بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
نظراً لكثرة الردود أو لحصول خطأ تقني أو غيره على سلسلة التغريدات الخاصة بإجماع كروية الأرض، تم إخفاء بعض التغريدات الخاصة ببطلان اجماع علماء المسلمين على كروية الأرض من قبل شركة تويتر عند بعض الحسابات
مرفق نسخة من سلسلة التغريدات
أولاً وضعنا شروط ” الإجماع ” لنرى هل ينطبق على هذا إجماع الكروية المزعوم. إجماع يعني أجمعة الأمة على هذا بنص من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
مصدر إجماع كروية الأرض يرجع لأبو الحسين أحمد ابن جعفر إبن محمد إبن صبيح المعروف بإبن المنادي وُلد في بغداد عام ٢٥٦ هجري محدث ثقة أمين صدوق رحمة الله عليه توفي عام ٣٣٦ هجري، نقل عنه الكثير من المسلمين وأحتجوا بقوله على كروية الأرض
أغلب علماء المسلمين الذين يؤمنون بكروية الأرض يأخذون بقوله كحجة قاطعة على أن علماء المسلمين هم من السابقين في معرفة كروية الأرض ولكن هذا خطأ فادح ولمن يبحث في كتب الفلاسفة سيعلم صحة ماتقوله هذه التغريدات وخاصة كتاب المجسطي الذي تم ترجمته وإعتماده بين علماء المسلمين
من النصوص المشهورة عن بن المنادي والتي ذكرها ابن تيمية عنه هي قوله عن الأفلاك وربط هذا بالأرض، ولنعلم أن تركيز الأقوال هنا عن الأفلاك فنعم هذه اجمع عليها علماء المسلمين ولكن ماهو مصدر باقي المعلومات؟ هذا ما سنتطرق اليه هنا
فهذا أصل القصة، الإجماع على الأفلاك والأسانيد المذكورة هنا معروفة وهي أسانيد مدرسة أهل مكة المأخوذة عن إبن عباس حبر الأمة والذي يقول ان الأرض مسطوحة على وجه الماء وتؤكد مدرسته انه يرد على من زعم أنها كره، نذكر مجاهد مثلاً والعجيب انه عاصر ابن المنادي فكيف يكون هذا إجماع؟
لنضع بعض التواريخ: امر الخليفة العباسي بترجمة كتب الإغريق ووصى بكتب بطليموس (المجسطي)، وترجمه كذلك الحجاج ويحي وحنين المذكورون في الصورة، وتوارث المسلمون علمه والآن ركز في وقت ولادة بن المنادي
الصورة الأولى منسوخة من كتاب المجسطي والثانية من بن المنادي، والكلام منسوخ وبالكاد يكون حرفياً، وأخذ من هذا إبن تيمية كذلك،ونعم تلك التراجم للمجسطي تفسر النص المكتوب(وهو ماعليه علماء المسلمين)،لا مجال لتغيير الحقائق هنا، الكلام منسوخ وكل ماعليك فعله هو قراءة ترجمة صحيحة للمجسطي
فبعد إثبات ان قول ابن المنادي منسوخ من المجسطي، وهذه صورة من كتاب يحاكي كل ما نقول ويستشهد باقوال أرسطو وبطليموس، ولن ترى فرق بين هذا وبين قول ابن المنادي
لننسى كل هذا، قلنا إن من أركان الإجماع هو ان يجمع على المسألة كل علماء الأمة وان يكون هناك دليل من القرآن والسنة، فهل هناك دليل من القرآن والسنة في قول إبن المنادي؟ من قال أن هناك دليل من القرآن والسنة في قول ابن المنادي وليس ابن حزم فقد كذب
اهل إجماع الكروية إجماع شرعي أم انه اجماع كإتفاق كما قال إبن تيمية؟
اذا تريد ان تعلم بالفعل ما اجمع عليه علماء المسلمين فهو هذا القول: ظاهِر فِي أنَّ الأَرْض سَطْح، وعَلَيْهِ عُلَماء الشَّرْع، لا كُرَة كَما قالَهُ أهْل الهَيْئَة وإنْ لَمْ يَنْقُض رُكْنًا مِن أرْكان الشَّرْع
إن كنت لا تعلم من هم أهل الهيئة، والذين ابتدعوا فكرة الكره والتي نقلها منهم المسلمين، هم بطليموس وجماعته فهذا التعريف السابق يثبت صحة كُل أقوالنا. الكروية من إختراع الإغريق وفي شرح عقيدة الأصفهانية يتم كشف الكثير من الأمور
ماهو المقصود بالكروية عند أهل الشرع؟ هل كشكل كرة القدم أم كروية أي مستديرة كالعملة المعدنية؟
فمعناه ان ابن تيمية يصف الأرض انها مستديرة كالقطعة المعدنية لا كالكرة وقد اطلع على تفاسير السابقيْن وقال بقولهم إلا بما قاله عنه الجهال بما لم يقل، وظاهر الرسالة العرشية يفيد بهذا، وان كانت كريتها تأخذ الشكل المقبب أو نصف الكره بمعنى ان القطب الشمالي اعلى بقليل من الجنوبي
فالقطب الشمالي أعلى من الجنوبي على أرض مفروشة يسكن الناس فيها على الوجه الذي يقابل السماء الدنيا ولا توجد حياة أسفل، فما يجهله الكثير ان هذا القول يخص السبع أراضين وعندها يحصل اللبس والتخريص، فهو يقول ان سِجِّين اسفل ضيقة وهذا يشكل الشكل الذي تم وصفه، ولم يقول أستراليا اسفل مثلاً
وكذلك عندما قال ان السماء مستديرة هل قصد أنها كرة أم دائرية؟ تأمل
تفسير الماوردي في سورة الرعد آية رقم 3 :
{وهو الذي مَدّ الأرض} أي بسطها للاستقرار عليها , رداً على من زعم أنها مستديرة كالكره
و الماوردي معاصر لابن حزم ناقل الاجماع على كروية الأرض،و الماوردي يصرح أنها ليست كرة
والقحطاني في النونية أنكر كرويتها إنكارا شديدا وهو من القرن الرابع
فهنا يقول عليه (علماء الشرع) فيبعد أن يقول هذا الكلام وقد اطلع على الاجماع ثم هنا يقول أنها منبسطة لا كرة
ولم يرد أحدٌ من أهل العلم والتفسير على أحد فدل على أن كلامهم ومرادهم واحد،وأن القول بالكرة هو قول المنجمين
فالحاصل أن ابن عطية قال هو الذي عليه أهل العلم (ليست كرة). انتهى
والسيوطي ( عليه علماء الشرع) ليست كرة. انتهى
والقحطاني في نونيته ( والأرض عند أولي النهى لسطيحة …والله بين ذلك أيما تبيان). انتهى
وإن قلنا أن هؤلاء أخطأوا !! مع أنهم ينسبون القول لكافة اهل العلم،فإذن ليس هناك ثم إجماع أصلا، وهذا إن سلمنا إن الإجماع يتكلم عن الأرض لا عن استدارة السموات أصلا
ويقال الحق: لن نجد قول واحد من الصحابة يذكر كروية الأرض على خلاف سطحية الأرض كم ذكرنا هذا بالتحقيق مراراً وتكراراً
وحتى تعلم علم اليقين أنه لا يصح إطلاق الإجماع على كروية الأرض، فإليك نقولا عن أناس قالوا بخلاف ما دل عليه الإجماع وهم ممن عاصروا أو سبقوا العلماء القائلين بالإجماع: هذا نقض ركن من اركان الإجماع كذلك، لم تجمع الأمة على الكروية ولا دليل من القرآن أو السنة
لماذا قال إبن تيمية (اتفقوا)، وهل هو يناقض نفسه؟ وما بالنا فيما نقله ابن القيم عن الإمام أحمد؟ أم هي دعاوي جهال بمن يؤمنون بكروية الأرض؟
أجمعوا أم أتفقوا؟ وعلى دراسات بطليموس ؟
الإتفاق إذاً؟