا نخاف من أن نخضع لنفس الأخطاء التي قام بها أهل الكتاب، وتصديقاً لنبوة الحبيب عليه الصلاة والسلام، فقد اجزم بأننا سنتبع سنن من كان قبلنا، وقد بحث أهل اللوم والأعذار على الأحاديث الضعيفة التي لاتصح عن النبي صلى الله عليه وسلم لمحاولة تفادي هذه الحقيقة للهروب من الواقع الذي ربى لنا جيل من الجبناء الذين يخافون الموت ولا يدركون ان الفرار غير نافع، ويلٌ للعرب ومن حولهم إلا من رحم الله
أما العلاقة بين العدو الأول والعدو الثاني، هو إتباع الشيطان وحزبه. فأنت تتبع العدو الثاني الذي يوحي له الشيطان وبالتالي أصبحت منهم إلا من رحم الله، فمن رحمهم في هذا الزمان، هم المستضعفون المنصورون وهم الأقلية كما ذكرنا هذا سابقاً
قال الله ( أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ تَوَلَّوۡا۟ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِم مَّا هُم مِّنكُمۡ وَلَا مِنۡهُمۡ وَیَحۡلِفُونَ عَلَى ٱلۡكَذِبِ وَهُمۡ یَعۡلَمُونَ (١٤) أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ عَذَاب شَدِیدًاۖ إِنَّهُمۡ سَاۤءَ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ (١٥) ٱتَّخَذُوۤا۟ أَیۡمَـٰنَهُمۡ جُنَّة فَصَدُّوا۟ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ فَلَهُمۡ عَذَاب مُّهِین (١٦) لَّن تُغۡنِیَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَ ٰلُهُمۡ وَلَاۤ أَوۡلَـٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَیۡـئاً أُو۟لَـٰۤئك أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ (١٧) یَوۡمَ یَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِیعاً فَیَحۡلِفُونَ لَهُۥ كَمَا یَحۡلِفُونَ لَكُمۡ وَیَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ عَلَىٰ شَیۡءٍۚ أَلَاۤ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡكَـٰذِبُونَ (١٨) ٱسۡتَحۡوَذَ عَلَیۡهِمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ فَأَنسَىٰهُمۡ ذِكۡرَ ٱللَّهِۚ أُو۟لَـٰۤئك حِزۡبُ ٱلشَّیۡطَـٰنِۚ أَلَاۤ إِنَّ حِزۡبَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ (١٩)) [المجادلة ١٤-١٩] صدق الله العظيم
قال الله ( إِنَّ ٱلَّذِینَ یُحَاۤدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۤ أُو۟لَـٰۤئك فِی ٱلۡأَذَلِّینَ (٢٠) كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِیۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیز (٢١) لَّا تَجِدُ قَوۡماً یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ یُوَاۤدُّونَ مَنۡ حَاۤدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ ءَابَاۤءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَاۤءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَ ٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِیرَتَهُمۡۚ أُو۟لَـٰۤئك كَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِیمَـٰنَ وَأَیَّدَهُم بِرُوح مِّنۡهُۖ وَیُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰت تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُۚ أُو۟لَـٰۤئك حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَاۤ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ (٢٢)﴾ [المجادلة ٢٠-٢٢] صدق الله العظيم
فكيف نبدأ؟
نبدأ بما داخل الفقاعة، والسكوت والملاحظة هم أهم مراحل الإدراك لهذه الفقاعة. فلنا مثل في أحد الأشخاص، كتب الله عز وجل له العزلة عن الناس، فلم يقابل أحداً لشهور، إلا خروجه لقضاء الضرورات دون حس أو خبر، او لسان ينطق. فهذا السكوت يولد الخشوع والتأمل، فأصبح يتحدث مع الجماد، والطعام وكل ماحوله من ما ليس له روح، ثم لوهلة، أعتقد أن الجماد يرد عليه، وبعد فترة، إستدرك بما يسمى الإلهام، أو سميها كما تريد، علم أنه لا يخاطب الحديد، بل الواحد الأحد، فبنى هذه العلاقة بينه وبين ربه. هذه هي المسألة الأساسية حتى قبل التفقه في الدين، أو التعمق في الأحكام، بل معرفة الله أولاً وهذا هو الأساس، ومنها ندخل في باب اليقين. فإن بنيت هذه العلاقة، اصبحت من المنصورين. قيل أن الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. ردد هذه مرة إثنان وثلاث وأعلم انها تحكي قصة علاقة بين العبد وربه، فإذا وصلت لها، ستعلم ان الله معك، يعاقبك في وقتها ويعطيك كلما تشكر، ويحميك وينصرك، وهذا هو ما تريد فعله. لا تريد الناس، تريد التعرف على الله والملائكة من حولك، وهذا أول الطريق، فبهذه، صنع هذا الساكت الوحيد، من الحديد ما ينطق ويتحرك، فقط بإتباع منهج الإلهام، وبهذا يسخرك الله لأعمال قد لا تعلم الحكمة من تعلمها إلا بعد زمن طويل، قدر الله لك كل الخير وانت لا تعلم وكل ماعليك هو الشكر وطلب المغفرة ( یَعۡمَلُونَ لَهُۥ مَا یَشَاۤءُ مِن مَّحَـٰرِیبَ وَتَمَـٰثِیلَ وَجِفَان كَٱلۡجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِیَـٰتٍۚ ٱعۡمَلُوۤا۟ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرا ((( وَقَلِیل مِّنۡ عِبَادِیَ ٱلشَّكُورُ))) ) صدق الله العظيم
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ : مَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ : ” الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَبِلِقَائِهِ، وَرُسُلِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ “. قَالَ : مَا الْإِسْلَامُ ؟ قَالَ : ” الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، وَلَا تُشْرِكَ بِهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ “. قَالَ : مَا الْإِحْسَانُ ؟ قَالَ : ” أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ “. قَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : ” مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا : إِذَا وَلَدَتِ الْأَمَةُ رَبَّهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الْإِبِلِ الْبُهْمُ فِي الْبُنْيَانِ فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ “. ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ } . الْآيَةَ، ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَالَ : ” رُدُّوهُ “. فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا، فَقَالَ : ” هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ “. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : جَعَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنَ الْإِيمَانِ. رواه البخاري ومسلم
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ، حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ اللَّهَ قَالَ : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ، وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ “. رواه البخاري
أعلم أن مصطلح الفقاعة أتى من الفقاعات الصابونية التي يلعب بها الأطفال، وهي ليست موجودة، ولكن الغرض هو تحديد النطاق الذي يعمل فيه الإنسان ويرى الدنيا من خلاله، فهي مثل يعطينا الأريحية في تثبيت المفهوم الذي يفيد أنه لكل إنسان عالمه الخاص، وقد سخَّر الله لكل إنسان وظيفة تختلف عن وظيفة غيره ولذلك سعينا مختلف ( إِنَّ سَعۡیَكُمۡ لَشَتَّىٰ) صدق الله العظيم
وبعد ان تمكن الإنسان من إدراك كل ماهو موجود داخل هذه الفقاعة، ماذا تتوقع أن يكون التالي؟
قال الله ( خُلِقَ ٱلۡإِنسَـٰنُ مِنۡ عَجَل سَأُو۟رِیكُمۡ ءَایَـٰتِی فَلَا تَسۡتَعۡجِلُونِ) صدق الله العظيم
فهل الاستعجال صفة حميده؟ فقط لا تستعجل لتقول اني مؤهل الآن للخروج من هذه الفقاعة لأنه عند الخروج، ونقصد بهذا الإحتكاك الكامل بالعالم وبكل أعداء الحق، فعندها، لا مجال للرجوع. فما هو الحل؟ الحل هو أن تجعل هذه الفقاعة مكان لأمثالك، فتجمع الأول والثاني والثالث الى أن يكتمل العدد
قال الله ( وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَیۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِیدُ زِینَةَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطا) صدق الله العظيم
فها انت تبحث عن امثالك، فيأتيك بفقاعته لتضيف قيمها على فقاعتك وهكذا تكبر يوماً بعد يوم، ومن كان أمره فرطا، هذا لن تجد له فقاعه فهو أعمى والأعمى لا يلاحظ ولا يبصر، فتجده كالدابة سواء لايعقل ولا يؤمن
قال الله (وَمَن كَانَ فِی هَـٰذِهِۦۤ أَعۡمَىٰ فَهُوَ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ أَعۡمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِیلا) صدق الله العظيم
قال الله ( إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَاۤبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡقِلُونَ) صدق الله العظيم
قال الله ( إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَاۤبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَهُمۡ (((لَا یُؤۡمِنُونَ ))) ) صدق الله العظيم
لاحظ أن الله قال ((( لايؤمنون ))) ولم يقل يسلمون
قال الله (۞ قَالَتِ ٱلۡأَعۡرَابُ ءَامَنَّاۖ قُل لَّمۡ تُؤۡمِنُوا۟ وَلَـٰكِن قُولُوۤا۟ أَسۡلَمۡنَا وَلَمَّا یَدۡخُلِ ٱلۡإِیمَـٰنُ فِی قُلُوبِكُمۡۖ وَإِن تُطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَا یَلِتۡكُم مِّنۡ أَعۡمَـٰلِكُمۡ شَیۡـئاً إِنَّ ٱللَّهَ غَفُور رَّحِیمٌ) صدق الله العظيم
وبعد تكوين الصلب الذي قد يكون مجتمع ثري، يعمل على صراط الله المستقيم، يصنع، يتعلم، يخترع ويعالج، تبحث عن المكان. فاذا كثرت الفتن في مكان إقامتك، يتوجب أن تسعى الى تركها فإن لم تستطع، ألزم بيتك الى أن تستطع
لاحُجة لك فأرض الله واسعة، وقد أقترن هذا مع العبادة، واعلم ان ماتجده على خريطة الأرض، هو ماتم إمتلاكه أو إكتشافه فقط، ومالم يتم الوصول اليه أكثر بكثير من ماهو موجود على الخريطة
قال الله ( یَـٰعِبَادِیَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّ أَرۡضِی وَ ٰسِعَة فَإِیَّـٰیَ فَٱعۡبُدُونِ) صدق الله العظيم
قال الله ( إِنَّ ٱلَّذِینَ تَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَـٰۤئكة ظَالِمِیۤ أَنفُسِهِمۡ قَالُوا۟ فِیمَ كُنتُمۡۖ قَالُوا۟ كُنَّا مُسۡتَضۡعَفِینَ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ قَالُوۤا۟ أَلَمۡ تَكُنۡ أَرۡضُ ٱللَّهِ وَ ٰسِعَة فَتُهَاجِرُوا۟ فِیهَاۚ فَأُو۟لَـٰۤئك مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرًا﴾ [النساء ٩٧] صدق الله العظيم
فنعم في هذه الحالة يكون الإعتزال واجب وذلك بعد المحاولات المستمرة في الإصلاح أو النصح، ولكن أعتزل لتقوى حتى يمكنك الله فترجع بقوة
وسورة الكهف لها الدور الأكبر في دعم المؤمن في مثل هذه الفتن، أفعل كما فعل أصحاب الكهف، وقل ماشاء الله والحمد لله على كل شيء، وأسأل الله أن يرشدك في كل شيء وتعلم أن أرض الله واسعة وأسأل الله أن يمكنك كما مكن ذي القرنين من التنقل من مكان لآخر
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ : ” إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ “. رواه البخاري ومسلم
اصحاب الكهف هم أناس هداهم الله اي لم يكونوا على الهدى ( إِنَّهُمۡ إِن یَظۡهَرُوا۟ عَلَیۡكُمۡ یَرۡجُمُوكُمۡ أَوۡ یُعِیدُوكُمۡ فِی مِلَّتِهِمۡ وَلَن تُفۡلِحُوۤا۟ إِذًا أَبَدا)، يعيدوهم أي يرجعوا الى ماكانو عليه. لنفكر لماذا أوى الفتية الى الكهف؟ عندنا أمرين: الأول أنهم اصبحوا غرباء وبذلك يريدون التخفي عن العامة وهذا ليعبدوا الله ابتغاء رحمته وطريق الرشد ( إِذۡ أَوَى ٱلۡفِتۡیَةُ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ فَقَالُوا۟ رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَة وَهَیِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدا)، فهم فضلوا ان يكون الكهف سكناً لهم بعيداً عن الفساد وان يكونوا مع أمثالهم. فالعبرة في هذا هو قوله تعالى بعد الإنتهاء من قصة الكهف: ( وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَیۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِیدُ زِینَةَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطا) ثم اتبعها بقولة تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ إِنَّا لَا نُضِیعُ أَجۡرَ مَنۡ أَحۡسَنَ عَمَلًا)، لنعلم أن مافعلوه فتية الكهف هو الأمر الصحيح والذي يجازيهم الله عليه أحسن الأجر
الأمر الثاني هو خوفهم من قومهم. قال الله (وَإِذِ ٱعۡتَزَلۡتُمُوهُمۡ وَمَا یَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ فَأۡوُۥۤا۟ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ یَنشُرۡ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَیُهَیِّئۡ لَكُم مِّنۡ أَمۡرِكُم مِّرۡفَقا)، فكان رجوعهم الى الله فألهمهم إن صح التعبير بان يذهبوا الى الكهف فيتولاهم الله هناك ويسهل أمرهم
هذا هو الكهف الذي يجب ان تتوارى به، وبعد ان تضيق بك كل الطرق، وقد بلغت وحذرت، وعليك التنفيذ الآن. الا أن يكون الكهف هو الهجرة في سبيل الله لمكان لاإسم له، فان لم تستطع فإلزم بيتك وكن مع أمثالك. هذة العبرة هنا، وهذا بعد قول الحق الذي أعمى الله عنه الكثير وهذا بسبب إصرارهم على عدم أتباع كلامه وكذلك سنة نبية. اللهم أبعدنا عن لعنة قوم نسوك فغضبت عليهم. قال الله: (وَیُنَجِّی ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ بِمَفَازَتِهِمۡ لَا یَمَسُّهُمُ ٱلسُّوۤءُ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ) صدق الله العظيم
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ : كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ : ” نَعَمْ “. قُلْتُ : وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ ؟ قَالَ : ” نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ “. قُلْتُ : وَمَا دَخَنُهُ ؟ قَالَ : ” قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ “. قُلْتُ : فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ : ” نَعَمْ، دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا “. قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا. فَقَالَ : ” هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا “. قُلْتُ : فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ. قَالَ : ” تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ “. قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ ؟ قَالَ : ” فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ “. رواه البخاري ومسلم
قال الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) [المائدة: 105] صدق الله العظيم
فلاتنسى ذكرنا سابقاً أن لفقاعتك الأولوية ونفسك أولاً، وبعد تكوين الفقاعة الكبيرة، والتي كونت مجتمعاً طاهراً وجيشاً يجاهد في سبيل الله ويؤمن أن القوة في القلة لأن النصر من عند الله ( وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِغَیۡظِهِمۡ لَمۡ یَنَالُوا۟ خَیۡرا وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِیًّا عَزِیزا)، وقال الله ( وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ وَلِتَطۡمَىِٕنَّ بِهِۦ قُلُوبُكُمۡۚ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمٌ)، وقال الله ( مَن كَانَ یَظُنُّ أَن لَّن یَنصُرَهُ ٱللَّهُ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ فَلۡیَمۡدُدۡ بِسَبَبٍ إِلَى ٱلسَّمَاۤءِ ثُمَّ لۡیَقۡطَعۡ فَلۡیَنظُرۡ هَلۡ یُذۡهِبَنَّ كَیۡدُهُۥ مَا یَغِیظُ) صدق الله العظيم
فوصل بهم اليقين بأن الله سيمدهم بجنوده من الملائكة وغيرهم ويعلمون انهم لن ينفعهم الفرار من الموت وأن الموت منتصراً ليوم واحد افضل من العيش ذليلاً تحت رحمة الأعداء،، الآن وبعد كل هذا البناء، تخرج من هذه الفقاعة إلى العالم لأن العالم بأسره سيكون فقاعتك وهذا وعد الله لك ولن يخلف الله وعده
وهذا الوعد في قوله تعالى ( وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَیَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَیُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِینَهُمُ ٱلَّذِی ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَیُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنا یَعۡبُدُونَنِی لَا یُشۡرِكُونَ بِی شَیۡـئاً وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَ ٰلِكَ فَأُو۟لَـٰۤئك هُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ) صدق الله العظيم