وفي العزلة رحمة

وفي العزلة رحمة

قال الله ( یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَأُو۟لِی ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَـٰزَعۡتُمۡ فِی شَیۡء فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ خَیۡر وَأَحۡسَنُ تَأۡوِیلًا) صدق الله اللعظيم

سؤال هنا ؟ من وضع ولي الأمر ؟ ولماذا؟

أستخلف الله الأمير لكي يحكم في الناس بالعدل وبما أنزل الله. هذا هو الأصل ولذلك تم ذكر طاعة ولي الأمر بعد طاعة الله والرسول. فالأصل أن ولي الأمر هو الأمير الذي لا يتعارض حكمه مع الكتاب والسنة. ولذلك قال سمى الرسول عليه الصلاة واتم التسليم الأمير بأنه أميره وفي هذا رد على ماتزعمه السلفيه في طاعه الزاني او اللواط

ﻋﻦ اﻷﻋﺮﺝ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ “ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻋﻨﻲ ﻓﻘﺪ ﺃﻃﺎﻉ اﻟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﺃﻃﺎﻉ ﺃﻣﻴﺮﻱ ﻓﻘﺪ ﺃﻃﺎﻋﻨﻲ“. ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻣﺴﻠم

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ، ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: “ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻋﻨﻲ ﻓﻘﺪ ﺃﻃﺎﻉ اﻟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﻋﺼﺎﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﻋﺼﻰ اﻟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﺃﻃﺎﻉ ﺃﻣﻴﺮﻱ ﻓﻘﺪ ﺃﻃﺎﻋﻨﻲ ﻭﻣﻦ ﻋﺼﻰ ﺃﻣﻴﺮﻱ ﻓﻘﺪ ﻋﺼﺎﻧﻲ“. ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ

لا طاعة في معصية الله او الرسول وحتى في حال تعارض مع الكتاب والسنة دون ان يكون معصية. مثلا اذا امر ولي الأمر بما يتعارض مع سنة الرسول، فمن حق المؤمن اتباع الرسول وتقديم قول الله والرسول عن باقي الأقوال، وهذا كما جاء في حديث عمر رضي الله عنه

ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ، ﻗﺎﻝ “اﻟﺴﻤﻊ ﻭاﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮء اﻟﻤﺴﻠﻢ، ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺣﺐ، ﺃﻭ ﻛﺮﻩ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﺮ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺃﻣﺮ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻓﻼ ﺳﻤﻊ، ﻭﻻ ﻃﺎﻋﺔ

ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: اﻟﺴﻤﻊ ﻭاﻟﻄﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮء اﻟﻤﺴﻠﻢ، ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺣﺐ ﻭﻛﺮﻩ، ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﺮ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻓﻤﻦ ﺃﻣﺮ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻓﻼ ﺳﻤﻊ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﻃﺎﻋﺔﺃﺧﺮﺟﻪ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ، ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ

عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ اسْتَأْذَنَ أَبُو مُوسَى عَلَى عُمَرَ فَكَأَنَّهُ وَجَدَهُ مَشْغُولاً فَرَجَعَ ، فَقَالَ عُمَرُ أَلَمْ أَسْمَعْ صَوْتَ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، ائْذَنُوا لَهُ . فَدُعِيَ لَهُ فَقَالَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ فَقَالَ إِنَّا كُنَّا نُؤْمَرُ بِهَذَا . قَالَ ((فَأْتِنِي عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ أَوْ لأَفْعَلَنَّ بِكَ)). فَانْطَلَقَ إِلَى مَجْلِسٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالُوا لاَ يَشْهَدُ إِلاَّ أَصَاغِرُنَا . فَقَامَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ فَقَالَ قَدْ كُنَّا نُؤْمَرُ بِهَذَا . فَقَالَ عُمَرُ خَفِيَ ((عَلَىَّ هَذَا مِنْ أَمْرِ النَّبِيِّ ﷺ، أَلْهَانِي الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ))﴾ أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود

فهذا كلام واضح يشير بوجوب طاعة الأمير في كل ما لا يتعارض مع الكتاب والسنة وكذلك عدم السماع وطاعته في حال كان امره فيه عصيان لله

فهذا هو المنهج الذي امرنا نبينا الكريم باتباعه ولكن ماذا نفعل في حال وجوب عدم السمع والطاعة للأمير؟

ولكن هل يقتضي عدم السماع له، الخروج عليه؟

الجواب بالتأكيد لا كما علمنا هذا من السنة الشريفة

ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺑﻦ ﺭﻳﺎﺡ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ “ﻣﻦ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﻓﺎﺭﻕ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺛﻢ ﻣﺎﺕ ﻣﺎﺕ ﻣﻴﺘﺔ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺗﺤﺖ ﺭاﻳﺔ ﻋﻤﻴﺔ ﻳﻐﻀﺐ ﻟﻠﻌﺼﺒﺔ ﻭﻳﻘﺎﺗﻞ ﻟﻠﻌﺼﺒﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﻭﻣﻦ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻲ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﺮﻫﺎ ﻭﻓﺎﺟﺮﻫﺎ ﻻ ﻳﺘﺤﺎﺵ ﻣﻦ ﻣﺆﻣﻨﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻔﻲ ﺑﺬﻱ ﻋﻬﺪﻫﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻨﻲ. ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ

ولنرجع للآية التي تفيد بطاعة ولي الأمر

قال الله ( یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَأُو۟لِی ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَـٰزَعۡتُمۡ فِی شَیۡء فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ خَیۡر وَأَحۡسَنُ تَأۡوِیلًا) صدق الله العظيم

هل ترون شرط هنا؟ قال الله ( فَإِن تَنَـٰزَعۡتُمۡ فِی شَیۡء فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ) صدق الله العظيم

فهذا دليل آخر على ان النزاع وارد وفي حاله حدوثه يكون الفيصل هو رد الأمر لله والرسول عليه الصلاة والسلام

اولاً يتوجب على المسلم الحذر من التفكير في الخروج عن الحاكم لما في هذا من خطر قد يهدد أمن البلاد ولكن هل مفارقة هذه الجماعة والإنضمام لجماعة أخرى تعبد الله حق عبادته هنا تكون واجبة ان كانت في هذا ابتعاد عن الفتن كذلك؟

الحل الأمثل هو محاولة الصبر والبقاء وإعطاء النصيحة من دون احداث زعزعة في الأمن وإن لم تجدي وخاف المؤمن على نفسه من الفتنة فالحل هو العزلة لما فيها من رحمة

ﻋﻦ ﻋﻄﺎء ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﻋﻦ ﺗﻤﻴﻢ اﻟﺪاﺭﻱ، ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻗﺎﻝ ﴿اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ، ﻗﻠﻨﺎ: ﻟﻤﻦ؟ ﻗﺎﻝ: ﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻜﺘﺎﺑﻪ، ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ، ﻭﻷﺋﻤﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﺎﻣﺘﻬﻢ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ أبي ﻋﺎﺻﻢ، ﻓﻲ “اﻟﺴﻨﺔ”، ﻭاﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ، ﻭاﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ، ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ

وأمّا النَّصيحة لأَئمة المسلمين. فإِنَّ الأَئمة هُمُ الوُلاة من الخُلَفاء الرّاشدِين ومَنْ بعدهم ممّن يلى أَمَر الأُمّة ويقوم به. ومن نصيحتهم مُعاوَنَتُهم على الحقّ وطاعتُهم فيه، وأَمرُهُم به، وتنبيهُهم وتذكيرهم برِفْق، وإِعلامُهم بما غَفَلُوا عنه، وتركُ الخروج عليهم، وتأَلُّف النَّاس لطاعتهم، والصّلاةُ خَلْفَهم، والجهادُ معهم، وأَداء الصّدقات إِليهم وأَلاَّ يغُرُّوهم بالثَّناءِ الكاذب عليهم، وأَن يُدْعَى لهم بالصّلاح

فلنسأل: اذا كان الأمير من الطغاة الذين يحكمون بما لم ينزل الله، لماذا وضع الله عز وجل هذا الحاكم الذي لا ينطبق عليه أن يكون أمير من الرسول عليه الصلاة والسلام ( أميري) ؟ وماهو الحل الأمثل إن لم يجدي النصح؟

قد يكون وجود هذا الأمير فتنة وإبتلاء ليعلم الله من الصادق ومن المنافق، فيظهر عباد الله وكذلك يظهر عباد الحكام والأمراء من الشيوخ والعلماء والتجار وباقي الشعب

فإن كان الكفر ظاهرً على الأمير، ولم يجدي النصح، فتصبح بهذا العزلة أو الهجرة واجبة دون اصدار اي زعزعة او تمرد

وليعلم المؤمن أن الله وعد من آمن حق الإيمان وعمل الصالحات بأنه سيستخلفه في الأرض، وهذا دليل على ان الملك والإستخلاف بيد الله، فيضع هذا الحاكم ليكون فتنة، ثم يبدله لمن يعمل على نشر العدل والخير

قال الله ( قُلِ ٱللَّهُمَّ مَـٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِی ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَاۤءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَاۤءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاۤءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاۤءُۖ بِیَدِكَ ٱلۡخَیۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَیء قَدِير) صدق الله العظيم

وفي هذه الآية راحة للحاكم وللشعب، فيعلم الجميع ان الأمر جميعه لله عز وجل، فلا يحاول هذا نزع الملك من غيره ويعلم الحاكم انه في حال نقضه للميثاق مع الله فإنه قد يبقى ليكون فتنة ثم ليستبدله الله بعد ذلك وهذه سنة الله

قال الله ( قُلۡ أَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُوا۟ ٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡا۟ فَإِنَّمَا عَلَیۡهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَیۡكُم مَّا حُمِّلۡتُمۡۖ وَإِن تُطِیعُوهُ تَهۡتَدُوا۟ۚ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَـٰغُ ٱلۡمُبِینُ (٥٤) وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَیَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَیُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِینَهُمُ ٱلَّذِی ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَیُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنا یَعۡبُدُونَنِی لَا یُشۡرِكُونَ بِی شَيئا وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَ ٰ⁠لِكَ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ ) صدق الله العظيم

وفي هذه الآيات من سورة النور تفسير للمعنى الإجمالي للطاعة واللتي يكون جوهرها الحكم بما انزل الله ومن لم يحكم بما انزل الله فقد كفر وهو فاسق وظالم

قال الله ( وَمَن لَّمۡ یَحۡكُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡكَـٰفِرُونَ) صدق الله العظيم

قال الله (وَمَن لَّمۡ یَحۡكُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ) صدق الله العظيم

قال الله (وَمَن لَّمۡ یَحۡكُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ) صدق الله العظيم

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺇﺩﺭﻳﺲ اﻟﺨﻮﻻﻧﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺑﻦ اﻟﻴﻤﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: “ﻛﺎﻥ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺨﻴﺮ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﺸﺮ، ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻛﻨﻲ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﺷﺮ، ﻓﺠﺎءﻧﺎ اﻟﻠﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﺨﻴﺮ، ﻓﻬﻞ ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﺨﻴﺮ ﺷﺮ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻫﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ اﻟﺸﺮ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻭﻓﻴﻪ ﺩﺧﻦ، ﻗﻠﺖ: ﻭﻣﺎ ﺩﺧﻨﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﻮﻡ ﻳﺴﺘﻨﻮﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﺳﻨﺘﻲ، ﻭﻳﻬﺪﻭﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﻫﺪﻳﻲ، ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺗﻨﻜﺮ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻫﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ اﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺮ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﺩﻋﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮاﺏ ﺟﻬﻨﻢ، ﻣﻦ ﺃﺟﺎﺑﻬﻢ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻗﺬﻓﻮﻩ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺻﻔﻬﻢ ﻟﻨﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺟﻠﺪﺗﻨﺎ، ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﺄﻟﺴﻨﺘﻨﺎ، ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻓﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﺇﻥ ﺃﺩﺭﻛﻨﻲ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺗﻠﺰﻡ ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺇﻣﺎﻣﻬﻢ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﺇﻣﺎﻡ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﻋﺘﺰﻝ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺮﻕ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺗﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻞ ﺷﺠﺮﺓ، ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺭﻛﻚ اﻟﻤﻮﺕ، ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ”. ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﺒﺰاﺭ، ﻭﺃﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ، ﻭاﻟﻤﺤﺎﻣﻠﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ

قال الله (وَإِذِ ٱعۡتَزَلۡتُمُوهُمۡ وَمَا یَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ فَأۡوُۥۤا۟ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ یَنشُرۡ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَیُهَیِّئۡ لَكُم مِّنۡ أَمۡرِكُم مِّرۡفَقا) صدق الله العظيم

فهل نرى في الإعتزال عن الفتنة والإبتعاد عن الناس رحمة كما قال الله وفعل الرسل والأنبياء أم نأخذ بأقوال العلماء؟

رسولنا الكريم عليه الصلاة واتم التسليم اعتزل الناس حتى قبل نزول الوحي فكان يمكث في الغار وحيداً يتأمل ويتفكر

ومن كذلك ترك قومه ليعجل الى ربه؟ فعل هذا سيدنا موسى

قال الله ( قَالَ هُمۡ أُو۟لَاۤءِ عَلَىٰۤ أَثَرِی وَعَجِلۡتُ إِلَیۡكَ رَبِّ لِتَرۡضَىٰ) صدق الله العظيم

فالعزلة و الهجرة لاتكون الا ابتغاء مرضاة الله وللجهاد في سبيله

قال الله ( ۞ فَـَٔامَنَ لَهُۥ لُوطا وَقَالَ إِنِّی مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّیۤۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ) صدق الله العظيم

قال الله ( وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) صدق الله العظيم

قال الله ( {97} إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) صدق الله العظيم

فنعلم انه لاهجرة بعد الفتح الا لعلم او قتال ولا تشد الرحال الا لثلاث ولكن حكم الله في حال وجود الفتنة وظهور الفساد والحكم بما لم ينزل حكم آخر وانت محاسب على عدم هجرة اماكن الفتنة كما يظهر من الآية ولاتنسى ان الله لايكلف نفساً الا وسعها فان لم تستطع فاعتزل في بيتك

وفي العزلة خير فعندما اعتزل زكريا كلام الناس ثلاث ايام، رزقه الله بيحيا وكذلك مريم بعد اعتزالها قومها وكذلك ابراهيم عليه السلام. فهناك علاقة غريبة في سورة مريم بين العزلة والخِلفة

قال الله ( قَالَ رَبِّ ٱجۡعَل لِّیۤ آية قَالَ ءَایَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَـٰثَةَ أَیَّامٍ إِلَّا رَمۡزا وَٱذۡكُر رَّبَّكَ كَثِیرا وَسَبِّحۡ بِٱلۡعَشِیِّ وَٱلۡإِبۡكَـٰرِ) صدق الله العظيم

قال الله (وَٱذْكُرْ فِى ٱلْكِتَٰبِ مَرْيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا) صدق الله العظيم

قال الله ( فَلَمَّا ٱعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَهَبْنَا لَهُۥٓ إِسْحَٰقَ وَيَعْقُوبَ ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا) صدق الله العظيم

نسأل الله الثبات والنصر على من عادى الذين آمنوا في دينهم وأخرجهم من ديارهم

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s