كلام الله
قال الله ( قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَاداً لِّكَلِمَـٰتِ رَبِّی لَنَفِدَ ٱلۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَـٰتُ رَبِّی وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِۦ مَدَدا ) صدق الله العظيم
وفي الآية الأخرى (وَلَوۡ أَنَّمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ مِن شَجَرَةٍ أَقۡلَـٰم وَٱلۡبَحۡرُ یَمُدُّهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦ سَبۡعَةُ أَبۡحُر مَّا نَفِدَتۡ كَلِمَـٰتُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیم) صدق الله العظيم
أي: اذا كانت هذه الأبحر الموجودة في العالم (مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي ْ) وكذلك أشجار الدنيا من أولها إلى آخرها، من أشجار البلدان والبراري، والبحار، أقلام، (لَنَفِدَ الْبَحْرُ ْ) وتكسرت الأقلام (قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي ْ) وهذا شيء عظيم، لا يحيط به أحد
بجوامع الكلم في القرآن الكريم وبهذه البلاغة التي يعجز العقل عن إدراك اتقانها، وبكلام الله عز وجل الذي لا ينتهي، كيف لإنسان ان يفسره ببعض المعاني التي يتم إستنباطها بكلمة أو أكثر من كتاب الله؟ فلايؤخذ بالسياق وبذلك يتم إضافة معاني مسوحاة من كلام البشر والذي سيختلف من فترة لأخرى كما يتغير التاريخ ولكنه يعيد نفسه باختلاف الزمان والناس
اللغة العربية لغة فصيحة وعميقة والقرآن عربي مبين لا ريب ولا عوج فيه وميسر للناس ومعانيه كاملة لايصح الإضافة عليها أو النقصان ولا يصح هذا الفعل ونقصد بهذا بما يقال عليه تفسير القرآن الكريم بالرأي، فلا يتم تفسير كلام الله بكلام الله أو بما ورد في الصحيح عن النبي عليه الصلاة والتسليم، بل يتم الاستعانة بقول فلان وعلان سواء أكان مصدر الرأي من علوم أو لغويات أو ثقافات وهكذا. هذه متغيرات وبالتالي سيكون لدينا المزيد من ثقافات الإختلاف والإتباع الذي يتم به تفريق الأمة الى احزاب وجمعات ولكل من مذهبه الذي بالكاد يكون دين مختلف، فعند هذا حكم كذا حرام، وعند الثاني حلال، وهذا صلاته خمس، والثاني ثلاث كالنكراني، وكلها احزاب وشعب من صفات المشركين كما قال الله تعالى
قال الله (فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّینِ حَنِیفاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِی فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَیۡهَاۚ لَا تَبۡدِیلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَ ٰلِكَ ٱلدِّینُ ٱلۡقَیِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ ٣٠ ۞ مُنِیبِینَ إِلَیۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُوا۟ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ ٣١ مِنَ ٱلَّذِینَ فَرَّقُوا۟ دِینَهُمۡ وَكَانُوا۟ شِیَعاً كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَیۡهِمۡ فَرِحُونَ ٣٢﴾ [الروم ٣٠-٣٢] صدق الله العظيم
فماذا يعني أن كلام الله لاينفذ؟
من الجميل أن يتم ذكر أمثلة واضحة على معنى جوامع الكلم وان كلام الله لاينفذ ونسأل الله ان يوفقنا وإياكم في دراسة أمثلة على هذا من كتاب الله، فمن لديه العلم في هذا فلا يبخل في المشاركة، لك تعم الفائدة بتوحيد فهم المعاني لكتاب الله فمثلاً كلمة (قرار) في القرآن الكريم تعني الاستقرار والسكون والثبات فهل يصح أن نقول أنها استقرار فقط أم في هذا تعديات؟ هل لدينا الجرأة أن نضيف أو ننقص الا اذا حدد السياق معنى مخصص لهذه الكلمة في آية معينة؟
فمثلا كلمة فتنة، ماذا تعني؟
عذاب؟ اختبار؟ ابتلاء؟ امتحان؟ فتنة تعني كل هذا ونعلم انها في العادة اختبار يليها عذاب والنجاة تكون لمن أتقى، فإذا قلنا أن كلمة فتنة هي كلمة عامة تعني أختبار وابتلاء وعذاب وامتحان ولكن سياق الآيات يقدم أو يؤخر مجرى هذه الفتنة، فبعضها فتنة من الله ليعلم الصادق من المنافق ويليه العذاب مباشرة أو إن لم يكن عذاب فيكون عقاب أو حتى معاتبه، فيكون تأويل هذا لايعلمه الا الله ويكون دنيوي، أو تكون فتنة يتبعها عذاب عظيم يوم القيامة، فالكلمة واحدة وهذ معانيها ولا يصح قول ان الله يقصد كذا ولا يقصد كذا نأخذ فتنة كما تم ذكرها في كل القرآن الكريم ليتم معرفة المعنى العام للكلمة ثم يتم تشكيل المعاني حسب السياق، فمثل آخر كلمة هدى، جذر معروف المعنى ومهما اشتقينا منه يعود الإشتقاق دائما الى المعنى العام وهو هدى، فقد يكون الهدى هو القرآن في بعض الآيات أو قد يكون ما انزله الله على موسى عليه السلام فهو هدى كذلك وكلاهما يهدون الناس الى الصراط المستقيم فيرجع معنى الكلمة للجذر ولكلمة هدى سبعة عشر مثل في القرآن الكريم فكيف لنا أن نضيف المعنى الثامن عشر؟ يتم إضافة هذا اذا كانت الإضافة من وحي النبوة فيما ورد في الصحيح
فهذا مثال حي على أن كلمة هدى خاطبت الناس عبر الزمن فتغير الزمن وتغير الناس وبقي الهدى، فينزل الهدى على الرسل عبر الأزمنة، ثم يموت الرسل ويبقى كلام الله وهداه الذي يؤتيه من يشاء والله واسع عليم
قال الله ( وَیَوۡمَ نَبۡعَثُ فِی كُلِّ أُمَّة شَهِیدًا عَلَیۡهِم مِّنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَجِئۡنَا بِكَ شَهِیدًا عَلَىٰ هَـٰۤؤُلَاۤءِۚ وَنَزَّلۡنَا عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ تِبۡیَـٰناً لِّكُلِّ شَیۡء وَهُدى وَرَحۡمَة وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِینَ﴾ [النحل ٨٩] صدق الله العظيم
يتوجب الذكر أن الله أنزل الذكر تبياناً لكل شيء وعندما يقول عز وجل الذي لا نفاذ لكلماته(كل) فهذا يعني أن هذه ال (كل) تفوق الإدراك البشري لأن الله يعلم كل شيء ونحن لا نعلم الا قليل، وهذا يعني أن تأويل القرآن لا يعلمه إلا الله فيعلمه لعباده ويأوله لهم، والتأويل من التفعيل أي يتم ربط حدث وقع لك بآيه، فمثلا قبل وقوع حدث ما، يجعلك الله تقرأ آيه فتتعظ أو تحذر او تشكر وهكذا
فهل يصح القول أن الوحي لم يكمل الدين؟ ونحتاج الى مصادر اخرى للتشريع؟ الصحيح هو الإعتراف بالتقصير وعدم اعطاء كتاب الله الكفاية من التأمل والتفكر